أكد سفير خادم الحرمين الشريفين فى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية احمد قطان على متانة وقوة وتميز العلاقات بين القاهرة والرياض، وقال ان محاولات الوقيعة بين الشعبين المصرى والسعودى لن تفلح مهما ارتفعت وتيرة الشائعات والاقوال المغرضة عن سوء معاملة المعتمرين المصريين فى مطار جدة فى أزمة تكدسهم الاخيرة وإدعاء التعمد فى ذلك من مسئولى المطار فى المملكة انتقاما من الثورة المصرية ومحاكمة الرئيس السابق. واشار السفير احمد قطان فى تصريحات له اليوم الخميس فى القاهرة أن ما حدث من تكدس أعداد العائدين من المعتمرين المصريين لم يكن الاول من نوعه فقد تكرر اكثر من مرة فى السنوات الماضية وفى عهد مبارك وأرجعه الى تراكم اعداد المتخلفين عن العودة من مواعيد العمرات السابقة قبل شهر رمضان والذين كسروا مدة التأشيرة المحددة فى جوازات سفرهم وبقوا فى المملكة حتى قدوم شهر الصوم ورغبوا فى العودة مع قدوم عيد الفطر. وأكد ان السفارة منحت تأشيرات لعدد 22 الف معتمر فى شهر رمضان فقط، بينما وصلت اعداد الراغبين فى العودة من المصريين إلى 600 ألف معتمر لا يمثل المصريين العاملين منهم فى المملكة والعائدين لقضاء اجازة العيد الا عدة آلاف مما يعنى ان كل هذه الاعداد تخلفت من عمرات سابقة ولم تحجز على طائرات العودة بشكل مؤكد وأرادت العودة لارض الوطن والحجز فى المطار بشكل عشوائى وهو ما خلق مشكلة كبيرة من تكدس فى المطار وافتراش الارض. حمولة الركاب أحد الأسباب، والاعلان عن موعد عيد الفطر زاد من حالة الاضطراب واشار قطان الى اهتمام القيادات المصرية ممثلة فى كل من المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى ونائبه الفريق سامى عنان بحل مشاكل المصريين بشكل عاجل مما جعلهما على اتصال دائم به للتنسيق فى حل الأزمة مع المسئولين السعوديين فى وزارة الخارجية ومطار جدة وهو ما حدث بالفعل. واشتكى السفير احمد قطان من كثرة عدد الحقائب التى تصحب كل معتمر مصري فى العودة مما يفوق حمل أى طائرة تقلهم فى العودة سواء كانت من الخطوط الجوية السعودية او المصرية ومما يؤدى لتخلف اعداد كبيرة منها لتحملها الطائرات التى تليها. وأوضح ان حمولة أى طائرة تقل 400 راكب لا تزيد عن ثمانين طنا تمثل حمولة الركاب النصف والنصف الاخر للحقائب بمعنى ان كل راكب حمولته 100 كيلو تحمله الطائرة وتحمل معه حقائب خاصة به ايضا تزن 100 كيلو وهو مالم يحدث لان كل معتمر يصحب اكثر من خمس او ست حقائب تفوق حمولتها بكثير المئة كيلو. تشكيل لجنة من السعودية ومصر لمناقشة كيفية القضاء على ظاهرة المتخلفين من كل رحلة او تغيير الحجز واكد ان السير الالى الخاص بحمل الحقائب للطائرات فى مطار جدة الدولى تعطل من ثقل هذه الاحمال وبدات عملية نقل الحقائب للطائرات بطريقة يدوية من العاملين فى المطار مما زاد من الوقت وتسبب فى تعطيل أربع طائرات مصرية اكثر من عشر ساعات عن موعد عودتها من ارض المملكة الى مصر. وأوضح السفير السعودى ان الاعلان عن موعد عيد الفطر المبارك الثلاثاء بعد الرؤية الشرعية زاد من حالة الاضطراب، حيث طالب الكثيرون من المسافرين تقديم موعد عودتهم لقضاء اول ايام العيد مع الأسرة وهو ما لم يتسن بسبب الحجز المسبق لكل الأماكن على الطائرات من قبل العائدين الآخرين. وأكد ان لجنة تشكلت من المملكة العربية السعودية وستناقش مع المسئولين المصريين كيفية القضاء على هذه الظاهرة بعد اجازة العيد خاصة ان موسم الحج اقترب، وبالرغم من انخفاض اعداد الحجاج عن العدد المذكور (80 ألفا فقط )، الا ان وضع قواعد ثابتة لعدم كسر التأشيرة او التوجه للمطار بدون حجز مسبق يجب ان تختفى حتى لا يتكرر سيناريو المشكلة بعد ذلك. وطالب وزير السياحة بمراجعة كيفية تعاطى الشركات السياحية المصرية مع هذه المشكلة وكيفية القضاء على ظاهرة المتخلفين من كل رحلة او تغيير الحجز على طائرات العودة بشكل مفاجئ.