لا تزال أسعار المواشي في مختلف مناطق المملكة تشهد ارتفاعات متواصلة مع اقتراب عيد الأضحى، باستثناء مدينة الرياض التي أكد تجارها بقاء الأسعار في حدود مقبولة دون تغيير. وفيما شهدت أسعار المواشي في عنيزة ارتفاعات كبيرة وغير منطقية، سجلت المواشي في الطائف نسبة ارتفاع بلغت 20%، فيما شهدت أبها ارتفاعات متواصلة، كما شهدت اسواق النماص والمجاردة وتنومة ارتفاعات بسبب تكليف التربية. ولم يظهر أي تأثير لمؤشر الأضاحي الذي اعتمدته وزارة التجارة على موقعها الالكتروني بهدف توعية المستهلكين والحد من الارتفاعات المبالغة التي شهدتها أسواق المواشي الفترة الماضية. في الرياض أكد تجار مواشي على استقرار أسعار الأغنام خلال موسم الأضاحي لهذا العام ووفرة جميع انواع المستورد والمحلي، مؤكدين وجود انخفاض في أسعارها مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بحوالي 100 ريال. وكشف تجار المواشي أن أسعار الخروف النعيمي البلدي ستستمر حتى ما قبل ليلة العيد ضمن حاجز 1070 ريالاً ولن تتعدى حاجز 1150 ريال، للأوزان التي تتراوح بين 45 و 50 كيلوغرام، فيما تتراوح أسعار النجدي بين 1450 و1500 ريال، وأسعار السواكني ستكون بين 900 و1000 ريال، فيما تتراوح أسعار البربري بين 380 و400 ريال. وأشاروا إلى زيادة طفيفة قد تطرأ على أسعار الأغنام ليلة عيد الأضحى وخلال الأيام الثلاثة الأولى للعيد، إلا أنهم أكدوا أن الزيادة فيما لو طرأت فلن تتعد حاجز الخمسين ريالاً بأي حال من الأحوال. وتوقعوا أن يبلغ حجم مبيعات الأغنام لفترة عيد الأضحى بما يقرب من المليار ريال، عبر بيع ما يقرب من 500 ألف رأس. تحذير في الرياض من الوقوع في شباك المتلاعبين بالأسعار مطالبين الأمانات بالرقابة على أسواق الأغنام مع توارد أنباء غير صحيحة عن وصول أسعار الأغنام لأرقام بعيدة عن الواقع، مما قد يستغلها بعض الباعة لتعويض فشل مؤشر أسعار الأغنام الذي لم ينجح عندما أطلق قبل سنتين. وقال عبدالمحسن عبيد العنزي "تاجر مواشي" إن اللافت للنظر في سوق الأغنام خلال موسم ذروة البيع والشراء في هذا العام أن اسعار النعيمي البلدي وبرغم حجم الطلب عليه الذي يفوق بكثير الطلب على النعيمي السوري، أصبحت متساوية تماماً مع أسعار النعيمي السوري بمتوسط سعر يقف عند 1100 ريال فقط، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد متانة وقوة الثروة الحيوانية في المملكة برغم بعض العوائق التي تعاني منها تجارة الأغنام والتي يقف في مقدمتها الدعم الشحيح الذي يلقاه قطاع الأغنام وارتباطه بالأعلاف وعوائق الاستيراد رغم المجهودات المشهودة التي تقدمها وزارة الزراعة للقطاع . واستبعد العنزي تجاوز الاسعار المستويات الموضحة هنا، مضيفا أن سوق الأغنام لا يخلو من الدخلاء أو الجشعين الذين قد يجدون مبتغاهم عند مستهلك قليل الخبرة والمعرفة بالسوق، مطالباً المستهلك بعدم الشراء نهائياً من الباعة الذين يكسرون حاجز الأسعار المذكورة. وطالب العنزي المستهلك الذي لا يملك معرفة كافية عن أسعار الأغنام أو أنواعها اللجوء لمكاتب البلديات المتواجدة داخل أسواق الأغنام وإبلاغها عن أي أسعار غير منطقية وتخالف واقع السوق. وأكد العنزي اختفاء بعض أساليب الغش التي اعتاد بعض الباعة في أوقات مضت، تشابه صفات الأغنام الإيرانية والباكستانية مع الأغنام المحلية، حيث كانت هذه الأنواع تباع على أنها نعيمي بلدي، لكن توقف استيرادها الآن. من جانبه توقع حميدي بن هليل العنزي "تاجر أغنام" أن يتجاوز حجم مبيعات الأغنام خلال فترة عيد الأضحى المليار ريال، مشيراً الى أن النعيمي يشكل 60% من حجم السوق ومن حجم الطلب على الأغنام ككل، أما الأغنام المستوردة كالسواكني والبربري فتشكل 20% من حجم السوق وحجم الطلب، فيما يشكل النجدي حوالي 20% من حجم السوق. وأشار حميدي إلى أن الثروة الحيوانية في المملكة أصبحت توازي الثروة الحيوانية في سوريا التي كانت في فترة من الفترات مصدر استيراد رئيسي للأغنام كما أصبحت المملكة تصدر يومياً آلاف رؤوس الأغنام لبعض دول الخليج. وفي عنيزة شهد سوق المواشي ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الأغنام ملامساً سعر 1300 ريال في إشارة إلى أن أسعار الأغنام بدأت بالتحرك صعوداً، لتعويض الركود في الشراء بسبب الارتفاعات المتواصلة للسوق. وقال محمد المطيري "تاجر مواشي" إن أسعار الأضاحي بات أمراً محرجاً لنا أمام الزبون وسببا رئيسيا لعزوف الناس عن الشراء خاصة النجدي من الأغنام الذي لا تقل اسعاره عن 1200 ريال بعد ارتفاع تكاليف تربيتها. التجار يبررون الارتفاع بالتكاليف والمستهلكون يرجعونه للجشع فيما ارجع التاجر ماجد الهندي الارتفاع لأسباب مجهولة لا أحد يستطيع كشف غموضها معتبراً غلاء الشعير عاملا للارتفاع، لكن ليس بهذه المبالغة، متوقعا أن تشهد الأيام القادمة وخاصة مع اول ايام العيد هبوطا في الأسعار بسبب القوة الشرائية والإقبال الكبير كما حدث في الأعوام الماضية. وارجع قاعد الطريسي "مستهلك" الغلاء إلى تلاعب تجار المواشي واستغلالهم حاجة المستهلك مطالباً الجهات ذات العلاقة بالتدخل لإنصاف المشتري من جشعهم. من جانبه أوضح مصدر في فرع وزارة التجارة بعنيزة ان تعليمات وزارة التجارة تنص على تكليف مندوب يعمل في الإجازة لتزويد المؤشر بأسعار المواشي بشكل يومي لمنع التلاعب، مؤكدا تشكيل لجنة لمراقبة أسعار الشعير حتى لا يقوم البائع بزيادة الربح عن 3 ريالات. وفي ابها تراوحت أسعار الأضاحي بين 1000 و1500 ريال في حين تنتظر الايام القادمة منافسة قوية بسبب الإقبال على الشراء الذي يحدد السعر حيث تزيد عروض التخفيضات مع ارتفاع الطلب بسبب توفر المعروض. وشهدت أسواق المواشي في النماص والمجاردة وتنومة إقبالا كبيرا، في ظل توقعات أن تتجاوز الأسعار 1800 ريال للرأس. وأكد التاجر محمد الشهري أن تتراوح الاسعار بين 1200 و1500 ريال بسبب زيادة تكاليف تربية المواشي بعد ارتفاع الشعير وارتفاع والأعلاف ومسايرة الغلاء الذي يسود معظم السلع في السوق، مشيرا الى أن فئة قليلة تفضل التضحية بالخراف في حين الغالبية يفضلون التيوس. من جهته أرجع التاجر ناصر الأسمري ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع التكاليف على مربي الأغنام التي شملت ارتفاع الشعير والأعلاف وكذلك ارتفاع رواتب الرعاة ومؤونتهم ومراقبة الماشية باستمرار. من جهته أكد أمجد العسبلي من فرع وزارة الزراعة في النماص ان ارتفاع أسعار المواشي يعود إلى ارتفاع مستوى الطلب الذي يصل إلى حدوده القصوى، في حين تعاود الانخفاض بعد عيد الأضحى، بسبب انخفاض أسعار الشعير وقلة الطلب على الماشية، مؤكدا أن الأسعار هذه الأيام تتراوح بين 1200 و1800 ريال للرأس. حظائر عنيزة الخاصة ترفع أسعارها وفي الطائف امتلأت 200 حظيرة في سوق الأنعام المركزي بأنواع الأغنام والمواشي، حيث قام التجار بتأمين أعداد كبيرة من الأغنام في أحواش خارج نطاق السوق استعداداً لعيد الأضحى، مقدرين حاجة المحافظة الى أكثر من 50 ألف رأس من الأغنام والابقار والجمال خلال الشهر الحالي. وسجل السوق خلال الايام الماضية ارتفاعاً في أسعار المواشي بنسبة 20 %، حيث قفز سعر الخروف الحري (الجذع) من 800 الى 1000 ريال بينما يزداد السعر تبعاً لعمر وحجم الأضحية، ويصل سعر بعض الأضاحي الى 1500 ريال، وقد تراوح سعر الخروف السواكني المستورد بين 650 و 1300 ريال، ويخضع ارتفاع السعر وانخفاضه الى عدة عوامل ومن أهمها مدة التسمين للخروف. وأرجع مربو الماشية ارتفاع أسعار الاغنام الى تنامي أسعار مختلف أنواع الأعلاف مما يكبدهم خسائر كبيرة جراء أعمال التسمين التي تأخذ عدة أشهر في المزارع، مؤكدين أن الاسعار الحالية مناسبة، حيث توقعوا أن تشهد الايام المقبلة حركة نشطة في السوق في ظل قيام شريحة من المواطنين والمقيمين بشراء المواشي في وقت مبكر تحسباً لازدحام السوق، وانفلات الاسعار خلال أيام عيد الاضحى، ويزداد الاقبال على الأغنام المحلية مثل الحري والنجدي والنعيمي. وكشف تجار الابقار في سوق الانعام المركزي أن أيام عيد الأضحى تمثل أفضل مواسمهم، حيث يقبل المقيمون على شراء الأبقار، ويشترك العديد منهم وبخاصة الآسيويين في شراء الأضحية من الابقار التي تتراوح اسعارها بين 2800 و 5000 ريال، بينما تقبل شريحة من المواطنين على شراء العجول نظراً للحومها الغضة والطرية وسعرها المعقول الذي يتراوح بين 3000 و 3500 ريال، في حين وصلت الى السوق شحنات من الجمال ولوحظ أن أسعارها لا تختلف عن أسعار الابقار وغالبية زبائنها من المواطنين. بدورها عززت أمانة الطائف جهودها الرقابية في السوق وقامت بالتنسيق مع الجهات المختصة لمنع البيع العشوائي خارج نطاق السوق، بالاضافة الى تهيئة المسلخ النموذجي ومسلخ السوق المركزي للأنعام لاستقبال الاضاحي والتأكد من توفر عدد كاف من العمالة المتخصصة لذبح الاضاحي بعد فحصها من قبل الاطباء البيطريين، كما أعدت أمانة محافظة الطائف خلال إجازة الحج خطة رقابية موسمية محكمة لأعمال المتابعة والرقابة على الأسواق والمسالخ والمجازر والمنشآت المعمارية والتعديات والاحداثات على أراضي الغير، والأراضي الحكومية وضبط التجاوزات وتطبيق الأنظمة الجزائية الرادعة بحق المخالفين. وأوضح أمين الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج أن الأمانة جهزت مسلخها النموذجي بالإضافة الى مسلخ سوق الانعام المركزي لذبح الأضاحي بهدف التسهيل على المواطنين والمقيمين، مؤكداً أن أسواق الأغنام والماشية وأسواق اللحوم الحمراء والبيضاء ستخضع لرقابة مباشرة على مدار الايام المقبلة. وأبان أنه سيتم مراقبة أي ذبح عشوائي خارج المسالخ حفاظاً على صحة المستهلك مع تكثيف أعمال الوقاية الصحية والرش بطرقه المختلفة في مواقع مختلفة مثل أسواق المواشي واللحوم وداخل الاحياء، محذراً في الوقت ذاته من استغلال هذه الفترة في تجاوز الأنظمة. وشدد على التأكد من التزام جميع الأسواق والمطاعم ومحلات بيع الاغذية بالاشتراطات الصحية والنظافة، والاستمرار في سقيا الأشجار وصيانة مرافق الحدائق والمتنزهات، وتقديم الخدمات الضرورية والحيوية للاهالي والزوار خلال الفترة المقبلة، مضيفاً ان الأمانة تنسق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة لاحتواء المخالفات وتكثيف الجهود لمنع التجاوزات المتوقعة سواء داخل المدينة أو في طرق الحج، بالاضافة الى متابعة المنافذ البرية بين الطائف والعاصمة المقدسة لمنع تهريب لحوم الاضاحي، مؤكداً أن الجزاءات الرادعة ستطال المخالفين وفق لائحة المخالفات البلدية المعتمدة من الوزارة، حيث يتم استقبال الشكاوى والبلاغات على مدار الساعة ويتم نقلها لفرق العمل الميدانية لتتم معالجتها على الفور. يذكر أن وزارة التجارة بدأت مطلع هذا الأسبوع إطلاق مؤشر أسعار الأضاحي لهذا العام لجميع الأضاحي وضم 27 محافظة ويستمر حتى التاسع من ذي الحجة الجاري. وقد أكدت الوزارة أن المؤشر ليس ملزما بسعر محدد يتوجب العمل به، إنما هو استرشادي وتوضيحي يعرف بشكل عام المستهلك على متوسط سعر الأضاحي على دراية الكاملة بالأسعار المختلفة وشراء ما يناسبه وفق احتياجاته، في حين توقعت انخفاض أسعار الأضاحي لهذا العام لزيادة العرض بعد ارتفاع عدد المواشي المستوردة إضافة للمنتج المحلي.