يبدو أن النصراويين عرفوا أخيراً طريق العودة للزمن الجميل واعتلاء منصات التتويج بعد غياب طويل تفرغوا خلاله للحديث عن المنافسين أكثر من مناقشة إخفاقاتهم المتتالية التي أصابت الجمهور النصراوي بحالة من اليأس حتى وصف بجمهور الصبر الذي ظل ينتظر عودة الفارس ركنا من أركان الإثارة والتشويق والمنافسة على بطولات الكرة السعودية. كان شعار مسيري النصر هذا الموسم العمل بصمت وعدم الحديث عن الآخرين، وكان هدفهم محدداً وهو المنافسة على بطولة كأس خادم الحرمين للأندية الأبطال فكان التحرك الإداري سريعاً في دعم الفريق بعدد من اللاعبين، وإقامة معسكر الدوحة الذي كان في توقيت مناسب، ويسير النصر وفق ما كان مخطط له ويطيح ببطل دوري "زين" ذهاباً وإياباً مستوى ونتيجة ويكسب الجولة الأولى في نصف النهائي أمام الفتح. لن يفرط النصراويون في الفرصة التاريخية التي تهيأت لهم هذا العام بالتتويج بكأس الأبطال ليصالحوا جماهيرهم المتعطشة للبطولات خصوصاً بعدما تأكدوا أن العمل وحده هو الذي يجلب الذهب. هنيئاً لجمهور النصر التغير الجذري في سياسة الإدارة بابتعادها عن المهاترات وعدم التطرق لشؤون الآخرين، والذي ستكون أولى نتائجه المنافسة بقوة على كأس الأبطال. في المقابل تخلى الهلاليون أخيراً عن شعارهم الدائم الذي جلب لهم الذهب ووصل بهم إلى الرقم القياسي في عدد البطولات وهو العمل بصمت، وتفرغوا إلى من جلب صفقة انتقال اللاعب الفلاني ومن حسم الأمور في الأمتار الأخيرة في صفقة اللاعب الفلاني. ما يمر به الهلال حالياً هو نتاج فوضى الموسم الماضي ولهذا لم يكن وصول الفريق إلى هذا المستوى المتردي مستغرباً لدى المتابعين وعشاق "الأزرق" خصوصاً، فكثير من الجمهور الهلالي كان يراهن على عدم استمرار المدرب دول عطفاً على سيرته الذاتية، والأمر ينطبق على اللاعبين الأجانب وطريقة اختيارهم ومجاملات عدد من اللاعبين المحليين. مشكلة الهلاليين أنهم يرون أنهم هم الذين يعملون فقط والأندية الأخرى لا تعمل فقد تناسوا أن الأهلي يعمل أفضل منهم، وكذلك الشباب، وحالياً النصر والاتفاق؛ فالأمور في النادي تدار بالاجتهاد واعتماداً على السماسرة الذين يبحثون عن مصالحهم فقط، ولهذا كانت النتائج غير مرضية لفريق لا يرضى عشاقه بغير الذهب فليس من المعقول أن يشرف على فريق بحجم الهلال أكثر من أربعة مدربين خلال أقل من سنة. أكثر ما يخشاه الجمهور الهلالي أن يتحول النادي إلى نادي القرار الأوحد بعد أن كان نادي القرار الجماعي. باختصار -الأهلي هو نجم الموسم والأفضل فقد خسر الدوري في الختام، ويتصدر مجموعته آسيوياً ومرشح قوي للوصول لنهائي كأس الأبطال. -البطولة الآسيوية بنظامها الحالي وباء على الكرة السعودية؛ فالأندية المشاركة تعاني الإرهاق، ولهذا فأنا أرشح الاتحاد من الآن لبطولة الدوري الموسم المقبل شريطة أن تجلب إدارته لاعبين أجانب على مستوى عال. -لجنة المسابقات يجب عليها أن تعالج مشكلة تزامن البطولة الآسيوية مع البطولات المحلية بطريقة شعارها مبدأ العدالة.