خمسة وثلاثين عاماً وأكثر، ذكريات اختزلتها ذاكرة اللواء م. عبدالله بن رشيد الشدوخي عن مواقف الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يرحمه الله، الإنسانية والإدارية والقيادية معه ومع منسوبي القوات المسلحة، عندما كان قائد قوة درع الجزيرة سابقا وقائد المنطقة الشرقية وقائد منطقة الطائف ومديرا للشؤون العامة بالقوات المسلحة قبل تقاعده. تلك الذكريات، بدأت بأبوة سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله عندما علم أن اللواء عبدالله الشدوخي رزق بابنة غير مكتملة النمو فأمر يرحمه الله بعلاجها في الخارج على نفقته الخاصة وواصل يرحمه الله اهتمامه بتلك الفتاة إلى يوم الثاني حتى أنهت تعليمها بتفوق ومواقف يرويها في حديث ل «الرياض». وزير دفاع الكويت قال لي: لا أناقش ولا أجادل أي أمر من سلطان الوفاء اللواء م. الشدوخي يذكر فيها موقفه أيام حرب الخليج وموقفه مع الأشقاء أبناء الشعب الكويتي وموقفة مع المواطنة التي شده منظرها تحت أحد المباني تلوح بمعروضها لموكب فأمر بأيقاف الموكب ليعلم أن أبنيها سجنا في شهادة زور فأمر يحفظة الله بإطلاق سراحهما يرحمه الله ساعتها. في البداية يقول اللواء عبدالله الشدوخي ما أحفظه في ذاكرتي مدة خدمتي بالقوات المسلحة بدأ من سلاح الإشارة عندما كنت في ذلك الوقت مبتعثاً لدراسة الماجستير في كلية القيادة والأركان في أحدى الدول الصديقة وعندما ذهبت لتوديع سموه الكريم سألني (رحمه الله) أنت آخذ أبناءك معك للدولة التي تدرس فيها، فقلت له أنني تركتهم هنا لظروف المدارس فغمرني بعطفه وحنانة وكلماته التي كانت تسيل الدموع من عيوني عندما قال: (في غيابك إن احتاجوا شى خليهم يتصلوا على وأنت مبتعث) فهذه العبارة من الأمير سلطان بأن يراعي عائلتي في غيابي، جعلتني أعمل وأجتهد في هذه الدراسة ولله الحمد حتى حصلت على درجات تشرف ولله الحمد هذه من جل المواقف التي لا أنساها. يزور منسوبي القوات في «الأعياد سنويا» وفاء أبويا لأبنائه البواسل في الميادين وفي موقف آخر عندما رزقني الله بأحد أبنائي ورزقت بطفلة غير مكتملة العقل وعندما علم جزاه الله خيرا أنعم علي بإرسالها للعلاج للخارج، وواصل يرحمه الله الاهتمام بهذه الطفلة عندما عادت من رحلتها العلاجية وبعد أن أنهت دراستها في المرحلة التعليمة الأولى الحضانة والتمهيدي، تطلب إلحاقها بالمرحل الابتدائية فبحكم أنها تحتاج للرعاية وكنا ملحقينها بمدارس أجنبية وبعدما وصلت سن معين قالوا انها لا تقبل في هذه المرحلة أبناء المملكة لأن هذه المدارس أنشئت للجاليات بالمملكة فعرضت على سمو سيدي أن ابنتي معوقة وتحتاج إلى عناية وتعليم وفي ذلك الوقت كان لا يوجد مدارس حديثة فوجه يرحمه الله وزير المعارف ذلك الوقت بإدخالها كحالة خاصة وقال إنها بنت الوطن وتتعلم مادام توجد الرعاية والحمد لله حققت أبنتي اليوم مواقف تعليمة مشرفة. ولي العهد في إحدى جولاته ويظهر الشدوخي تقدم اثنان (بكم) راغبين الدراسة في الخارج فوافق لهما الفقيد مؤكدا حقهما كالأسوياء وتعود الذكريات باللواء الشدوخي لأيام تحرير دولة لكويت ويذكر ل "الرياض" أنني بصفتي أحد منسوبي القوات المسلحة أو قادة القوات المسلحة خدمت تحت قيادة سمو سيدي أثناء حرب تحرير "دولة الكويت" في تلك الفترة العصيبة كنا نشاهد سمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز معنا أربع وعشرين ساعة ليأثر على نفسه أنه يرتاح أو يأخذ غفوة أو يستريح من العمل ومن الأوراق والبرقيات والاتصالات متواصلة ليل نهار في تلك الفترة التي قامت فيها المملكة بدور مشرف ودعت القوات الصديقة المساندة دولة الكويت وتحريرها من قبل تلك القوات (قيادة القوات المشتركة تحت قيادة سمو سيدي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز) لم يتركوا قصورا كل ما لجئنا لهم بطلب أو عرضنا بعرض يحقق بنسبة 100% مما تحتاجه القوات فهو محقق بجهودهم. ابتعثني للدراسة وأمر بعلاج طفلتي المعوقة واهتم بتعليمها حتى وصلت لمراكز متقدمة ويذكر اللواء الشدوخي أحد المواقف التي لا تزال عالقة بذهنة والتي تمثل قوة إدارة الأمير سلطان يرحمه الله وتأثيرها في الآخيرين فيقول: عندما كنت قائد قوة درع الجزيزة في ذلك الوقت لفترة تحرير دولة الكويت أنني عندما ذهبت لدولة الكويت لترتيب إجراءات تمرين درع الجزيرة الذي يقام كل سنتين وبوصفي قائدا لدرع الجزيرة ذلك الوقت، تشرفت بالسلام على وزير الدفاع لدولة الكويت الشقيقة وزرته في مكتبه للسلام عليه قال لي: "لواء عبدالله أرغب أنك تبلغ سمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أنا أبصم بالعشرة أنا أبصم بالعشرة. لا أناقش ولا أجادل أي أمر من سمو سيدي سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران سلطان الوفاء، فأبلغوه أنني أحد إخوانه أحد أبناء القوات المسلحة أبصم بالعشرة" ويضيف الشدوخي فلاحظ هذا الكلام أثلج صدري وأنا أسمع هذا الكلام من وزير دفاع (دولة الكويت) وجعلني أفتخر وأعتز بما ذكره من الثقة الكبيرة التى لا تساوي أي ثمن من أن دولة الكويت ووزير دفاع دولة الكويت حفظهم الله يوافقون على كل ما يوجه به سمو سيدي الأمير سلطان غفر الله له فهذا التأثير الذي أعتز فيه أنني أجد غير منسوبي القوات المسلحة من دول مجلس التعاون أعزهم الله جميعاً، يسمع ويطيع لهذا الرجل من عظمة وقدرة وحسن قيادته وعطفه وسعة رحابة صدره والحمد الله بفضل هذا الرجل سلطان يرحمه الله أصبحنا منسوبي القوات المسلحة بكل فروعها وقطاعاتها كنا مكرمين معززين وبعد تحرير الكويت زار سمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله الكويت بعد التحرير، وفود قادة من قواتنا الموجودين في ذلك الوقت، رئيس هيئة الأركان العامة، وقائد القوات البرية وكل القادة الذين تواجدوا في ذلك الميدان وأدوا رسالتهم وفخرت بهم، فكانت تلك المواقف له يرحمه الله ترفع رؤسنا كجنود وكان يرحمه الله يعزز هذا الشعور في زياراته وفي جولاته من كل عام وفي معايداته لمنسوبي القوات المسلحة كل هذه الأمور ولله الحمد كانت تسير بخطى موفقة وبحسن قيادته وتوجيهاته يرحمه الله. الأمير يرحمه الله متفقدا أحد المعسكرات في تحرير الكويت كان الفقيد معنا آثراً نفسه حتى تحررت الدولة الشقيقة ويذكر اللواء الشدوخي أحد المشاهد التي تؤكد أهتمامه حفظه الله بالأعمال الإنسانية فيقول: كان يرحمة الله في إحدى زياراته وعندما كان خارجا ً بموكبه شاهد يرحمه الله إمرأة تقف تحت ضل مبنى وكان معها خطاب لسموه وهو أثناء مروره أمر الموكب بالوقوف وأرسل أحد الجنود من الشرطة العسكرية وأحضر الخطاب وسلمه لسمو سيدي وإذ بعد ثلاثة أشهر أجد اثنين من الشباب في مكتب سموه منتظرين قدوم سموه للسلام عليه وعندما سألت مدير المكتب هل هم طالبون للوظائف قال لي مدير المكتب لا إنهم أبناء المرأة التي كانت تحت الظل واقفة وكانت تستعين بسموه يرحمه الله للعفو عن أبناءها والذين كانوا محكومين بثلاث سنوات لأنهم مغرر بهم وكانوا محكومين في قضية شهادة زور وما لها إلا هاذين الشابين فأمر سموه يحفظه الله بإطلاق سراحهم ذلك الوقت فورا، فجاءوا يشكرون سموه على العمل الإنساني حرصا من والدتهم لتقديم واجب الشكر لسلطان الخير والوفاء يرحمه الله. وعن حرص سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله بموضوع التعليم يقول اللواء عبدالله الشدوخي كان يرحمه الله مسخر لشيئين هما التعليم والصحة إضافة لمهامه الأخرى التي هي رئاسة وزارة الدفاع والطيران فأي شي يتعلق بالتعليم يحرص على تحقيقه فعندما عملت بالتعليم لمدة ثلاث سنوات بالثقافة والتعليم بالقوات المسلحة كان سمو سيدي الأمير سلطان يتابع نتائج المدارس في اختبارات الثانوية العامة ويقول متى نسمع أن مدارس الأبناء من العشر الأوائل وضل يصر على ذلك يرحمه الله حتى حققنا ذلك في إحدى السنوات وجاء ت مدارس الأبناء ضمن العشرة الأوائل على منطقة الرياض. اللواء الشدوخي يتحدث للزميل الشيباني الشدوخي: سموه رحمه الله لم يغفل احتياجات شعبه ويذكر اللواء الشدوخي موقف الأمير سلطان يرحمه الله مع اثنين من ذوي الظروف الخاصة لطلب التعليم ويقول أذكر من تلك المواقف إيضاَ عندما كنت في إدارة الثقافة والتعليم تقدم أثنان (بكم) من ذوي الظروف الخاصة بطلب الإبتعاث للخارج ليتمكنوا من الدراسة، فصدر توجيهه الكريم بالرد (يتم أبتعاثهم طالما أن وجدوا قبولا من إحدى الجامعات في الخارج فهذا شي يشرف ونعمة مثل نعمة البصر ونعمة السمع). ويبين اللواء الشدوخي في حديثه ل "الرياض أن الأمير سلطان يرحمه الله كان يؤكد لنا (أنه يقول الثقة تعطى - تمنح - ولا تطلب - نحن نثق بكم - كقادة القوات المسلحة - فثقتنا نعطيها لكم ولا يمكن أن تطلوبها) فكان له في عباراته يرحمة الله فلسفة حكيمة في الحديث في زياراته للقوات المسلحة وهذه ضمن الإشياء التي تعودنا عليها ونحن ولله الحمد أنها تحققت وتحقق منها أشياء كثيرة على مستوى الصحة والتعليم والعلاج فكل من له مطلب من سمو سيدي له إيادي بيضاء في كل المستويات حيث كان يرحمه الله يبذل وقته وصحته لتوفير المعدات والسكن وأشياء يعجز الإنسان عن التعبير عنها حتى شيدت للقوات المسلحة الكليات العسكرية والمستشفيات والمدن الطبية والمدارس وغيرها وأعماله الخيرية والإنسانية ومنجزاته في كافة المجالات يرحمه الله لا تنتهي ولا تحصى وكيف بنا ونحن اليوم نتصفح جريدة "الرياض" نجدها يومياً تصدر مائة وعشرين صفحة عن منجزاته وعن محبيه لهذا الرجل وهذا شى عظيم لا يصدقة العقل ولذلك هذه خزينة من الخيرات والأفعال الطيبة التي بدأت تظهر سواء من مواطنين أو عسكريين من نساء أو من أطفال من طلاب الجامعات والكليات العسكرية كل يريد أن يظهر ويشكر ويدعو لهذا الرجل. وفي نهاية حديثه قال الشدوخي: إنه لا يسعني في فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلا أن أرفع أحر التعازي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أدام الله عزة وأنعم عليه بالشفاء من العملية التي أجريت له مؤخراً وأرفع أحر التعازي الى النائب الثاني وزير الداخلية سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وأخوانه الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران وسمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم.