صباح الخير يا سيدي القارئ .. طبعًا أنت تنتظر أن أقول لك شيئًا .. ولا تدري في الغالب أي طريق سنسلكها ، مع فنجان الشاي أو القهوة المضبوطة التي اعتدت عليها.. فإن كنت ممن يقرأني ، واعتدنا على بعضنا ، مثلما اعتدنا على قهوتنا وشاهينا السادة أو السكّر الزيادة ، فانتظرني بجانب الدكان حتى أتفرغ لخدمة زبون جديد.. ربما أنها المرة الأولى التي يرى فيها سحنتي .. أعرض بين يديه بضاعتي .. وهي فرصة يتفحص من خلالها قدراتي ومعلوماتي .! وها أنت ترى أنها (مقابلة شخصية) ، للبحث في دكّاني عن (الزبدة) .. بعدها قد يمطّ شفتيه بلا زبدة ولا قشطة ويقول بالبنط العريض : هذا كاتب (ما عنده سالفة) .! فهو لا يتحدّث عن (الفساد) وشقاوة الأولاد .. ولم يأت على ذكر (ساهر) وأم الخير وحي السامر .. ولا كتب عن (الربيع العربي) .. ولا الطمع الإفرنجي و(الغزو الفكري) .! قايلين لكم : " ما عنده سالفة " .! ......... هذا القارئ العزيز محق بشكل أو بآخر .. فأنا قد لا تتوفر عندي (السالفة) أو اللاحقة التي يبحث عنها .! أنا عندي سواليف ليل .. أمّا سواليف النهار فلا أفهم فيها .. ولو حدثتكم عنها فلن أبلّ ريقكم .. فأنا أبسط كفّي إلى الماء فكيف يبلغ فمي يا صاحبي ؟! لمثل هذه الكتابات أرباب فكر.. كتّاب متخصصون متمرسون .. لهم قدرة على البحث والتقصي ، وتحليل الأوضاع ، وتشخيص الداء ووصف الدواء .. أما أنا فأبحث عن من يداويني .! .......... آخر السطور : أضحك وأبكي ، وأنا أستمع كل يوم لكلام قاله الأبنودي ، يتردد في حلقات مسلسل عربي يعرض هذه الأيام : " أضحك كإن الضحك مش ضحكي وأبكي كإني بشوف غيري بيبكي .. كإني واقف أطل على نفسي واصرخ لكنّ الحس مش حسّي .. وشايف الدنيا كيف يا ماشي متغمّي ؟ مهموم أنا وحاسس إن الهم مش همّي .. والجرح جرحي ولكن الدم مش دمّي وأجي أصدّق عيني يبتدي شكّي " .!