أكد عدد من المشاركين في الدورة الشرعية الفلكية الثالثة أن أكثر الفقهاء يعتمدون إثبات الأهلة بالرؤية، ولا يعتمدون الحسابات الفلكية، كما أن المسلمين في أمريكا الشمالية يعتمدون إثبات رؤيته بالعين المجردة وبرأي الأغلبية. جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الثاني للدورة التي تنظمها اللجنة الشرعية الفلكية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزارة العدل وتستمر ثلاثة أيام، في القاعة المستديرة بمبنى المؤتمرات صباح امس. وبدأت الفعاليات بمحاضرة بعنوان «الأهلة بين الرؤية الشرعية والحسابات الفلكية» ألقاها الأستاذ المشارك في كلية الشريعة بالجامعة الدكتور سعد بن تركي الخثلان تطرق فيها إلى مسألة مدى اعتبار الحساب الفلكي في إثبات الأهلة وقال: إن أكثر الفقهاء على أن المعتمد عليه في إثبات الأهلة هو الرؤية، وأنه لا يعتمد على الحسابات الفلكية، وذكر عددا من الاختلافات عند جمهور العلماء السابقين والمعاصرين في هذا الشأن. وأكد الخثلان في ورقته على مسألة قبول شهادة الشاهد إذا رأى الهلال عن طريق أي وسيلة من وسائل تكبير الرؤية كالمناظير والتلسكوبات والمراصد، وقال المسألة أقرها مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة قبل (29) عاما، وأنه لا مانع من قبول هذه الشهادة، لكنها لم تبرز في إعلان الجهة المسؤولة عن إثبات الأهلة إلا قبل نحو سنتين فظن الناس أن العلماء لا يعتدون بالرؤية عن طريق هذه الوسائل وأنه تغير اجتهادهم في الآونة الأخيرة، وهذا غير صحيح. وأورد الدكتور الخثلان قرار هيئة كبار العلماء في هذه المسألة حيث اتفق الجميع على ست نقاط تضمنت إنشاء المراصد كعامل مساعد على تحري رؤية الهلال لا مانع منه شرعاً، إذا رؤي الهلال بالعين المجردة فالعمل بهذه الرؤية وإن لم ير بالمرصد، وإذا رؤي الهلال بالمرصد رؤية حقيقية بواسطة المنظار تعين العمل بهذه الرؤية ولو لم ير بالعين المجردة. وقال انه يحسن إنشاء مراصد متكاملة الأجهزة للاستفادة منها في جهات المملكة الأربع، تعين مواقعها وتكاليفها بواسطة المختصين في هذا المجال، وتعميم مراصد متنقلة لتحري رؤية الهلال في الأماكن التي تكون مظنة رؤية الهلال مع الاستعانة بالأشخاص المشهورين بحدة البصر وخاصة الذين سبق لهم رؤية الهلال. بعد ذلك قدم أحد المهتمين بترائي الهلال في أمريكا الشمالية الشيخ سلمان شيخ ورقة بعنوان «ترائي الهلال في أمريكا الشمالية» أكد فيها أنهم يعتمدون استخدام العين المجردة في رؤية الهلال عملا بالسنة النبوية، كما أنهم يؤكدون على التحقق من الرؤية ويأخذون برأي الأغلبية من اللجنة المكونة لرؤية الهلال في أمريكا الشمالية. وأشار إلى العناية برؤية الهلال والتحقق من ذلك لدى المسلمين حتى لا يكون ذلك منبع للخلاف بينهم ما يلفت نظر غير المسلمين إليهم ويستغربون ذلك الاختلاف الذي يولد لديهم رؤية مخالفة عن الإسلام، وهذا ما يحدث في أمريكا عندما يرون المسلمين مختلفين في رؤيته هناك فمنهم على سبيل المثال من يتم صومه ومنهم من يفطر، مؤكدا أنه لا بد من التنبه لذلك.