كشفت دراسة ميدانية تناولت ظاهرة التفحيط في محافظة القطيف التي تكثر في بعض مدنها "حفلات التفحيط" التي يقصد مشاهدة بعضها نحو ألفي مراهق بضرورة عن توقعات تخالف السائد الذي ينشغل به رجال المرور المكافحون ل"التفحيط" أو المهتمون بمكافحته من اللجان الأهلية، إذ شددت بأن (2 في المئة) فقط من المفحطين عاطلون. واعتمد الباحث الأكاديمي فيصل آل عجيان على 196 استبانة تم توزيعها من أصل 400 استبانة، وكشفت الدراسة أن 49 في المئة من مجتمع الدراسة المستهدف شبان (17 - 24 عاما) يمارسون التفحيط، فيما رصدت أن 64 في المئة من الشريحة المستهدفة يعملون في القطاع الخاص بأجور لا تتعدى الثلاثة آلاف ريال، ورأت النسب بأن 27 في المئة من المفحطين طلاب، وأن 7 بالمئة يعملون في الوظائف الحكومية. وعن علاج ظاهرة التفحيط في المجتمع السعودي رأت الدراسة ضرورة اتخاذ أساليب غير تقليدية لعلاج الظاهرة، منها التركيز على برامج تمنح التفكير المنطقي لدى المفحط، إذ من الضروري أن يستنتج المفحط منطقيا المخاطر التي تحدق بحياته، وبخاصة أن هذه الجزئية مهارة يتم تعلمها. كما أوصت ب"أن يبحث الموضوع من خلال المعالجة المعرفية للأفكار الخاطئة التي تمتلك المفحطين وتسبب لهم (اللهفة) نحو التفحيط". وشددت الدراسة على ضرورة تضمين المقررات الدراسية لأهداف تعيد تشكيل اتجاهات الطالب، وهذا كخطوة استباقية تعمل على تغيير توجهات الشباب، ويكون ذلك من طريق الاستفادة التامة من "علم النفس" ونظريات علم الاجتماع. وأشارت الدراسة حصلت "الرياض" على نسخة منها إلى أن السيارات التي يستخدمها المفحطون تكون عادة من السيارات القديمة، إذ يزيد عمرها عن 24 عاما، إذ يفضل المفحط السيارات العائدة لعام 1984. وعن الجوانب النفسية للمفحط رأت الدراسة بأن المفحطين من الشبان يشعرون بإهمال الوالدين لهم، وبخاصة الأم، إذ تكون متسلطة عليه في صغره، وهناك عوامل نفسية أخرى أقل شيوعا، منها الضيق الذي ينتاب المفحط بسبب خوف والده عليه، وانزعاجه عند تأخره إلى وقت متأخر من الليل، وعدم سؤال والدته عن الأماكن التي ذهب إليها وأفعاله اليومية. يشار إلى أن الدراسة تعد الأولى من نوعها في المنطقة الشرقية، وأن رجال المرور يرون أنها بالغة الأهمية لهم، وبخاصة أنها تناولت الشريحة المعنية بالتفحيط أو المشاركين في المشاهدة.