خرج عشرات الآلاف من المحتجين إلى شوارع اليمن امس الجمعة محاولين اجتذاب حشود ضخمة تظهر للرئيس علي عبد الله صالح إن عروض الإصلاح التي طرحها لن تخفف مطلبهم باستقالته. وفي جامعة صنعاء نقطة انطلاق الاحتجاجات في العاصمة تدفق اليمنيون على الشوارع حتى أنهم تكدسوا في أزقة ضيقة وامتدت صفوفهم على مسافة كيلومترين تقريبا. وجاءت المظاهرات بعد اقتراح صالح الخميس إعداد دستور جديد يطرح للاستفتاء في غضون عام ووضع قوانين انتخابية جديدة لضمان تمثيل عادل. ورفضت شخصيات معارضة العرض قائلة إنه جاء متأخرا جدا وأدنى بكثير من الطلبات. وقال محتجون في صنعاء اصطحب كثيرون منهم أبناءهم في يوم أطلقت عليه المعارضة "جمعة اللا عودة" إنهم عازمون على إنهاء حكم صالح المستمر منذ 32 عاما. وفي ميدان التحرير بالعاصمة رفع عشرات الآلاف من الموالين لصالح صورا للزعيم البالغ من العمر 68 عاما وعبروا عن تأييدهم لهم مرددين "نعم للحوار.. لا للفوضى". وفي وقت سابق قال سكان في محافظة إب إلى الجنوب من صنعاء إن رجالا ملثمين ألقوا قنبلة على مقر حزب معارض بارز. ولم يصب أحد. في السياق ذاته عزل الرئيس اليمني ضابطا ينحدر من قبيلته واحد أقدم القيادات العسكرية في اليمن، هو اللواء عبد الإله القاضي ، اثر امتناعه عن قمع المحتجين. وقال نجل اللواء، ان عزل والده قائد محور العند جاء بسبب رفضه قمع المحتجين المطالبين بإسقاط الرئيس صالح. وأضاف إن قرار عزل والدي بسبب موقفه الرافض لاستخدام الجيش في قمع المحتجين السلميين في المحافظات التي يتواجد فيها لواؤه العسكري". وقال مصدر سياسي مطلع ليونايتد برس انترناشونال ان عزل القاضي يأتي في ظل انقسام تجاه الأحداث المطالبة بتنحي صالح وصلت الى قبيلته بعد ان كانت قد اندلعت تظاهرات مماثلة الأسبوع الماضي لقبيلة شعسان إحدى القبائل التابعة لقبيلة سنحان التي ينحدر منها صالح. وكان صالح اصدرالخميس قراراً جمهورياً بعزل اللواء القاضي قائد محور العند ولواء 201 مشاة ميكا وتعيين بديل عنه في يوم واحد. وجاء القرار بعد يوم من اعتداء طال منزل النائب القاضي الذي أدى إلى إصابة شقيقه وأحد مرافقيه برصاص وحدات أمنية هاجمت منزله مساء الأربعاء.