في 27 يوليو (تموز) سوف يغطس توم دالي، أصغر بطل غطس بريطاني، في مياه مركز الألعاب المائية الجديد الرائع، وسوف يشعر العالم اجمع حينها بتموجات مياه المسبح. وفي نفس اليوم، ومن ساحة الطرف الأغر في وسط لندن، سيخاطب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغه كافة دول العالم. حيث يدعو أفضل رياضيي العالم لتشكيل فرق للمنافسة في دورة الألعاب الأولمبية والألعاب الأولمبية للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة لعام 2012 التي تستضيفها لندن. عندها يبدأ عدنا التنازلي. لقد مضى ست سنوات منذ أن أعلن في سنغافورة فوز المملكة المتحدة باستضافة دورة الألعاب الأولمبية، ومنذ ذلك الحين قطعنا شوطا كبيرا. فكل شيء يمضي كما هو مخطط له. حيث تم إنجاز بناء المواقع الأساسية قبل عام من انطلاق هذه الألعاب. وما أنجزناه كان ضمن حدود الميزانية المخصصة، وفي الوقت المحدد له، ومن المتوقع أن تهيئ الالعاب لصيفا رائعا من الرياضة والثقافة. ستكون هذه الدورة عرضا يذكره الجميع - ليس في المجال الرياضي فقط. وبالطبع فإن دورة الألعاب الأولمبية تسلط الأضواء على التميز الرياضي والفوز الشخصي الهائل الذي يحققه اللاعبون. ولا أحد يعرف ذلك أكثر من صديقي لورد كو الذي تمنحه إنجازاته الرائعة مؤهلا فريدا لوضع الرياضيين في صميم التخطيط لدورة عام 2012. فالاوليمبيات تعني أيضا الكثير غير الرياضة. فبالنسبة لي تعني دورة الألعاب الأولمبية واوليمبيات ذوي الاحتياجات الخاصة كلمة واحدة أكثر من أي شيء آخر: إنها تراث - وما يمكن أن يحققه من تغيير حقيقي في حياة الناس. وهذا ليس في المدينة أو الدولة المضيفة وحسب، بل في كافة أنحاء العالم كذلك. وهذه الرؤية بشأن التراث الخالد تدخل في نسيج كل وجه من أوجه دورة ألعاب عام 2012. فعلى سبيل المثال شهدنا شرق لندن تتغير جذريا أمام أعيننا. حيث صمم بعض من أعظم الفنانين المعماريين والمهندسين المتخصصين في مجالاتهم مقرات الألعاب الرياضية التي سوف يستمتع بها مجتمعنا والزائرون لبلدنا على مدى سنوات طويلة قادمة. وقد حققوا ذلك مع التزامهم الرائع بوضع الاستدامة البيئية في صميم المباني، ما يجعل لندن أول مقر للألعاب الأولمبية الصديقة للبيئة في التاريخ. لكن التراث لا يقف عند هذا الحد، بل إنه يعني كذلك الإلهام - وإتاحة الأمل والطموح للشباب والشابات. ومن خلال برنامجنا حول الإلهام الدولي فقد انتهزنا الفرصة الرياضية لنمد يدنا لأكثر من 12 مليون طفل في 17 دولة بأنحاء العالم، من أذربيجان وحتى زامبيا. وأخيرا، فإن التراث يعني جمع الناس تحت قيم الصداقة والاحترام والتفوق التي تتميز بها الألعاب الأولمبية. فقد بيعت حتى الآن أكثر من 3.5 مليون تذكرة. وسجل آلاف الناس أسماءهم ضمن المتطوعين. بينما تم تسمية مئات آخرين لحمل الشعلة الأولمبية في رحلتها التي تمتد 70 يوما في جبال ووديان وجزر بلدنا. كما سيشترك ويستمتع مواطنو العالم في كل منزل، بالاستماع عبر كل إذاعة ومشاهدة كل قناة تلفزيونية، بشهرين من الألعاب الرياضية الأولمبية واوليمبيات ذوي الاحتياجات الخاصة خلال الصيف القادم. لهذا السبب، وبينما يدعو رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغه رياضيي المملكة العربية السعودية للحضور لبريطانيا في عام 2012، وبينما يبدأ رياضيو المملكة العربية السعودية بالتدريب لتحقيق المجد في لعبتهم المفضلة، أود أن أدعو شعب المملكة العربية ليكون كذلك جزءا من هذه المناسبة الهامة جدا. نريد اليوم، وطوال الشهور الاثنى عشر القادمة، أن نرحب بالعالم في المملكة المتحدة ليشاركنا تجربة دورة الألعاب الأولمبية واوليمبيات ذوي الاحتياجات الخاصة و لاكتشاف ما الذي يجعل من بريطانيا مكانا رائعا للعيش والعمل والزيارة والاستثمار وإقامة علاقات العمل. ومع بقاء 365 يوما لحين انطلاق دورة الألعاب الأولمبية، فإننا مستعدون لاستضافة ألعاب رائعة سوف تخلد ذكراها من حيث التغيير الإيجابي الذي ستحدثه في حياة الملايين - ونحن نريد أن يكون الجميع جزءا منها. * وزير الخارجية البريطاني