قتل أمس في صنعاء عشرة أشخاص على الأقل وجرح العشرات في تجدد للاشتباكات بين قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري من جهة وقوات الفرقة الأولى مدرع المنشقة، والمؤيدة للمطالبين بإسقاط النظام، من أجل السيطرة على وسط العاصمة والشوارع المحيطة بساحة التغيير. كما اندلعت فجر أمس اشتباكات عنيفة بين قبائل مسلحة تابعة للشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد المعارض لنظام الرئيس علي عبد الله صالح وقبائل موالية للنظام من أنصار عضو مجلس النواب الشيخ صغير بن عزيز، أحد مشايخ محافظة صعدة، في حي صوفان السكني الواقع في منطقة الحصبة، وشارع التلفزيون، قرب مواقع تسيطر عليها قوات الفرقة الأولى مدرع (شمال شرقي المقر الرئيسي لقيادة الفرقة). واستمرت هذه الاشتباكات حتى الرابعة بعد الظهر، قبل أن تخف حدتها، مخلفة عدداً من القتلى والجرحى من الطرفين، وتدمير عدد من البنايات السكنية نتيجة تبادل القصف بالأسلحة المختلفة. وأكد ل «الحياة» شهود عيان في منطقة الاشتباكات دخول قوات من الفرقة المدرعة وقوات من الحرس الجمهوري في تلك الاشتباكات القبلية. وساند جنود الفرقة مسلحي الشيخ الأحمر، فيما ساند جنود من الحرس الجمهوري مسلحي الشيخ بن عزيز. وكانت اشتباكات أمس الأعنف والأكثر اتساعاً في العاصمة. وأدت إلى إغلاق معظم المحال التجارية والأسواق وتعطيل العمل في المصارف والمدارس والجامعات والمؤسسات العامة والخاصة. ومكث معظم سكان العاصمة في منازلهم، خصوصاً في شارعي الزبيري والزراعة وحي القاع وجولة كنتاكي وحي الحصبة وحي مسيك. وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق وقف النار ومحاولة تفجير الوضع عسكرياً. وفي هذا السياق أتهم مصدر أمني في وزارة الداخلية اليمنية قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر وأولاد الشيخ عبد الله الأحمر وقيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح ب «تفجير الوضع عسكرياً... وقيامهم بالقصف المكثف والعشوائي بقذائف الهاون على الأحياء والمنازل الآهلة بالسكان وقصف عدد من منازل المواطنين في حي مسيك... وقصف معسكر حرس الشرف في شارع الزبيري، ما أسفر عن إصابة أكثر من 15 فرداً من منتسبي المعسكر وإحداث أضرار مادية جسيمة، والقصف على عمارة العودي الكائنة في ميدان العلفي بالقاع وعلى مسكن الشيخ صغير بن عزيز عضو مجلس النواب نتج منه مقتل 4 أشخاص وجرح ستة آخرين إلى جانب قيام عناصر من الفرقة وحزب الإصلاح بالتهجم على المواطنين في منازلهم وإرغامهم على إخلائها والتمركز فيها». وقال المصدر: «إن وحدات القوات المسلحة وأجهزة الأمن لا تزال ملتزمة عدم الرد على هذه الممارسات عملاً بتوجيهات نائب رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار». في المقابل طالب اللواء الأحمر نائب الرئيس عبد منصور هادي ب «إصدار توجيهاته بالسماح للصليب الأحمر الدولي بالدخول إلى مناطق المواجهات في جولة كنتاكي لنقل جثث القتلى الذين تمنع قوات صالح الوصول إليهم، وتقوم بقنص كل من يقترب منهم». واتهم قوات الحرس الجمهوري ب «خرق الهدنة، ومحاولة تفجير الوضع عسكرياً». وأكد اللواء الأحمر، في رسالة وجهها الى هادي «التزام قواته الهدنة، ومساعي المبعوث الأممي جمال بن عمر، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبد اللطيف الزياني، ووقف إطلاق النار ابتداء من ظهر الثلثاء»، مجدداً تمسكه بالتهدئة، على رغم سقوط 7 قتلى و32 جريحاً من جنود الفرقة والمواطنين في قصف عشوائي على ساحة التغيير، ومقر رئاسة الفرقة الأولى. وكان ناطق باسم الفرقة الأولى أكد أن قواته «ليست عاجزة عن الوصول الى دار الرئاسة في منطقة السبعين، ولا إلى معسكرات الحرس الجمهوري المتمركزة في منطقة عصر المطلة على العاصمة من الجهة الغربية»، مؤكداً أن «الفرقة لم تدخل حتى اللحظة في المواجهات مع قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري على رغم الاعتداءات والاستفزازات التي تتعرض لها».