لا أحد يصدق أن أحد نجوم النصر سعد الحارثي الذي تغنت به الجماهير ومجده الإعلام واشاد به المدربون وطاردته عدسات المعجبين سيتعرض الى ذلك التجاهل من ادارة ناديه عند نهاية عقده، كان فيما مضى النجم الاول والأبرز والأكثر شعبية في النصر بعد اعتزال جيل العمالقة ماجد عبدالله ويوسف خميس ومحيسن الجمعان وتوفيق المقرن وبقية النجوم الذهبيين الذين أسعدوا جماهير "فارس نجد" وجلب لها البهجة والسرور والكبرياء من خلال الفوز بالبطولات، اما الآن فقد انتهت المهلة المحددة بتقديم العرض لتجديد عقده دون ان تبادر الادارة النصراوية بالجلوس معه على طاولة واحدة للتفاهم معه وتحديد مصيره اما بالبقاء او الرحيل الى ناد آخر، كما ان الاعلام النصراوي انقسم الى فئات عدة، هناك من التزم الصمت، وهناك من وقف بصف الادارة وآخر مع سعد الحارثي الذي اوضح انه تلقى عروضا عدة أحدها من الهلال ومع هذا لم تهتز شعره في رأس الادارة، وتركته مع مدير اعماله ينتظران ساعة الحسم التي لم تحن حتى الان، وان اشارت الانبأ الى انه قرر البقاء مع النصر، والسؤال لماذا ارخصت جماهير النصر وادارته واعلامه سعد الحارثي؟ اين التغني به سابقا ووصفه ب"سعد الذابح" و"سعد العرب" وغيرهما من الالقاب التي اطلقت عليه حتى ان هناك من رأى فيه خلافة ماجد عبدالله ومهاجمين كبار، قبل تتدهور العلاقة معه منذ ابعاده الشهير عن حفل اعتزال "أسطورة النصر" ماجد عبدالله. من حق الادارة النصراوية ان تجدد مع من تراه يخدم الفريق، ومن حقها ايضا ان تبعد من تراه وقف عند مرحلة معينة من العطاء، ولكن ليس بتلك الطريق التي واجهت بها الحارثي والذي كان التعاطف معه يأتيه من كل حدب وصوب، بل ان هناك من يغضب اذا انتقد الإعلام الحارثي او وضعه في مقارنة مع احد المهاجمين السعوديين، كيف حدث هذا ومن وراء التحولات وهل لعلاقة الحارثي مع بعض الشرفيين، كما يقال أن له دورا في التأثير عليه ووضعه في خانة غير المرضي عنه من قبل الادارة النصراوية؟، وأيهما أجدى معالجة الامور بحكمة وحل الخلافات بهدوء ام التضحية بنجم بقيمة وموهبة الحارثي دون وضع في الاعتبار انه كان احد نجوم المرحلة النصراوية السابقة؟ ما يحدث للحارثي قد يحدث لنجوم آخرين وفي اندية اخرى والسبب العاطفة التي سرعان ما تتحول من حب واعجاب الى عدم ارتياح، وهذا بكل تأكيد يدعو اللاعب -أيا كان- الى استغلال فترة نجوميته بما يخدمه ويؤمن مستقبله بعيدا عن الانزلاق خلف مؤثرات ترميه خارج محيط النجومية ومن ثم مغادرة الساحة الرياضية وصخبها الاعلامي والجماهير بكل حسرة، فالنجومية في أزمنة مضت ليست كل كل شيء مالم يواكب ذلك تضحيات وحسن سيرة واستغلال للفرص المتاحة بالصبر والتألق والتميك بالخانة من خلال المواظبة على التدريبات وتجنب أي مؤثر قد يساهم في تراجع المستوى ومن ثم يجد اللاعب نفسه بعدما كان محاطا بحب الجماهير ومطاردة الإعلام الى الإنزواء خلف جدار النسيان.