عندما نحاول جاهدين الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع؛ فإنني اجزم بأننا لن نستطيع كتابة واستعراض سجله العملي والخيري والاجتماعي والإنساني في هذا التقرير، وعندما نحاول استعادة بعضاً من معاني الوفاء وقيم المودة ودلالات الإخاء في حضرة سموه؛ فإن كل الحروف الأبجدية، ومفردات اللغة تعجز عن وصف حالة الوفاء والإيثار والبذل والعطاء والمودة والإخاء، فأعمال سلمان الوفاء وأياديه ممتدة في شتى المجالات، ونهر عطاءاته متدفق بالخير يلبي كل نداء. ومن أعمال سموه واهتماماته دعمه لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة بتأسيس "مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة" الذي يعد من أبرز مؤسسات العمل الخيري في مجال التصدي لقضية الإعاقة، باعتباره المركز الرائد بالمنطقة الذي يُعنى بالبحث العلمي حول الإعاقة واكتشاف مسبباتها، ووسائل تفاديها وعلاجها، كما تعد "جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة" التي انطلقت عام (2008م) إحدى جوانب الدعم لهذه القضية والهدف منعها تشجيع الجهود المحلية والإقليمية والعالمية الرامية إلى إثراء العلم والمعرفة في مجالات الإعاقة المختلفة، وتعزيز بيئة الإبداع الفكري والتفوق العلمي في مجال الإعاقة بما يكفل إيجاد الطرق والوسائل والحلول والبدائل التي تؤدي إلى الحد من الإعاقة أو التخفيف من آثارها على الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، بالإضافة إلى تأصيل مفهوم البحث العلمي في مجال الإعاقة ونشر ثقافته في المجتمع محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتفعيل دور البحث العلمي في تحسين نوعية البرامج والخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك تطويع البحث العلمي لتكييف التقنية الحديثة لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة بما يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم والتغلب على مشكلاتهم وتحقيق طموحاتهم، والإفادة من نتائج البحث العلمي في إيجاد بيئات اجتماعية يتحول فيها الأشخاص ذوو الإعاقة من فئات مستهلكة إلى فئات منتجة تسهم بشكل فاعل في بناء المجتمعات ورقيها. وتأكيداً لما يحظى به ذوو الإعاقة وقضايا المعوقين في المملكة باهتمام كبير من قبل الأمير سلمان..عندما أعلن أن العاصمة الرياض أول مدينة صديقة للمعوقين في المملكة، وذلك بعد إقرار سموه مبادرة "الوصول الشامل" التي طورها مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وذلك تأكيداً على مراعاة استيعاب المعوقين في أوجه الحياة العامة، ومساندتهم في جميع المجالات لكي يتمكنوا من ممارسة حياتهم، وتحقيق طموحاتهم، وهذا يمثل نقطة تحول جديدة لذوي الإعاقة في المملكة لتغلب على إعاقتهم وتمكينهم من العيش وممارسة احتياجاتهم باستقلالية تامة والاندماج مع فئات المجتمع. إن ما دعا الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى تبني موضوع الإعاقة واهتمامه بفئاتها المختلفة هي المبادئ الإنسانية السامية، والقيم الإسلامية النبيلة التي تتجلى في ذلك الرجل.. رجل المهمات العظيمة، وصاحب الإنجازات الإنسانية الكبيرة، والأعمال الخيرية الكثيرة، حتى أصبح أنموذجاً يحتذى في تلك المجالات، وخاصة في قضايا الإعاقة والمعوقين.