ينبيك عن حقد القلوب اعيانها فيها انكسار وواضح ٍ باجفانها واعلم هديت ان القلوب شواهد ينبي عن المكنون من كتمانها وافهم اهديت ولا بليت بسيه يفداك من شاجاك من عدوانها اني نظمت من النشيد جواهر ممزوجة ما عوظةٍ عنوانها نصحٍ لقيدوم البلاد ونورها واسراجها الموضي عمار أوطانها حرج الجواد الى المسامر لاقها يزهى بضرب ارسانها وبالبانها واف الذمام ابا خليل ومن بقى عندي يقادي الروح في ميزانها يا ابا خليل اسمع لوضع وصيه تلبسك بالدارين من تيجانها عليك بالتقوى فهي افخر ما لبس تنجيك غدٍ من لظى نيرانها متحملٍ غرم البلاد مشاجر للضيف له تعبا عزيز اجفانها ومعفي حي البلاد بشيمه بسهالة ترجي بها غفرانها ولا خير في قومٍ تشب وشانها تجميعها الميلان من جيرانها الجار جسرٍ للحروب مبادر ياما يصادم بالوغا عيانها واخفض عصاة الذل منك تواضع للجار وانت حبيبها سلطانها واجعل لهم نصف الكتاب شريعه ينقاد كرهٍ سبعها مع ضانها واجعل لهم بالوجه منك عباسه وبشاشة لاصلاحها في شانها وان جاك عنهم لوتي بنميمه لفظ ضرا يطعم نتاج اقيانها اترك نباه وكن بجارك راحم يرحمك خلاق الملا ديانها فالى بعثت الى الخصم رساله اجعل مقاديم القنا قلمانها ومدادها نقع الجياد وطرسها بسروجها عقبانها فرسانها وامكر وبق ولو عطيت وثايق فالمكر بالضداد راس امانها حتى يتم الضد منك موجل متواضع طول الحياة مهانها ويزن عيلات الخصيم طرايد ومقتلٍ بوطانها شجعانها الى بغيت الدار يثبت عزها فجعل على اوطانها حيطانها وحصن مبانيها تتم بروجها كن البروج النايفات ارعانها فالى استتم لك البنا فتمها واجعل حمام القصر روس اخوانها هذي وصية من عليك معول يوطي العدا فيما عداك ارسانها واسلم ودم بمعزه ومهابه مستامنن في امنها وامانها ثم الصلاة على النبي محمد ما روجعت عجما الطيور الحانها الشاعر: هو جبر بن جبر بن سيار بن حزمي من أهل بلدة القصب ويكنى بأبي شتوي،عاش شاعرنا في القرن الحادي عشر الهجري ، وقد جاء عند ابن بسام أن وفاة جبر بن سيار كانت في عام 1085ه. دراسة النص: تعتبر هذه القصيدة مميزة في موضوعها الذي قصره الشاعر على رؤية سياسية في قيادة وإدارة شئون البلدة بنجاح وذلك حسب اعتقاد الشاعر وينصح بها المعني بالقصيدة والمكنى بأبي خليل والذي تذكر بعض المصادر انه ابن أخ جبر واسمه إبراهيم بن راشد بن مانع إلا أنه يلاحظ اختلاف الأسماء! وقد بدأ شاعرنا قصيدته مخاطبا الموصى ومؤكداً ان العيون هي كاشفة أسرار القلوب فصاحب الحقد تجد انكساراً واضحاً في جفن العين بل عليك أن تؤمن بصدق الإحساس الداخلي الذي يخبر بما يحاول الآخرون كتمانه في صدورهم مؤكدا على مقولة (القلوب شواهد)ثم يصف أبيات قصيدته بالجواهر التي مزجها بالموعظة والنصح لأبي خليل الذي يمتدحه بأنه المقدم في قومه وبلدته وهو القدوة والفارس الشجاع وانه بمنزلة الروح من الشاعر،لذا عليه أن ينصت لهذه الوصية التى في مضمونها النجاة في الدنيا والآخرة وان عليه بتقوى الله عز وجل وهي المنجية من عذاب النار،وان يتحمل الغرم ويكرم الضيف ،وان يكون ذا شيمة وسهلاً في تعامله مع الرعية وأن لا يحرص على جباية الأموال ممن ينزلون في جواره ففي ذلك عار ومسبة بل انه لا خير يرجى في من يفعل ذلك،مؤكداً على أن هؤلاء الجيران هم العون له في وقت الحروب وأنهم سيبادرون للقتال معه ضد أي اعتداء، فتواضعه معهم وحسن معاملته لهم يجعلهم يحبونه ويرضونه سلطاناً عليهم ،كما ان عليه أن يجعل القرآن دستوراً يحتكمون إليه فيرضى به الضعيف والقوي ولكن الشاعر يرى أن لا يخرج كل شيء من يده وإنما يكون ذلك فيما يحقق أهدافه لذا قال(نص الكتاب)وأن يتخذ الحزم في موضع الحزم والعفو والتسامح في موضعه لتصلح الأمور وكنى عن ذلك بعبوس الوجه وبشاشته،وان لا يستمع في جيرانه الى نمام وان يقدم العفو والرحمة على البطش حتى يستحق رحمة الله عز وجل،وان يتعامل مع الأعداء بالقوة والحزم ويبادرهم بالرماح والخيل والفرسان بدلاً من الرسائل،بل عليه أن يستعمل أسلوب المكر وخيانة المواثيق مع الأعداء مؤكداً على انه الأسلوب الأمثل ليكون في مأمن من شرهم فيخشونه فلا تقوم لهم بعد ذلك قائمة،وان عليه أن يقوم بتحصين بلده فيشيد الأسوار والأبراج الضخمة لتبقى منيعة عزيزة على الأعداء. اتفاق الرؤى: يلاحظ ان رؤية جبر في القيادة ونصيحته لأبي خليل تكاد تتفق مع رؤية الشاعر الجليف من أهل القرن العاشر الهجري في قصيدته المسماة الدامغة والتي مدح ونصح فيها مقرن بن قضيب فيظهر تأثر جبر بقصيدة الجليف والذي سبقه بقرن من الزمان خاصة فيما يتعلق بهذا البيت: واجعل لهم نصف الكتاب شريعه ينقاد كرهٍ سبعها مع ضانها فقد جاء معنى البيت في قصيدة الكليف فيما يلي: اجعل معا حرف الشريعه مثله حرف ٍ من الباطل يصير ازكى لها الحق في كتب النبي محمد والسيف عن عيلاتها يبرى لها فإلى ايتفى حقٍ وسيف ٍ صارم هدت العصاه وطاوعت عذالها