كثيراً ما يمر بالإنسان أثناء نومه بأحلام أو رؤى تشكل له هاجساً أو اطمئنانا بحسب حالها سواء بشرى أو أضغاث أحلام.. لكن تبقى تلك الأحلام والرؤى عالقة في ذاكرة الإنسان ومن أطرف ما سمعت قصة أحببت أن أنقلها لمن لم يقرأها من قبل بعث لي بها أحد الأصدقاء يقول أنها وقعت فعلاً لأحد الإخوان ورغم طرافتها إلا أننا نألم جدّاً لحاله سائلين الله له العافية وعاجل الشفاء.وفي نفس الوقت أذكر نفسي والقراء الكرام بأن نتمسك جميعاً بالدعاء والأذكار المأثورة حتى نسلم من شر مثل تلك الأحلام والعواقب السيئة آمين.. وتقول هذه القصة حسب راويها: جلس رجل على السرير الأبيض في إحدى المستشفيات، وكان كل جسمه عليه شاش وعلى ساقيه جبس.. وما تسمع إلا الآهات من شدة الآلام والأوجاع.. فظن أحد الناس أنه ربما تعرض لحادث كبير أو أنه محترق أو.. أو.. أو... إلخ. وواصل الرجل حديثه:المهم جاءت الساعة الرابعة عصراً وبدأ وقت الزيارة أنا استغربت من شيء غريب حصل.. فكلما جاء يزوره شخص يطلع من عنده (ميت من الضحك).. فساورني الفضول وقلت أشوف إيه الحاصل بالضبط؟ لكن استمر هذا الحال كلما جاء زائر وسلم عليه ما تسمع إلا ضحكهم من وراء الستارة.. قلت أنا لازم أعرف الحاصل.. وانتهى وقت الزيارة فقمت وذهبت إليه وقلت له: سلامات عسى ما شر.. لكن يا شيخ أنا أشوف اللي يجونك ما يخرحون من عندك إلا وهم ضحكهم واصل آخر المستشفى! قال لي ضاحكاً هو بدوره: ليه عاد أنت حاسدنا على الضحكة؟ قلت له: لا يا أخوي أبداً اضحكوا عادي خذوا راحتكم بس عايز أعرف ما هو السر في ذلك إذا ما عندك مانع؟ قال لي: طيب ولا يهمك. أنت مثل ما تشوفني مكسَّر ومربَّط بالشاش. قلت له:الله يشفيك. قال لي: أنا ساكن في شقة في الدور الثاني، وعندي بلكونة، وإذا نمت فتحت باب البلكونة وطفيت النور وانبطحت على السرير ويوم نمت على السرير وغصت في أعماق نومي، حلمت مثل ما تقول إن الناس في مكان مثل موقف الباصات.. وفيه باصات رايحة للجنة وباصات رايحه للنار!المهم الجماعة ينادون بالأسماء ..فلان بن فلانة: باص النار.. فلان بن فلانة: باص الجنة.. وهكذا.. إلى أن قالوا فلان بن فلانة.. قلت هذا اسمي.. وقلبي يدق: روح باص الجنة.. فرحت والحمد لله وارتحت. مشيت أدوِّر على الباص اللي مكتوب عليه إلى الجنة... وحصلته ودخلت فيه. مشينا بالباص وبعد فترة جاتنا لوحة مكتوب عليها (الجنة 50 كيلو.. النار 100 كيلو ) وهذا واحنا مع اللوحات.. والله ونتعدى الجنة... قلت يمكن السواق يعرف مكان لباب ثاني.. شوية وشفت لوحة: (النار 15 كيلو)...وبعد شوية: (النار 10 كيلو).. وكل شوية نقرب من النار. فصحت على السائق يا رجال إيه الحكاية.. المشكلة إنه الناس ساكتين وما أحد قلقان في الباص إلا أنا. قلت أدخل علي السواق وشفته معطيني ظهره وصحت قائلاً: أنت وين رايح؟ قال لي بدون ما يلتفت: رايح النار يا حبيبي. قلت له: أنا من أهل الجنة.. وليش توديني النار يا وجه النحس؟! والتفت لي..طلع إنه إبليس! الله يلعنه. وقلت له أنا من أهل الجنة.. لا توديني النار والله العظيم أنا من أهل الجنة، لسه قبل شوية قايلين اسمي، وقف.. وقف.. وأنا أصرخ... وهو بكل أنواع الضحكات الشريرة يجيبني هاهاها... هاهاها... قلت له: أوقف أريد أن أنزل.. فقال: اسمع الباص هذا مبرمج على انه ما يوقف إلا في النار... تريد تنزل اقفز.. وركضت إلى الباب وفتحته... وهوووب ولا وعيت إلا وأنا في المستشفى كما ترى... قافز من البلكونة.. في الحوش!