يحتار المتابع لتحركات ادارة الهلال خلال الفترة الماضية، ويجد نفسه خلال اليوم الواحد امام متغيرات عدة حتى اصابه الملل وارتسمت امامه العديد من علامات الاستفهام التي لا تختلف عن تلك العلامات التي كانت حاضرة مع البلجيكي غيرتس واشياء اخرى لم تجد من يجيب عليها حتى الان، ومن هذه التحركات التي حيرت الكثير وليس الهلاليين وحدهم تناقض الاخبار وتواترها على اكثر من صعيد، حتى اصبح المتابع لايعلم من يصدق؟ ما يطرحه الرئيس ويتحاور من خلاله مع الجماهير على تويتر، ام ما يتم تداوله عبر الصحافة على انه من مصادر هلالية موثوقة، ام مع ما يبثه المركز الاعلامي من نفي لبعض ما يطرح؟! بالامس تداولت اكثر من وسيلة اعلامية خبر تعاقد الهلال مع المهاجم المغربي يوسف العربي، وهناك من لم يسعفه الوقت للحاق بالخبر الذي جاء متأخرا مساء اول من امس قبل ان يحمل لنا المركز الاعلامي النص التالي: "نفت إدارة نادي الهلال ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام حول التوقيع مع محترف أجنبي جديد لتمثيل فريق الهلال الأول لكرة القدم، مشددةً على أن تعاقدات النادي سيتم بثها عبر مركز الأمير فهد بن سلمان الإعلامي في نادي الهلال حال إتمامها رسميا".. انتهى البيان الغريب الذي نفى التعاقد مع لاعبين اجانب ولكنه لم ينف ان الادارة وقعت مع المهاجم المغربي يوسف العربي.. اذن لماذا هذا النفي السريع وهذا الضحك؟، وهل المتلقي الهلالي وغيره بهذه السذاجة التي تتصورها الادارة الهلالية؟ لماذا لاتختار هذه الادارة اعلان المفاوضات مع اي لاعب او مدرب منذ بدايتها او التكتم عليها والافشاء عنها بعد التوقيع النهائي؟ بدلا من التأكيد الظاهر على سريتها وتسريبها في الخفاء. ام ان ما يحدث من اختراق للجدار الازرق في زمن "الرفاق" والاصدقاء اصبح غير مقاوم للحفاظ على سرية هذه المعلومات؟، خذوا مثالا نادي الشباب انهى جميع صفقاته الاجنبية والكثير من وسائل الاعلام لم تعلم بها الا بعد مراسم التوقيع، ايضا الاهلي هو الاخر اغلق ملف اللاعبين الاجانب بعيدا عن البهرجة الاعلامية ومواقع "التويتر" ونشر الاخبار المتناقضة التي لا تضر بوسائل الاعلام ولكنها تضر بالاندية وتقلل من مصداقيتها وفي الوقت ذاته "تشوش" على استقراراها وسلامة عملها الاداري ومعاناته من التخبطات. يوسف العربي تقول ادارة الهلال ان الإعلام لديها سواسية وانها لاتفرق بين وسيلة واخرى، واذا كان هذا الكلام صحيحا لماذا تتسرب الاخبار الهلالية يمنة ويسرة، وهل تنزل على الصحف وسائل الاعلام الاخرى من السماء؟ .. تصوروا بعض الهلاليين انفسهم يجدونها في مواقع لاعلاقة لها بالهلال؟ اذن هناك اختراق وهناك تسريبات لابد ان يفتش عنها الامير عبدالرحمن بن مساعد فربما تكون من المحيطين به ومن يثق بهم فيستغلون هذه الثقة لخدمة الاصدقاء في بعض الوسائل الاعلامية!. غيريتس اما الحيرة الاخرى التي ارتسمت على محيا اكثر من هلالي فهي الاتجاه للتعاقد مع اللاعبين المغاربة وأولهم عادل الهرماش الذي تعاقد معه النادي بناء على استشارة من غيريتس، ثم خبر اتمام الاتفاق مع مواطنه يوسف العربي الذي ضاع بين التأكيد والنفي، وهل غيريتس استغل علاقته مع الهلاليين وتحول الى وسيط بحثا عن مصالحه أكثر من مصالح ناديه السابق؟، لا نعلم كيف أن مدربا يبيع الهلال في فترة مضت ان يبحث الآن عن مصالح "الزعيم" ويحرض اللاعبين على اللعب له وهو الذي كان يدرب الفريق الازرق وقلبه مشغول في الدار البيضاء!! جميل جداً أن تتذرع الإدارة بالحرص على سرية مفاوضاتها مع اللاعبين والمدربين خشية افسادها من المنافسين وهذا عمل احترافي جيد، ولكن من غير المعقول أن تكون هي من يفسد هذه الصفقات بتسريباتها لتضع المتلقي والهلالي على حد سواء أمام تناقضات لا يجيب عليها أحد! على اي حال ما يحدث حاليا من فوضى في طريقة المفاوضات في الهلال مع بعض المدربين الفاشلين والمدمنين كما طرحت الصحافة وتناقضات في التعاقد مع اللاعبين الاجانب لا تتناسب وحجم هذا النادي الكبير والوعود التي قطعتها الادارة على نفسها بأن الجماهير سترى صفقات تنسيها اخفاقات مضت ابرزها الخروج من البطولة الاسيوية، من الممكن ان تحافظ على تحركاتك سرا حتى وان كانت غير موفقة، ولكن من غير اللائق ان تكون حاضرا عبر الاعلام اكثر مما تنجز، وهذا الاسلوب دأبت عليه الادارة الهلالية خلال الفترة القصيرة الماضية، ولو حققت 70 بالمائة من وعودها اكثر من خروجها الاعلامي لما حاصرتها الانتقادات من انصار النادي والاعلام. من المسؤول عن اختراقات النادي .. وهل تحول غيريتس من مدرب هارب إلى سمسار؟ في ما مضى كان الهلال للهلاليين فقط ولايقاسمهم في معرفة اسراره اي شخص، اما الان فيبدو انه بامكان اي شخص يرتبط بعلاقة مع الادارة او بأي عضو قريب منها ان يفوز باخبار النادي وان يضعها عبر موقعه ليطلع عليها القاصي والداني وان يتباهى بالحصول عليها ويفاخر امام اصدقائه بأنه قادر على اختراق النادي الكبير، لا يمكن ان ننكر ان للادارة الهلالية مجهودات ونجاحات قادت الفريق الازرق الى الحفاظ على الدوري وكأس ولي العهد، ايضا لا ننسى اننا دافعنا واشدنا بعملها عندما رأينا انها تستحق الدفاع والاشادة، ولكن واقع الفريق الحالي وطريقة تعاملها مع ادارة الصفقات التي تتعلق باللاعبين والمدربين الاجانب لاتوحي بانها استفادت من الاخطاء، بل انها تكرس ذات الاخطاء التي وعدت بتلافيها، ويبدو أن كل ما هنالك هو تلقي الملفات من اكثر من "سمسار" او وسيط وفرزها واختيار الصفقة حسب التوصية، وهذا يعني ان المستقبل الارزق لا يحمل اي تباشير بأن الهلال سيكون له حضور قوي على الصعيد القاري خلال الموسم المقبل، نحن مع اي ادارة في اي ناد استمرارها يعني خلق انسجام وتناغم في مختلف الاعمال داخل النادي، ولكن هذا الاستمرار ما لم يواكبه تلاف لجميع السلبيات السابقة فهو بالمثل العامي "كأنك يابو زيد ما غزيت"!!.. بل هو بمثابة توالد الغضب الاعلامي والجماهيري ضدها وفي نهاية الامر تضر النادي وتضر نفسها، ولا نظن ان الرئيس الهلالي سيضع نفسه في المستقبل امام غضب جماهيري واعلامي ربما يأكل الاخضر واليابس الا إذا سار العمل بصورة عشوائية وجاءت الصفقات القادمة على طريقة "ما يعرضه ويطلبه السمسارة"!