وذلك في كل الانقلابات والثورات التي تحدث في الشرق الأوسط، وليبيا ليست بدعا في ذلك، إذ لولا الغارات الجوية المكثفة على جحافل القذافي في كل مكان على سطح الأرض لما استطاعت قوات الثوار أن تنتصر على القذافي، فهي جماعات من الشباب والقاعدة ليست لديهم أسلحة ثقيلة، ورغم أن قرار مجلس الأمن نص على تدخل عسكري محدود، إلا أن التدخل كان شاملا وعلى مدار الساعة وكان كثيفا لدرجة أنه طال المدنيين الذي قتل منهم في إحدى الغزوات 81 شخصا، وفي كل خطوة للثوار نحو طرابلس كانت طائرات الأطلسي تدعمهم مما حدا بالنيويورك تايمز أن تقول: لقد بدأت المضاربة على بترول ليبيا، وهذه المرة كانت فرنسا وليس الولاياتالمتحدة الأكثر حماسا في دعم الثوار وسيعقد مؤتمر في باريس لبحث ما بعد القذافي، وهو مؤتمر الغرض منه اقتسام البترول الليبي بين الحلفاء، على أن روسيا والبرازيل والهند التي أيدت في النهاية قرار مجلس الأمن تسعى لأخذ نصيب من الكعكة، وقد لخصت النيويورك تايمز الموقف بقوله "أثبت القذافي أنه شريك إشكالي لشركات البترول العالمية فارضا ضرائب وعائدات أخرى من وقت لآخر، ولذلك فحكومة جديدة لها علاقات وثيقة بالناتو ستكون شريكا طيعا لدول الغرب "ولكن ما ذا سيكون موقف المجلس الانتقالي من أطماع الغرب، فهو الذي ثار لكرامته وانتصر في حين أن دول الغرب لم تستطع أن تتخلص من القذافي على مدى أربعين عاما.