وداعاً «سلطان الخير» فقدت المملكة رجلاً عظيماً، فهو رجل السخاء، والعطاء، والجود والكرم، الذي كرس كل حياته في خدمة دينه وشعبه وبلاده وأمته، فما وصلت إليه قواتنا المسلحة بمختلف فروعها من تطور ونماء ورقي في الأداء والتجهيزات العسكرية يرجع إلى نظرته الثاقبة وجهوده ودعمه لهذا المرفق الحيوي المهم للدفاع عن حياض الوطن، فعمل على تطوير آلياته وتجهيزه بأحدث الأسلحة، مع العناية بتدريب وتأهيل منسوبي القوات المسلحة بإنشاء الكليات العسكرية وفق أحدث النظم التعليمية، والمدن العسكرية والقواعد الجوية والبحرية ومجموعات الدفاع الجوي والعديد من المدارس والمعاهد ومراكز التدريب العسكري والمهني ومن هذه الكليات كلية الملك عبدالله للدفاع الجوي التي تشرفت الكلية برعايته لتخريج الدفعة الرابعة، إذ شرف الكلية وأعلن مسماها الحالي لتحمل اسم خادم الحرمين الشريفين. ورسم الراحل عبر مشوار حياته أجمل صور وملامح الحب والإخاء وأضاء دروب المجد والعلياء واحتضن الصغير واحتوى الفقير بإنسانيته الجميلة وتواضعه الصادق وإنجازاته الكبيرة عبر عقود البناء لهذا الوطن الذي سقاه منذ صباه بكثير من فكره وجهده ووقته. أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه وأن يعطيه منزلة رفيعة في جنات الخلود لقاء ما بذله وما غرسه من حب في نفوس الناس، وما قدمه من خدمة جليلة لنصرة الإسلام والمسلمين، ولعل عزاءنا في رحيل سموه أنه سيظل ساكناً في قلوب أبناء وطنه. اللواء الركن محمد بن مغرم العمري قائد كلية الملك عبدالله للدفاع الجوي وإنا لفراقك يا أبا خالد لمحزونون يقول الله عز وجل: (والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ). إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك أبا خالد لمحزونون، إن الموت نهاية كل حي إلا أن الفراق صعب، فالموت مأساة كبرى في حياة الإنسان، وهو أشد ألماً في النفوس عندما يرحل إنسان عظيم نجلّه ونحترمه، ونحمل له كل المحبة والتقدير في أعماق نفوسنا ووجداننا، والأمير سلطان بن عبدالعزيز هو ذلك الإنسان العظيم بكل معنى الكلمة؛ كيف لا؟ وهو القائد المحبوب من جنده ومواطنيه، وهو من يقف في الصف الأول ممن قامت على عواتقهم نهضة وتطور المملكة العربية السعودية. تحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقه رحمه الله بكل جدارة واقتدار منذ مطلع شبابه حتى توفاه الله، ناذراً حياته لخدمة دينه ووطنه وأمته، عمل مع والده المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز وإخوانه الملوك رحمهم الله جميعاً، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين في رسم سياسة السعودية، فهو رجل سياسة من الطراز الأول، هذا الرجل العَلَم في تاريخ المملكة العربية السعودية، نمت وتطورت على يده رحمه الله وزارة الدفاع والطيران والقوات المسلحة السعودية الباسلة، إذ قفزت قفزات هائلة في البناء والتطور والتسلح الحديث حتى أصبحت - ولله الحمد - قوة رادعة يشار إليها بالبنان ضمن جيوش العالم المتقدم. العميد الركن إبراهيم بن سعد الشهراني قائد مركز ومدرسة قوات الدفاع الجوي رحم الله والد الجميع رحل عن هذه الدنيا الفقيد الغالي سلطان الخير، ذلك الرجل الذي جمع الناس كباراً وصغاراً على محبته من خلال حبه للناس وحبه للخير، فهو الأب والإنسان الذي حمل صفة الإنسانية القيّمة بحبه للناس وحبه للخير، لذلك فقد جمع الناس على محبته وتقديره، وما وجوده على رأس الجود والكرم والسخاء والأعمال الخيّرة والجمعيات والمؤسسات الخيرية، إلا نبل مواقف وعاطفة إنسان يبذل الكثير من دون منّة، ويفكّ أزمة محتاج من دون سؤال، ويبذل الكثير لإنهاء معاناة أو علاج مريض أو مساعدة محتاج، ولو تحدثت عن جانبه الإنساني لما استطعت أن أصل إلى ما أريد أن أقوله من كرم وسخاء وإنسانية وبرٍّ لكل الناس، فيكفينا فخراً بوالدنا وولي عهدنا أنه الرجل الذي فاز بجائزة حماية البيئة والحياة الفطرية. في وفاة والدنا الأمير سلطان بن عبدالعزيز فاجعة كبيرة لنا جميعاً، لأنه ملك قلوبنا وقلوب شعبه، وأحبهم وأحبوه، إذ أطلق الجميع عليه لقب «سلطان الخير»، لما يقدمه من أعمال خيرية تشهد له خلال مسيرة حياته الحافلة بالخيرات التي لا تعد ولا تحصى وبشهادة التاريخ. منذ أن تشرفت بالعمل في القطاع العسكري في وزارة الدفاع والطيران وأنا أكتشف مآثره في شتى مجال العمل، ليس العسكري فقط، بل في تنمية الإنسان عبر أعمال كثيرة ومتعددة كان آخرها مجمع الأمير سلطان التربوي والتعليمي بالحرس الملكي.وتشرفت بتوثيق جزء يسير من مسيرة أعمال الراحل في مجالات خيرية، وفي مسيرة التعليم في القطاعات العسكرية، لأجد أن ذلك غيض من فيض يعجز القلم أن يدونها. اللواء الركن بندر بن عبدالله آل سعود يشح الزمن أن يجود بمثله شهدت القوات المسلحة السعودية تحت قيادة الأمير سلطان عهداً من التطور والنماء، واستطاع بجهوده بناء نظام دفاعي متكامل للمملكة العربية السعودية، كما حقق من خلال وزارة الدفاع إنجازات لافتة ليس فقط في مجالات الدفاع والطيران، بل في مجالات التنمية الوطنية. ويعد تعيين الأمير سلطان عام 1962 وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً، أهم مرحلة في تاريخ القوات المسلحة السعودية، ما يمكن وصفة بالعصر الذهبي لهذه القوات بفروعها الأربعة، إذ انتقلت هذه القوات إلى أرقى مستوياتها منذ نشأتها ووصلت إلى مصاف الدول الحديثة، ويعد العمل مع الأمير سلطان تدريباً متواصلاً في أصول القيادة والإدارة وحسن تقدير الوقت. واهتم الفقيد اهتماماً عظيماً بالعنصر البشري من حيث التأهيل والتدريب، ما مكن منسوبي قوات الدفاع الجوي من التعامل باحترافية مع أحدث منظومات التسليح وأكثرها تعقيداً من ناحية التقنيات العالية.كما أن للراحل جوانب إنسانية عظيمة تمثلت في اهتمامه البالغ بحقوق منسوبي القوات المسلحة، من خلال المتابعة المستمرة لأحوالهم، وتمكين منسوبي القوات المسلحة من الحصول على حقوقهم النظامية، وقضاء حوائجهم في مختلف المجالات وحثه المستمر على تطوير الذات والتزود بكل ما هو مفيد في المجالات العسكرية المختلفة واكتساب المهارات الفنية اللازمة لأنظمة التسليح. الفريق عبد العزيز الحسين قائد قوات الدفاع الجوي رحمك الله يا سلطان القلوب فاجعة عظيمة أصابتنا بوفاة فقيد الأمتين العربية والاسلامية الأمير سلطان عضيد الملوك وناصر قضايا الأمة ونصير المستضعفين. نعزي أنفسنا وقيادتنا الحكيمة بوفاة الأمير المحبوب وصاحب الأيادي البيضاء كان همه الأول - رحمه الله - رفعة المواطن السعودي والذود عن حمى الوطن، نهض بالقوات المسلحة فأصبحت وزارة الدفاع والطيران في عهده مضرب مثل يحتذى به، وكانت الحصن المنيع الذي وقف شامخاً ضد جميع التيارات التي واجهت المملكة، بفضل الاهتمام المتواصل منه، ما أدى الى تطور مذهل وتقدم سريع في تجهيز وتسليح قواتنا المسلحة حيث كان له الدور الفاعل في تحرير دولة الكويت الشقيقة وتطهير الحد الجنوبي من اعتداء الحوثيين، برحيل سلطان القلوب فقدنا أباً حنوناً وقائداً محنكاً. رحمك الله يا سلطان الخير صاحب الابتسامة المضيئة، فكنت نبراساً يضيء لنا الطريق وما زالت أنفاسك تعم المكان بالصفاء والنقاء، وما زال الخير الذي سميت به يطوف كل الأرجاء رحمك الله يا أبا خالد، وإنا على فراقك لمحزونون. لقد كان رحمة الله رجلاً بأمة، له من المواقف والمكارم ما لا يحصر خاصة وأن ما يجود به في السر أكثر بكثير مما تعلنه المؤسسات الخيرية التي أنشأها من عطاء غير محدود، رحمك الله يا سلطان القلوب وإنا على فراقك لمحزونون. اللواء الركن عثمان بن عبدالله الشهري قائد معهد قوات الدفاع الجوي سلطان... وكرم بلا حدود فقد الوطن شخصية تمتعت بكل الحب والتقدير من أبناء الشعب، بل ومن العالم أجمع لما له من أيادي بيضاء فاقت الحدود ووصلت لكل أفراد المجتمع من خلال الإسهام في علاج المرضى، وفك عوز المحتاجين، ومن خلال الجمعيات التي تحمل اسمه. فبصماته - رحمه الله - واضحة على كل مناحي الحياة، والتي ستظل باقية بعد وفاته، فقد كان من أهم رجالات الوطن على مر تاريخ الحكم السعودي، اذ كان سموه رجلاً حريصاً كل الحرص على دعم عجلة التطور والنمو للبلاد وفي كل المجالات وبخاصة ما يتعلق بدعم الإنسان السعودي. وما نجد عليه قواتنا المسلحة من تطور ورفعة وازدهار إلا بفضل الله ثم بفضل توجيهات وإرشادات ومتابعة سموه يرحمه الله اذ أولى القوات المسلحة جل اهتمامه ورعايته لمدة تجاوزت 50 عاماً. وكان رحمه الله ملبياً لكل طالب حاجة ومحققاً لرغباته وكان يرحمه الله أنموذجاً للقائد المحنك والمثالي الحريص على مشاركة أبنائه من منسوبي القوات المسلحة في الأعياد والمناسبات كافة ويعيش أحوالهم وكأنه فرد منهم. وكان يؤمن بالبحث العلمي والاستشارات من المختصين وهو أول من اهتم ورعا واحتضن في إدارته الخبراء والمختصين السعوديين في مختلف المجالات حتى أصبحوا يشغلون مراتب عليا في الوطن. اللواء ركن محمد الهويدي نائب قائد قوات الدفاع الجوي