يواصل « خروف « العيد حضوره في هذه الأيام في حديث مجالس الكثير من السعوديين ، بسبب الغلاء الفاحش في أسعار المواشي بفترة عيد الأضحى من كل عام في السنوات الأخيرة ، فمقصلة الغلاء المتواصلة تستفيد من ذروة موسم كل سلعة ، وتضرب المستهلك في مقتل ، وتؤثر على ميزانيته بشكل كبير . وفي هذا العام يزيد جشع تجار المواشي ، والخرفان على وجه الخصوص ، بسبب استغلال عدة عوامل من أبرزها غلاء الشعير منذ بداية العام الحالي ، ومواكبة موجة الغلاء السائدة في السنوات الخمس الأخيرة ، وعامل ثالث يتركز على خروف العيد ، ألا وهو حرص النسبة العظمى من السعوديين على شراء الأضحية والذبح في عيد الأضحى من المنطلق الديني ، مما يحتم في وجهة نظر التجار شراء الأضاحي من المضحين لوجه الله ، مهما بلغ سقف الأسعار ، وخاصة أن سقف الأسعار يحكمه عرض وطلب ، ولا حدود أو نسبة تلزم التاجر بالتقيد بسعر معين من وزارة التجارة أو غيرها من الجهات الرقابية . وعليه يعول الكثير من المستهلكين والمضحين بالخرفان على أهمية تغيير الثقافة ، التي تحتم على الجميع « التضحية « بكل شيء وضغط الميزانية ، بل والبحث عن الحصول على السلف من أجل شراء أضحية العيد فقط ، ونسبة كبيرة تشتري بنصف الراتب « الأضحية « وباقي شهر ذي الحجة يرشد على حساب أولويات أخرى ، ولكن لو تغيرت هذه النظرة للأضحية ، ووضعها في موقعها الحقيقي كسنة شرعية في ديننا الإسلامي ، ولا تصل إلى حدود كونها ركناً من الإسلام أو واجبا حتميا في نهاية كل عام ، وأيضا هناك حلول وبدائل للأضحية يجيزها ، بل ويحبذها الكثير من علماء المسلمين ، ومنها شراء سندات الأضاحي عن طريق المؤسسات الإسلامية والجهات الخيرية المعتمدة التي تذبح نيابة عن المؤكل الأضاحي خارج المملكة بسعر يقل في الغالب عن ربع متوسط الأسعار الحالية للمواشي في سوقنا المحلي ، وهناك مؤسسات متخصصة في الذبح عن المضحي داخل المملكة بسعر يصل الى أقل من نصف الأسعار المعروفة لكل أنواع الخرفان بالمملكة . وكما أن التوجه لهذه البدائل قد يؤثر على نسبة كبيرة من تجار المواشي فتنخفض الأسعار الى حدود مقبولة ، وكذلك يسهم في الترشيد على المستوى الشخصي للمواطن والمقيم ، وأيضا بالترشيد في لحوم الأضاحي التي تتوفر بشكل كبير في أيام عيد الأضحى ، ويصل الأمر أحيانا للتخلص من لحومها وتبذيرها بشكل يتنافى مع تعليمات الدين الإسلامي ، ولا توافق العقل أو المنطق . وفي هذا الصدد يطالب عدد كبير من الباحثين عن شراء الأضاحي بدور أكبر للرقابة على الأسعار من وزارة التجارة ، فالبرغم من توفر واضح لمختلف أنواع الخرفان من داخل وخارج المملكة ، اكتفت الجهات الرقابية بنشر مؤشرات أسعار الخرفان التي ترتفع هذه الأيام بشكل لا يمكن قبوله ، وفي ظل عدم تدخل لوقف جشع المسيطرين على سوق المواشي .