في يوم الثلاثاء 15 مارس 2011 وقفتُ بمعية صاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز ، الرئيس العام لرعاية الشباب ، في ساحة الكندي بحي السفارات بالرياض وشاهدنا معا 100 طالب من مدرسة الملك فيصل وهم يطلقون 500 بالون في الهواء احتفاء ببداية العد التنازلي لاقامة الالعاب الاولمبية في لندن عام 2012 وذلك بعد 500 يوم .. كان الحدث سعيدا ومميزا.. آمل أن يحضر عدد كبير من المواطنين السعوديين الى لندن لمشاهدة الالعاب الاولمبية وأن ترسل المملكة العربية السعودية فريقا للمشاركة في معظم الفعاليات.. وانا على يقين بأن كثيرا من السعوديين يعتبرون لندن بلدهم الثاني ، وهنا لايسعني إلا ان أرحب بعمق هذه الروابط القائمة بين بلدينا.. وقد كتب وزير الخارجية البريطاني ، السيد وليام هيغ ، مقالا حول هذا الموضوع بعنوان " 500 يوم على بداية الالعاب الاولمبية": " بعد 500 يوم فقط سوف تتحول أنظار العالم أجمع إلى المملكة المتحدة حيث تسلط الأضواء على حفل افتتاح الألعاب الأولمبية لعام 2012. إن الشعب البريطاني على أتم الاستعداد للترحيب بأصدقائه حول العالم من الرياضيين والجماهير على حد سواء لحضور العرض الذي يصفه صديقي رئيس اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية، اللورد كو، بأنه أعظم حدث في هذا الكوكب. كما أن تحضيراتنا لهذا الحدث تسير على قدم وساق، إذ إننا شارفنا على الانتهاء من بناء المتنزه الأولمبي الجديد المذهل الذي يعد من أكبر المتنزهات في أوربا. وإن مدينة لندن حظيت بشرف انتقائها لمرات عدة وأكثر من أي مدينة أخرى لاستضافة هذا الحدث العالمي الرياضي الكبير ، وإننا نسعى في كل مرة لتقديم مساهمة تترك بصمة دائمة في حركة الألعاب الأولمبية. فخلال دورة لندن للألعاب الأولمبية في عام 1908 قام الرياضيون للمرة الأولى بالتجمع في موكب هائل حاملين رايات دولهم ، كما مهدت فعاليات دورة ألعاب لندن لعام 1948 الطريق لولادة حركة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة فيما بعد . أما في عام 2012 فإننا نطمح للحفاظ على تقليدنا الإبداعي بحيث ننظم ألعاباً تكون أكثر استدامة من الناحية البيئية وأكثر شمولا وسلاسة من أي وقت مضى . ويعتمد المتنزه الأولمبي لعام 2012 على الكفاءة باستخدام الطاقة، مما يتيح الفرصة للمعيشة المستدامة. إذ إن 90% من المواد المستخدمة هي من المباني التي هدمت لتجهيز الموقع، وبزراعتنا ل 20،000 شجرة فإننا نهدي مدينة لندن رئة جديدة، هواؤها أنظف وأنقى، ونوفر موطنا جديدا للحياة البرية، وملاذا يلجأ إليه البريطانيون للراحة والاستجمام ، وضماناً لاستمتاع جميع الجماهير بهذا الحدث الرائع فقد قمنا بالتأكد من أن تصاميم البناء والمساحات المفتوحة والمواصلات العامة تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة. ويعد هذا الانجاز أمرا مهما جدا، وإنني حريص جدا على ضمان أن تكون هذه الألعاب الأولمبية متاحة للجميع ليستمتعوا بها. وحتى هذا اليوم، أشعر بأن صياغة وإقرار قانون التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة هو أكثر انجاز سياسي أفخر به. ولذلك فإنه يطيب لي أن أعلن أننا نتوقع حضور 80،000 مشاهد يتوقون لحضور دورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2012، مما يعني زيادة قدرها 16 ضعفا منذ افتتاحها عام 1960. وسنواصل خلال هذه الدورة تحسين نظرة الناس تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تقديم عروض رياضية رائعة لهم . وكجزء من الدعم للعرض الذي تقدمنا به في سنغافورة لاستضافة الألعاب الأولمبية ، تعهدنا بأن يتواصل الشباب في جميع أنحاء العالم مع هذه الرياضة. ويهدف "برنامج الإلهام الدولي" لإتاحة الفرصة امام 12 مليون طفل في 20 دولة للحصول على تربية بدنية ورياضية ذات جودة عالية وشاملة ، إذ تمكن البرنامج حتى الآن من الوصول إلى 7 ملايين طفل في أنحاء العالم، كما قامت أكثر من 300 مدرسة في المملكة المتحدة ببناء شراكات مع نظرائها في أنحاء العالم في إطار هذا البرنامج . إن هدف المملكة المتحدة من تنظيم الالعاب الأولمبيّة على ارضها هو جمع شمل الجماهير من كافة انحاء بريطانيا . وسوف تستضيف المناطق في كافة أنحاء البلاد الرّياضيّين الزّوّار في معسكرات التّدريب قبيل بداية الالعاب وسوف تضيء الشّعلة الاولمبية مسارا حول الجزر البريطانيّة مستحضرة روح الالعاب الرياضية في طول البلاد وعرضها ، وسوف تجوب الجولة 95 في المئة من سكّان المملكة المتّحدة في غضون ساعة مصحوبة بالحفلات الموسيقية والعروض الشيقة عند وصولها الى كل محطة .. ونرى ان إشرافنا على الألعاب الاولمبية يشكل جزءا من احتفالية بالثقافة البريطانية على مدى أربع سنوات، حيث يجري بالفعل تنفيذ مشاريع ثقافية اولمبية في مجالات الفنّ والافلام والموسيقى وقطاع المتاحف ، الامر الذي سيوفر المزيد من الفرص امام الجميع للمشاركة في الاحتفالات ، تماما مثل مهرجان الفنون الذي يستغرق 12 أسبوعا في صيف عام 2012 . وانني كوزير للخارجيّة البريطانيّة ، أود ان ادعوكم لكي تشاهدوا بأم أعينكم ما تقدمه المملكة المتّحدة خلال هذه المناسبة المهمّة . أريد ان اثبت لكم بأنّ بلدنا العظيم من أفضل البلدان في العالم للعيش والعمل والزّيارة وانجاز الأعمال .. واعتبارًا من اليوم يمكنكم أن تحجزوا تذاكركم لمشاهدة اكبر عرض يقام على وجه الارض، ادعوكم للانضمام إلينا في تجربة لا تنسى" .. * السفير البريطاني لدى المملكة