هل أضحت الأندية تختار أجانبها بناء على الاسم والجنسية أم على العطاء؟ وهل بدأ مسيرو الأندية السعودية يبحثون عن نجوم «شباك» لفرقهم بدلا من نجوم لهم قيمة فنية على أرض الملعب؟ وهل تؤيد أن تتوجه الأندية السعودية للتعاقد مع لاعبين مغمورين مثلما حدث في بداية التسعينات من القرن الميلادي الماضي؟ اللاعب السابق والمدرب الوطني الحالي الكابتن علي كميخ، تحدث عن الموضوع قائلا «مع الأسف، يبحث العديد من مسيري الأندية في المرتبة الأولى عن نجم «شباك» فقط، بغض النظر عن مدى احتياج الفريق لخدماته. وما هي إلا مدة بسيطة وتقع الإدارة في مطب عدم تأقلم اللاعب مع الفريق وذلك لعدة أسباب أولها حاجز العادات واللغة، وثانيها عدم وجود قائد الفريق الذي يستطيع تسهيل عملية انسجام اللاعب الأجنبي مع زملائه الآخرين ما يوصلنا في النهاية إلى رحيل اللاعب الذي غالبا ما يأتي وهو يطمح للخروج من الدوري السعودي بأقل الخسائر وأكبر المكاسب المالية مثلما حدث في عقود لاعبين يستلمون مبالغ خيالية لم يحلموا بالحصول على نصفها أثناء لعبهم في بلدانهم». كما طالب كميخ الاتحاد السعودي بمتابعة كل التفاصيل التي تخص اللاعب الأجنبي قبل قدومه والتأكد من مدى جاهزيته الفنية والبدنية أسوة بالمعمول به من قبل اتحادات دول شرق آسيا والذي ذكره الكابتن فؤاد أنور أثناء حديثه عن تجربته الاحترافية في الصين عام 1998. وشدد كميخ على أن غياب العين الخبيرة في استقطاب اللاعبين الأجانب داخل أروقة الأندية السعودية، مثل الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله والدكتور سعد الطمرة على سبيل المثال في نادي النصر؛ جعل الأندية تلجأ للسماسرة الذين كثيرا ما ورطوا أنديتنا ببضاعتهم «الكاسدة» حسب وصفه. الكاتب والناقد الرياضي المعروف عبدالكريم الجاسر تحدث قائلا «من المعروف أن الدوري السعودي من أصعب الدوريات من الناحية الفنية، ولهذا أصبح وجود العنصر الأجنبي المميز من أهم الوسائل لمساعدة الفرق على تحقيق البطولات». ويضيف «أصبح اللاعب المميز عملة نادرة في جميع دول العالم، وأضحى استقطابه يتطلب مبالغ مالية مرتفعة. وهنا يكمن الفرق بين الأندية التي تمتلك إمكانيات مادية جيدة ونظيرتها التي لا تمتلك ذلك». وقال الجاسر «غالب أنديتنا تسوف في قرار انتداب اللاعب الأجنبي حتى فتح باب الانتقالات، بينما على سبيل المثال الهلال في الموسم السابق استطاع التوقيع مع اللاعبين قبل تلك الفترة ليتفادى الوقوع في مطب السماسرة». وعن السبب الذي يجعل الأندية تهرول خلف السماسرة بدلا من اختيارها للاعبين، قال الجاسر «السبب ببساطة هو غياب الرأي الفني السديد عند إدارة النادي، فيجد النادي نفسه مضطرا للتعاقد مع أي لاعب متاح يعرضه السمسار وتتناسب قيمته مع المبلغ المرصود بغض النظر عما إذا كان مناسبا للفريق أم لا». الكاتب والناقد الرياضي في صحيفة الجزيرة عبدالله العجلان، قال بهذا الخصوص «استقطاب اللاعبين المشهورين تحكمه الإمكانيات المادية الجيدة لدى الأندية». ويكمل العجلان قائلا «لكن مع الأسف، بعض الأندية تبهر باسم اللاعب وتقرر استقطابه حتى في حالة عدم احتياج الفريق للاعب في هذا المركز، على سبيل المثال تعاقدات الأهلي هذا الموسم التي تركزت في الهجوم والكل يعرف أن هناك خللا في محور الارتكاز وخط الدفاع». ويؤكد العجلان أن تعاقد الأندية الكبار مع لاعبين لهم أسماؤهم هي نتيجة للضغط الجماهيري ويقول «أصبحت الجماهير في الأندية الكبيرة غير مستعدة للانتظار، ولذا تلجأ الأندية للتعاقد مع اللاعبين المشهورين لزيادة نسبة النجاح عن نظرائهم الآخرين غالبا». وعن تعاقد الأندية مع لاعبين مغمورين قال العجلان «أصبح الانتقال ومتابعة اللاعب عن كثب غير مجد في ظل امتلاك كل لاعب وكيل أعمال يتفاوض مع الفرق الراغبة في الحصول على خدماته»