لا تستغرب عندما تلاحظ أن الكثير من المبتعثين في شتى أنحاء العالم يتذمرون من عدم أو تأخر إستجابة المشرفين الدراسيين على طلباتهم مما يسبب في بعض الأحيان لضياع الفصل الدراسي على المبتعث أومشاكل كثيرة أخرى، فعدد المشرفين الدراسيين لا يتجاوز الخمسين مشرفا وقد يكون أقل في كل ملحقية تقريبا، وقد تكون الملحقية مجبرة على توظيف الأجانب لعدم إمكانيتها زيادة عدد الدبلوماسيين بسبب الدولة المستضيفة، فعلى سبيل المثال يتواجد في كندا أكثرمن أثنى عشر ألف مبتعث ومبتعثة وعدد المشرفين الدراسيين في كندا لا يتجاوز الخمسين مشرفا تقريبا، ومن المؤكد أنه من الصعب على المشرفين الدراسيين متابعة هذا الكم الهائل من المبتعثين وبالخصوص عندما يتغير المشرف الدراسي للمبتعث لأكثر من مرتين خلال الفصل الدراسي الواحد. ورغم أن وزارة التعليم العالي قامت مشكورة بتدشين بوابة المبتعثين والتي ساهمت بتقليل المشاكل التي يواجهها المبتعث، حيث يمكن للمبتعث رفع جميع طلباته من خلال الشبكة العنكبوتية ويتم الرد عليه في أقل من 42 ساعة،إلا أنه حان الوقت لتتخذ الوزارة خطوة ثانية مهمة. الإشراف الدراسي على المبتعثين « واقع أم كلام « مواكبة التغيير " الرياض " ناقشت مديرالشؤون الثقافية بالملحقية بكندا " د. سليمان الرياعي" عن هذا الموضوع فأجاب قائلا: وزارة التعليم العالي تبذل جهوداً جبارة في سبيل تعزيز عملها ومواكبة التغير السريع الذي يحصل في طبيعة مسئوليتها، وفيها من الكفاءات المتخصصة من منسوبي الجامعات ما يجعلني واثقاً بإذن الله بأن المستقبل سوف يكون أفضل بكثير ، ويحمل معه مشاريع تطويرية تخدم المبتعثين وتخفف من صعوبات الغربة لديهم. وأضاف الرياعي :بشأن هذا الموضوع كتبت فكرة لوكالة البعثات أتمنى أن ترى النور قريباً وهي مرتبطة بمشكلة تنقل لنا كل يوم من قبل المبتعثين ولا أجد أي سبب يمنع من علاجها إلا أن يكون القرار متخذاً بعيدًا عن الواقع، والفكرة هي توطين عمل الإشراف الدراسي بالملحقيات الثقافية بالخارج بحيث يتم إنشاء مركز للإشراف الدراسي على المبتعثين يكون مقره المملكة بمدينة الرياض مثلا ، ويكون بديلا عن المشرفين الدراسيين في الملحقيات الثقافية، ويعمل فيه كفاءات سعودية من حملة الماجستير والبكالوريوس بنظام التعاقد السنوي، بحيث يتولى المركز تنفيذ جميع الخدمات الالكترونية التي لا يلزم وجود منفذها في دولة مقرالإبتعاث، مثل مراجعة التقاريرالدراسية وتحصيلها الكترونياً، وتنفيذ خدمات تغيير التخصص والجامعة وتنفيذ خدمات تغيير البيانات والاستفسارات النظامية ، وهنالك أكثر من 40 خدمة لا يتطلب تنفيذها وجود المشرف الدراسي في كندا نهائياً، وبذلك يبقي دور الإشراف التعليمي في الملحقيات الثقافية محصورا على الأعمال التي يلزم تنفيذها في مقر البعثة وبعض الإجراءات المالية والمراسلات الكتابية. توظيف الكفاءات وأشار " د. الرياعي" أن مقومات النجاح ستكون في توظيف الكفاءات السعودية المؤهلة العاطلة عن العمل بالمملكة من حملة البكالوريوس في جميع التخصصات، وكذلك الكفاءات السعودية المؤهلة من أعضاء هيئة التدريس القادرة على الإشراف الأكاديمي في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى وجود إمكانيات مكانية ومالية وتجهيزية كبيرة لدى الوزارة، وإمكانيات لتوحيد الإجراءات والعدل في تطبيق القرارات على المبتعثين في جميع الدول، والأهم من ذلك ثقة الطالب المبتعث بالمشرف الدراسي السعودي ستكون كبيرة جدا.