لقي ما يقارب 50 شخصاً مصرعهم في هجوم هو الاعنف على ساحة التغيير في صنعاء ومنطقة الحصبة ومقر الفرقة الاولى مدرع المؤيدة للثورة منذ مساء الجمعة وصباح امس السبت. وهزت العاصمة صنعاء انفجارات عنيفة حيث قصفت قوات الحرس الجمهوري والامن المركزي الموالية للرئيس علي عبدالله صالح ساحة التغيير وسط صنعاء من عدة جهات ما أسفر عن مقتل 18 شخصا واصابة العشرات. وقال ناشطون ان الساحة تعرضت لقصف بقذائف الهاون والدبابات والرشاشات لعدة ساعات فجر امس السبت أدت الى إحراق بعض خيام المعتصمين والمنازل المجاورة للساحة. وقال شهود عيان ان اشتباكات عنيفة اندلعت في شارع الزبيري وتقاطع جولة "كنتاكي" جنوب ساحة التغيير بين قوات من الحرس الجمهوري الموالية لصالح وجنود من الفرقة الأولى مدرع المؤيدة للثورة. كما سمع دوي إطلاق نار وانفجارات في شارعي الرباط والزراعة والعدل بمحيط الساحة. واضاف شهود عيان ان جنود الفرقة اعطبوا آليات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري في تقاطع كنتاكي خلال الاشتباكات. كما قتل وأصيب عدد من جنود الفرقة الأولى مدرع خلال المواجهات مع المسلحين الذين هاجموا الساحة. كما قامت قوات الفرقة الأولى مدرع بالاشتباك مع من يسمون ب" البلاطجة" في شارع 16، في إطار عملياتها لتطهير المنطقة من البلاطجة، وحماية المعتصمين، حيث قامت بطرد مجاميع من "البلاطجة" يتمركزون في إحدى المدارس بجوار قسم المعلمي بشارع 16، واستخدمت خلال الاشتباكات مختلف أنواع الأسلحة، في ظل قصف عنيف تعرضت له الفرقة الأولى من قبل قوات الحرس الجمهوري. هذا فيما خرجت مسيرة حاشدة من ساحة التغيير صباح امس السبت للتنديد بالعنف والمطالبة بمحاكمة الرئيس صالح واقاربه باعتبارهم "مجرمي حرب" حسب هتافات المتظاهرين الذين جابوا بعض الشوارع رغم اطلاق النار وانتشار قناصة على اسطح بعض المباني. يمني معارض يعرض بقايا لقذيفه بعد قصف الجيش للمتظاهرين أمس. (رويترز) وشنت القوات الموالية للرئيس صالح امس قصفاً هو الأعنف على مقر قيادة الفرقة الأولى مدرع بصنعاء التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر الذي أعلن تأييده للثورة السلمية. وقال مسؤل في الفرقة ل"الرياض" ان الهجوم بالصواريخ والدبابات وقذائف الهاون ادى الى مقتل 11 جنديا واصابة 112 آخرين. واكد المسؤول ان مقر الفرقة تعرض للقصف بأكثر من مائة قذيفة صاروخية ومدفعية فيما تعرضت ساحة التغيير التي يعتصم فيها الآلاف منذ فبراير للمطالبة برحيل صالح الى القصف باكثر من 33 قذيفة. هذا فيما أعلن الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد انه ما يزال ملتزماً بالهدنة مع القوات الموالية للرئيس صالح رغم "العدوان" الذي شنته يوم الجمعة على حي الحصبة شمال صنعاء والذي أدى إلى مقتل 18 شخصاً وجرح أكثر من 50. وتبادلت وزارة الداخلية والشيخ الأحمر الاتهامات بشأن خرق الهدنة الهشة التي أوقفت أسابيع من المعارك العنيفة التي وقعت في شهري مايو ويونيو الماضيين. ويأتي اشتداد اعمال العنف في صنعاء بعد ساعات من عودة صالح من مشفاه في الرياض ودعوته الى الهدنة ووقف اطلاق النار والتأكيد على انه عاد حاملا "غصن الزيتون وحمامة السلام". واتهم الجيش المؤيد للثورة صالح بالعودة لتفجير حرب اهلية وقال في بيان امس إن صالح عاد "حاملاً نوايا نيرون للدمار والحرب والاقتتال". واضاف البيان إن صالح عاد لتفجير الأوضاع عسكرياً ويشعل حرباً أهلية طاحنة في اليمن، محذراً من أن تداعياتها قد تطال المنطقة العربية وتؤثر على السلم العالمي برمته. وأكد البيان ان الضحايا منذ عودة صالح فجر الجمعة "أكثر من اثنين وثلاثين شهيداً وما يزيد عن ثمانمائة جريح ومصاب". غير أن الجيش المؤيد للثورة تعهد بالتمسك بسلمية الثورة رغم كل تلك الاعتداءات، ومناشداً المجتمع الدولي على رأسهم دول الخليج والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي "الأخذ على يد هذا الجاهل وردعه وكبح جماح تصرفاته اللامسئولة" حسب تعبيره. الى ذلك وجه صالح اللجنة المكلفة من قبل نائبه عبدربه منصور هادي برئاسة اللواء غالب مطهر القمش رئيس المخابرات بالعمل على إزالة كل المظاهر المسلحة من العاصمة صنعاء بما في ذلك الحواجز ونقاط التفتيش والمتاريس وإخلاء المسلحين سواء كانوا من الأمن أو القوات المسلحة وإعادتهم إلى ثكناتهم، وكذلك إخلاء المسلحين من المجاميع الشعبية بما يضمن بقاء العاصمة آمنة وخالية من كل المظاهر المسلحة. وذكرت وكالة سبأ الرسمية ان التوجيه شدد على أن قرارات اللجنة تعتبر ملزمة لكل الأطراف التي يجب عليها الالتزام بالتنفيذ، وأن عليها الإعلان عن كل من لم يلتزم بتنفيذ ما تقره اللجنة عبر وسائل الإعلام واطلاع الشعب عن من لا يلتزم بقراراتها.