أثار الكشف حديثا عن وثائق رسمية تفيد أن الجيش البريطاني ظل يفرض قيودا على عدد المجندين من الأقليات العرقية بشكل سري لمدة عشرين عاما جدلا واسعا في الاوساط الداخلية البريطانية. وقال ري باول رئيس جمعية رجال الشرطة السود في تصريحات نقلها راديو لندن صباح امس انه من الواضح ان المعاقبة كانت تتم لأسباب عنصرية. وأضاف ان الجيش البريطاني له ثقافة راسخة في سجلة الضعيف فيما يتعلق بمعاملة الموظفين على أساس العرق والجنس والتوجهات الجنسية وما يجب علينا ان نسأل انفسنا عنه اليوم هو كم من هذه الثقافة ما زال قائما. من جهته قال الجنرال انتوني فارهوكي الذي كان قائدا عسكريا بالجيش البريطاني في فترة الستينيات ان الحكومة البريطانية كانت تحدد حصصا للأشخاص الذين يأتون من الخارج للالتحاق بالقوات المسلحة ويوجهون في كثير من الحالات نحو المهام المدنية وكان العدد قليل جدا مقارنة بالذي اتى فيما بعد ولكن لا يبدو لي انه كان خطأ كبيرا رغم انه كان من الافضل لو ان الحكومة كانت صريحة في هذا الموضوع. وشكك اريك تويس النائب البرلماني عن حزب العمال الذي عمل في السابق ضابطا في فرقة بلاك ووتش فيما اذا كان الجيش البريطاني الآن بامكانه ان يمارس التمييز ضد الاقليات العرقية بالطريقة نفسها. وقال تويس في هذا الصدد ان الجيش البريطاني عمل منذ بداية التسعينيات بتعاون وثيق مع لجنة المساواة العنصرية وبالاضافة الى ذلك فإن نظام التجنيد والتدريب على درجة عالية من التنظيم.. مضيفا ان الجيش اعتمد الآن النقيض تماما فهو يبذل جهودا لتجنيد الاشخاص من غير البيض كما لم يفعل ذلك من قبل. وعندما طلب معهد العلاقات العرقية وهو مؤسسة لمراقبة العنصرية احصائيات تفصيلية عن عدد الجنود من غير البيض قضى الجيش تسعة أشهر يبحث في كيفية الرد قبل ان يقرر الاجابة بكذب فاضح.. حيث نفى أن يكون قد احتفظ بأية معلومات على خلفية عرقية. وفي الفترة ما بين 1957 وحتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي كان المجندون من غير البيض يمثلون نسبة 2٪ وما زال عدد المجندين من السود قليلا للغاية ويفتخر الجيش البريطاني من جانبه اليوم بأنه من بين المؤسسات العمومية العشر التي تتبوأ الصدارة في مسألة توظيف الاقليات العرقية رغم ان الاحصائيات ما زالت منخفضة. وأظهرت الوثائق أن الجيش البريطاني حظر سرا توظيف غير البيض لعدة سنوات وحتى حلول منتصف عقد السبعينيات.. كما أشارت الى أن ضباط القطاع الطبي في الجيش البريطاني كانوا يتلقون أوامر بوضع ملاحظات حول أعراق المجندين. وأوضحت الوثائق التي كشف عنها مؤخرا أن التعليمات صدرت منذ عام 1957 للاطباء بالجيش بملاحظة المجندين الجدد الذين يحملون ملامح آسيوية أو زنجية كما استخدمت تلك المعلومات من أجل الحد من عدد المجندين غير البيض بالجيش. وتم كشف النقاب عن النظام السري عقب ازاحة السرية عن نحوة 50 ألف ملف حكومي في أول يوم يسري فيه قانون حرية المعلومات ببريطانيا.. وتقول وزارة الدفاع البريطانية ان تلك المعلومات لا تعكس الأوضاع الحالية داخل القوات المسلحة بالبلاد.