تواشج عاملان أمس في دفع أسعار النفط إلى الهبوط بمقدار 1,7 دولار للبرميل في ظل الضغوط التي مارستها الدول المستهلكة للحد من تنامي الأسعار خلال الأشهر الماضية وسط تخوف شديد من أن تعاود إلى الارتفاع مع بداية موسم القيادة في القارة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية مما يزيد من حجم الاستهلاك للمواد البترولية المكررة التي بالكاد تفي باحتياجات السوق المتعطشة إلى هذا النوع من الوقود. وكان المراقبون يتوقعون أن يكون تأثير ارتفاع المخزونات الأمريكية التي أعلنت عنه أمس إدارة معلومات الطاقة سيخفض الأسعار بأكثر من دولارين للبرميل إلا أن وتيرة الطلب المتزايدة وحمى الشراء التي شهدتها الأسواق جعلت التأثير نسبيا خاصة لخام برنت الذي صعد عن مستواه في بداية تعاملات الأسبوع بمقدار دولار للبرميل. وقد كشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس عن ارتفاع في إمدادات النفط بنسبة 13٪ لتصل إلى 334 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 13 مايو الحالي ، كما أوضحت أن إنتاج المصافي الأمريكية التي كانت تعمل بنسبة 94 ٪ من طاقتها الإنتاجية وصل إلى 15,5 مليون برميل يوميا أي بزيادة مقدارها 158 ألف برميل يوميا عن الأسبوع الذي سبقه وبلغ إنتاج الجازولين 9 ملايين برميل يوميا. وبينت الإدارة أن استيراد النفط الخام ارتفع إلى معدل 10,9 ملايين برميل يوميا بزيادة قدرها 867 ألف برميل يوميا. وتأثر خام ناميكس القياسي بتصريحات الدول المنتجة وخاصة دول الاوبك من أن السوق لا تعاني من نقص في الإمدادات وأنها على استعداد لضخ مزيد من النفط الخام قد يتعدى إنتاجها الحالي الذي تخطى 30,5 مليون برميل يوميا رغم أنها سبق أن حددت 27,5 مليون برميل يوميا كسقف أعلى لإنتاجها إلا أن تسارع وتيرة ارتفاع الأسعار وتململ الدول المستهلكة وتكرر ضجرها من أن ذلك سوف يضر باقتصادياتها جعل الدول المنتجة تطلق العنان للإنتاج حتى وراء سقفها المحدد. إلى ذلك هبط سعر ناميكس القياسي إلى 47,60دولاراً للبرميل وظل متماسكا عند هذا السعر حتى نهاية التداول بيد أن الخام في سوق لندن للتعاملات الالكترونية بقي سعره فوق 48,76 دولاراً ولم يتأثر بصورة كبيرة نظرا لنشاط حركة التداول والإقبال من قبل المضاربين ، كذلك كان الحال بالنسبة لخام برنت الذي ارتفع إلى 47,20 دولاراً للبرميل متجاوبا مع حركة التجارة النشطة. كما انخفض خام وست تكساس إلى 47,55 دولاراً للبرميل بينما بقيت أسعار الوقود عند سعر 1,36 دولار للجالون يطمئنها ارتفاع المخزونات الأمريكية من المواد البترولية المكررة. وأثر ذلك ايجابيا على مؤشر أسهم شركات البترول العالمية الذي ارتفع بنسبة 4٪ إلى 796,6 نقطة. أسعار الغاز ظلت في مستويات متدنية بعد توجه المضاربين إلى صفقات البترول حيث راوحت أسعاره عند 6,44 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية غير أن مؤشر أسهم شركات الغاز العالمية ارتفع بنسبة 2,5 ٪ إلى 313 نقطة. انخفض البلاتين إلى 863 دولاراً للأوقية. وقادت الفضة ارتفاع أسعار المعادن الثمينة حيث ارتفعت بمقدار 40 سنتا إلى 7,10 دولارات للأوقية بينما ارتفعت أسعار الذهب إلى 421 دولاراً للأوقية وانخفض البلاتين إلى 857 دولاراً للأوقية.