أنهت الأسواق البترولية تعاملاتها الأسبوعية ليوم أمس بتراجع أسعار النفط بنسبة 17٪ إلى ما دون 48 دولاراً للبرميل وهي نفس مستوياتها قبل ثلاثة اشهر، وذلك بسبب تراجع الطلب الصيني وارتفاع المخزونات في الولاياتالمتحدة والضغوط التي مارستها الدول الصناعية على عدد من الدول الأعضاء في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي بهدف الحد من استهلاكها للطاقة وصولا إلى كبح جماح الأسعار ودفعها إلى مسارات تراجعية بدلا من المسارات التصاعدية. وجاء تراجع الأسعار بعد التأكيدات التي أطلقتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء الماضي و أشارت فيها إلى أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 2,7 مليون برميل إلى 329,7 مليون برميل بارتفاع نسبته 10٪ عن مستوياتها في نفس الفترة العام الماضي كما ارتفعت مخزونات الجازولين بمقدار 187 ألف برميل إلى 231,7 مليون برميل مما حرف مسار الأسعار إلى الخط التنازلي لليومين الماضين من إعلان البيانات الأمريكية. وقد تحركت الأسعار إلى أعلى بعد أنباء توقف عملية تصدير النفط العراقي الخام عن طريق تركيا أمس بعد ساعات من استئنافها إثر انفجار قنبلة بمحطة الضخ الرئيسية التي تغذي خط الأنابيب الواصل إلى ميناء جيهان التركي إلا أن تصريحات مسئول إماراتي من أن إمارة أبو ظبي تعتزم زيادة طاقتها الإنتاجية من حقل مربان بواقع 200 ألف برميل يوميا إلى 1,5 مليون، في الفترة بين ديسمبر2005 ومارس2006 عادت بالأسعار الى مستوياتها الهابطة حتى نهاية التداولات الأسبوعية. و بالرغم من هذا التراجع في الأسعار إلا أن المراقبين لا يزالون يرجحون أن تعاود الأسعار إلى الارتفاع من جديد خاصة أن المؤثر الرئيس في ارتفاع الأسعار وهو شح الإمدادات من المواد البترولية المكررة مازال دون حلول عملية وأن هذا الانحراف في مسار الأسعار لا يعدو كونه نفسيا ربما يتغير مسار الأسعار إلى أعلى خلال الأسابيع القليلة القادمة. وكان اكثر النفوط القياسية تأثرا خام برنت الذي شهد حالة من الفتور في التداولات الصباحية نتيجة للأنباء المتضاربة حول حجم الإمدادات و حجم الطلب بصورة دقيقة خاصة من الدول الآسيوية مما هبط بأسعاره إلى مستوى 46,70 دولاراً للبرميل جاء بعده في التذبذب خام ناميكس الذي تعرض لحالة من التأرجح طيلة فترة التداول ليوم أمس وبلغت أسعاره 48,10 دولاراً للبرميل بينما كان خام سوت تكساس الأقل في التأرجح حيث استقر سعره عند 48 دولاراً للبرميل و بلغ سعر الخام في سوق لندن 48,28 دولاراً للبرميل. و تأثرت أسعار الوقود بهذا الانخفاض حيث هبطت إلى 1,35 دولار للجالون بانخفاض يقدر بحوالي 20 سنتا مما أدى إلى انخفاض مؤشر أسهم شركات النفط بمقدار 4 نقاط إلى 796,7 نقطة. كما هبطت أسعار الغاز إلى 6,45 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية الأمر الذي دفع مؤشر أسهم شركات الغاز إلى الانخفاض بمقدار 5 نقاط إلى 304 نقاط. ومنيت أسعار المعادن بتراجع حاد في نهاية تعاملاتها في ظل ارتفاع أسعار صرف الدولار حيث هبط الذهب بمقدار 5 دولارات إلى سعر 419 دولاراً للأوقية كما هبطت الفضة إلى سعر 6,91 دولارات للأوقية و انخفض البلاتين إلى 863 دولاراً للأوقية.