سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سلطان بن سلمان ل «الرياض»: بدعم ولي العهد المركز أصبح من أهم مؤسسات العمل الخيري للتصدي للإعاقة بمناسبة الاحتفال بمرور 20 عاماً على تأسيس مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة سعي المركز لأن يكون مركزاً متميزاً في مجال أبحاث الإعاقة على مستوى العالم. وقال سموه ل(الرياض )بمناسبة رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- مساء اليوم لاحتفال مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بمرور عشرين عاماً على تأسيسه بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض وإطلاق مبادرة "مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز لخدمات التربية الخاصة "إن المركز يتبني حاليا برنامج جائزة عالمية تمنح في مجال أبحاث الإعاقة تهدف إلى تشجيع الجهود المحلية والإقليمية والعالمية الرامية إلى إثراء العلم والمعرفة في مجالات الإعاقة المختلفة. وذكر سموه إن الجائزة تتشرف بحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد -نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ؛ الرئيس الأعلى للمركز، والداعم الأول له، وتسعى الجائزة التي تقدم في ثلاثة فروع إلى تعزيز بيئة الإبداع الفكري والتفوق العلمي في مجال الإعاقة بما يكفل إيجاد الطرق والوسائل والحلول والبدائل التي تؤدي إلى الحد من الإعاقة أو التخفيف من آثارها على الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم،وتأصيل مفهوم البحث العلمي في مجال الإعاقة ونشر ثقافته في المجتمع محلياً وإقليمياً وعالمياً وتمنح في فروع الإعاقة الثلاثة الرئيسة وهي العلوم الصحية والطبية،وفرع العلوم التربوية والتعليمية وكذلك في مجال العلوم التأهيلية والاجتماعية ويمنح لكل فائز أو فائزة بفروع الجائزة شهادة تحمل اسمه، وملخصاً للعمل الذي أهَّله للحصول عليها وميدالية تقديرية، ومبلغ مالي قدره مائتان وخمسون ألف ريال سعودي (250.000 ريال)، علما أن الجائزة تمنح في فروعها الثلاثة كل سنتين باستثناء الدورة الأولى التحضيرية فمدتها ثلاث سنوات واكد سموه أن المركز في سباق مع الإعاقة، وهناك الكثير من التطلعات والأهداف التي يعمل عليها المركز بكل جد. وحول توجه المركز لإيجاد أوعية استثمارية ذات عوائد سنوية ثابتة ومنتظمة لمساندة تنفيذ إستراتيجيته ودعم أبحاثه أبان سموه أن لجنة الاستثمار وتنمية الوقف بالمركز قامت بمخاطبة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - ولي العهد - نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع - الرئيس الأعلى للمركز - لتخصيص أرض بحي السفارات لصالح المركز كوقف خيري يقام عليه مشروع استثماري – وتمت موافقة سموه الكريم بمنح المركز أرض تبلغ مساحتها الكلية (7233م2)،كوقف خيري لصالح المركز. ويعمل المركز على تمويل جزء من تكاليف بناء هذا الوقف والمُقدَّرة ب (60 مليون ريال) من مساهمات المؤسسين بقرض حسن، والبقية من خلال المساهمات والتبرعات امتدادا من دور المركز في دعم مسيرة البحث العلمي والتزام المركز بالمبادئ الإسلامية في إدارة الأوقاف، والاستعانة بالمختصين بإدارة الأوقاف للإشراف على المشروع ومعروف أن الوقف الخيري من أفضل أنواع البر والإنفاق في سبيل الله، ومن السنن التي تؤدي إلى التكافل والترابط والتراحم في المجتمع المسلم، وبث روح المحبة، والإخاء بين أفراده والوقف يشكل دعامة من دعائم استمرار الأعمال الخيرية، وهو يعد من الصدقات الجارية، التي يستمر نفعها لخدمة المجتمع، وعمل صالح، عطاؤه بر مستمر يصل إلى المستهدفين، ويشمل فئة المعوقين وهو مطلب وواجب على عموم المستطيعين للإسهام فيه؛ لتستمر هذه السنة الحميدة، وتساهم بفاعلية في تلبية احتياجات المجتمع بكل فئاته وأشار سموه إلى أن فترة عشرين عاماً ضئيلة في عمر مشروع علمي معقد، وذكر سموه إن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بات أحد أهم مؤسسات العمل الخيري المعنية بالتصدي لقضية الإعاقة وقايةً وعلاجاً، متخذاً شعار (علم ينفع الناس) تأسيساً على بناء قاعدة علمية في مواجهة قضايا الإعاقة،والحد من آثارها على الفرد والأسرة والمجتمع،ورفع مستوى الرعاية التأهيل والاكتشاف والتدخل المبكر، ومساعدة المعوقين على التغلب على إعاقتهم عن طريق البحث العلمي وقد نجح المركز في أن يكون مركزاً متميزاً في مجال أبحاث الإعاقة، وذا تأثير عالمي،وأن يفّعل رسالته انطلاقا من مبدأ عمله المتمثل في إيمانه بالسعي وراء المعرفة التي تنفع البشرية وبناء الفريق والمشاركة في المعرفة والقدرات إلى جانب ثقافة المصداقية والمهنية والإنسانية وعبر سموه عن اعتقاده أن المركز توجّ نجاحاته بمنظومة من البرامج الصحية والثقافية والمجتمعية استطاعت أن تحقق اختراقات جذرية في قضية الإعاقة، ورفع الوعي، ونصرة المعوق، إلى جانب الحد من تداعيات وأسباب الإعاقة، وتسهيل اندماج المعوق في المجتمع. وقال سموه إن ما يضاف لنجاحات المركز ما حظي به من ثقة المجتمع بقطاعاته المختلفة، وتفوقه في بناء شراكات مع أكثر من 100 مؤسسة وشخص يمثلون قطاعات عديدة، هم أعضاء جمعية المؤسسين ولعل من أبرز انجازات المركز برنامج الفحص المبكر الذي أسهم على مدى عدة سنوات في تفادي أكثر من 600 حالة إصابة بالإعاقة، وهو برنامج وطني يتم تنفيذه الآن من قبل وزارة الصحة في كافة مناطق المملكة، وبرنامج الوصول الشامل، وقد توج بالرفع الى مقام مجلس الوزراء،ونتطلع إلى إقراره وتعميمه قريباً، ويهدف إلى توفير تسهيلات الوصول للمعوقين لكل مناحي الحياة،سواء على صعيد التسهيلات المكانية،أو التعليمية ،أو الوظيفية،أو التمويلية،وغيرها، ولا يمكن أن نغفل هنا انجاز صدور النظام الوطني لرعاية المعوقين الذي تبناه المركز بالشراكة مع العديد من الجهات الحكومية، والعلمية والخيرية، ويتضمن منظومة من الحقوق للمعوقين، وأيضاً برنامج سلطان بن عبد العزيز للأبحاث المتقدمة في مجال الإعاقة، الذي يتضمن خمسة مشروعات بحثية متخصصة في الأبحاث المتقدمة تشمل: الشفرة الوراثية، العلاج الجيني، علاج الخلايا الجذعية، الشرائح البيولوجية الإلكترونية وتقنية النانو، أبحاث الحاسوب والروبوتات" أجهزة التحكم الآلي"، وينفذ المركز الآن بالتعاون مع وزارة الصحة برنامج المسح الوطني للصحة النفسية، وتكمن أهميته في أنها تزوّد العاملين في الصحة النفسية، ومتّخذي القرار، برؤية واقعية تساعد على توفير الخدمات اللازمة للوقاية والعلاج والتأهيل في المملكة. الأمير سلطان بن سلمان ونوه سموه إلى الصعوبات التي كانت تواجه فكرة المركز على أرض الواقع قبل عشرين عاما وقال إن تلك الصعوبات كانت تتمحور في ثلاثة عناصر كان في مقدمتها مشكلة طرح فكرة البحث العلمي في المجتمع والثانية إننا كنا نتحدث عن نتائج مستقبلية على المدى الطويل، دون وجود شيء ملموس نستطيع تقديمه للناس في حينها. ثالثا إن فكرة المركز انطلقت من منظور استراتيجي، يستهدف التصدي لقضية اجتماعية اقتصادية على مستوى الوطن وأتذكر إننا في جمعية الأطفال المعوقين عندما انضممت لعضوية مجلس إدارة الجمعية عام 1989م ، فكرت أنه لا يكفى فقط إنشاء مراكز لرعاية المعوقين،بل القضية هي كيف يمكن تفادي الكثير من أسباب الإعاقة قبل حدوثها، وبناء عليه تم تبني إستراتيجية جديدة للجمعية تضمن ثلاثة محاور هي توفير الخدمة الشاملة والمتخصصة للطفل المعوق سواء كانت علاجية أو تعليمية أو تأهيلية ومساندة أسرته في تقبل حقائق الإعاقة وطرق التعامل معها،والقيام بدور فعال في مهمة تثقيف وتوعية المجتمع بمسببات الإعاقة وطرق الوقاية منها بقصد تكوين مواقف إيجابية للتعامل مع الإعاقة وقاية وعلاجاً والمساهمة في بناء قاعدة علمية لبرامج رعاية المعوقين من خلال إنشاء مركز علمي متخصص للبحوث والدراسات في هذا المجال وعندما طرحنا فكرة المركز علي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ، وزير الدفاع-وكان حينذاك أميراً لمنطقة الرياض-التمسنا من سموه الرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - يرحمه الله- بفكرة المركز،إلا أن سموه أرتأى انه لا يجب أن نقدم لخادم الحرمين الشريفين إلا مشروعاً مكتملاً ناضجاً له مقومات الاستمرار، وبادر سموه بتقديم تبرع شخصي بلغ عشرة ملايين ريال لمساعدة المركز على الانطلاق، وتحويل الفكرة إلى واقع، ومن ثم توالت المبادرات من خادم الحرمين الشريفين ومن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز- يرحمه الله - ومن جانبها عملت جمعية الأطفال المعوقين - التي تعد أم هذا المركز وأكبر مؤسسة من نوعها في العالم العربي- عملت بشكل منهجي لتأسيس هذا المركز الذي أصبح فيما بعد كياناً مستقلاً له شخصيته الاعتبارية يتبنى رسالة "علم ينفع الناس ". وفي ختام حديثه قال سموه إننا نعيش في ظل بيئة خيرة، ووطن معطاء،تتناغم فيه طموحات القيادة،وتفاعل المواطن.وقد تسابق الجميع في بناء هذا الصرح الخيري، ومواصلة رسالته، بدءاً من قادتنا -حفظهم الله -مروراً بمؤسسات الدولة والباذلين، والآلاف من المتطوعين والداعمين، ومؤسسات القطاع الخاص، والعاملين المخلصين ، وفرق البحث ومسيرة هذا المركز تؤكد إننا نعيش في بلد يؤمن بأن المواطن أولاً،وبأهمية الاستقرار والتضامن والتكافل، يتوج ذلك الأريحية الخيرية التي قامت عليها بلادنا ، فنحن نحيا في أكبر مؤسسة خيرية على الأرض هي المملكة العربية السعودية،وكثيرة هي نماذج العطاء المشرقة، التي تم تسجيلها على مدى عشرين عاماً من مسيرة هذا المركز،لأنها تقدم القدوة الحسنة، وتعكس صورة طيبة عن مجتمعنا،هذا إلى جانب مبادرات الشركات والمؤسسات والمصارف الوطنية الكبرى،وفي اعتقادي أن انضمام أكثر من 100 عضو لجمعية المؤسسين للمركز أمر يتوج نجاحات هذا المركز،ويجسد ثقة المجتمع بكل قطاعاته في رسالة المركز،ودوره الوطني وها نحن نجلس اليوم للاحتفاء بسلسلة من المنجزات المرئية وغير المرئية، ولكن ما نلمسه هو تقدير وتفاعل الجميع، ويجب الإشارة هنا إلى أهمية الإعلام في هذا الصدد، ففي اعتقادي أنه لولا الإعلام ما كان هناك قضية إعاقة بشكل مجتمعي، وأجدها فرصة لتسجيل تقديري للإعلام السعودي الذي انصهر مع تلك القضية،وأسهم في أن يضعها على أولويات المجتمع،وصناع القرار. الجدير بالذكر أنه سيتم إطلاق اسم سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز على أحدث مشروعات التربية الخاصة "مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز لخدمات التربية الخاصة "كبادرة من وزارة التربية والتعليم وعرفانا منها لما قدمه -رحمه الله تعالى- لهذه الفئة الغالية من المجتمع.