بعد أيام يطل شهر رمضان، ويبدو أن مشكلة ترائي الهلال مبتوتة، فاللجنة الشرعية الفلكية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ووزارة العدل، عقدت الدورة الشرعية الفلكية الثالثة (20-23 جمادى الآخرة 1432ه) وفي ورقة لفت الدكتور سعد بن تركي الخثلان، الأستاذ المشارك في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى أن «مسألة قبول شهاة الشاهد، إذا رأى الهلال عن طريق أي وسيلة من وسائل تكبير الرؤية كالمناظير، والتلسكوبات، والمراصد أقرها مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة، قبل (29) عاما، وأنه لا مانع من قبول هذه الشهادة» وقال: «إن هذه المسألة لم تبرز في إعلان الجهة المسؤولة عن إثبات الأهلة، إلا قبل نحو سنتين، فظن الناس أن العلماء لا يعتدون بالرؤية عن طريق هذه الوسائل، وأنه تغير اجتهادهم في الآونة الأخيرة، وهذا غير صحيح» (صحيفة الرياض، 21 جمادى الآخرة 1432ه، ص 21). وأشار إلى قرار هيئة كبار العلماء وقال: «اتفق الجميع على ست نقاط تضمنت: إنشاء المراصد كعامل مساعد على تحري رؤية الهلال، لا مانع منه شرعا، إذا رؤي الهلال بالعين المجردة، فالعمل بهذه الرؤية وإن لم ير بالمرصد، وإذا رؤي الهلال رؤية حقيقية بواسطة المنظار، تعين العمل بهذه الرؤية، ولو لم ير بالعين المجردة». ما أفهمه من رأي أصحاب السماحة والفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء، أن المسألة مبتوت فيها شرعا، وأن رؤية الهلال بالعين المجردة أو بالمراصد تثبت، وكل ما هنالك تفعيل القرار، وبخاصة بعد أن أصبح دخول شهر رمضان، وخروجه، وكذلك الحج، على درجات متباينة، واتخذ صورا مختلفة هنا وهناك، و سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وسائر أعضاء هيئة كبار العلماء، لا يحتاجون إلى تزكية مني، فهم متفقهون في الدين، ولا يمكن الشكيك في علمهم، وأمانتهم، وأخلاقهم، ولذلك أناشد سماحته، أن يتلطف مشكورا، بالبت في رؤية الأهلة، بما يتماشى مع مستوى حجم السكان، والبعد الجغرافي، والحراك الاجتماعي، وكلها تؤثر تأثيرا كبيرا، في الرسائل التي توجهها الهيئة للمسلمين بعامة، وللسكان في المجتمع السعودي بخاصة. [email protected]