فان كنت ذو حلمٍ وعقلٍ كامل وطبيعةٍ تزهى حسن جمالها وشتف لحكمك من حكومة غيرك نور على نور يصير ازكالها والفكر بالقالات قبل ورودها باب النجاة الى عطت بقبالها والمهلكات اعجاب المرء رايه ودخوله القالات ما يعبا لها وان الغمايض بالقلوب محلها والنفس ما تؤمن على حبالها واقول وانا شايف من قبل ذا شي ٍ يكافي قصرها وطوالها يا ما شفا غل القلوب من ابلج يمشي مع الدولات لستزيالها وابعد عدوك عن محل ٍ نلته فالنفس لابد البلا يغتالها واحذر عدوك لو صفا لك وجهه تراه برجوى حيلة يحتالها يعطيك بالراحات اقوال وهي شروى غدير ٍ طافحٍ في لالها وبشاشة بالوجه مثل الركيه براقة بالما هيارٍ جالها فان زلت رج لك وحل بها البلا فدر ان الاخرى حالها من حالها واليا قطعت اليمين الشمال تحسفت وتندمت يمناً بقطع شمالها ومن لاينال معزه برفيقه نال المذله دقها وجلالها واجعل قديمي في محل مقدم واهل الشروقات تستعن برجالها فان الممالك ما تجيك براحه الا بشي ٍ تاعب ٍ محتالها وان ارجفت الدار وحل خذوله وسعت وشاة السو في نزالها ما تركد الا عقب ضرب جماجم بالسيف وايمان هفت بوصالها وقطايع وقلايع ووقايع وصرايع وصنايعٍ تعبالها وصدايم وصرايم وعضايم وهضايم وغرايم ٍ تبرالها والى بليت وصرت يومٍ خايف من ميلت الدولات عقب عدالها فاجعل على حرف الشريعه مثله حرف ٍ من الباطل يصير أزكى لها والدين من عصر النبي محمد والسيف عن عيلاتها يبرالها والدار شروى زينةٍ معشوقه كل البرايا مشتهين وصالها وان عدمت البعل الغيور تلطمت بعد الجمال الزين بزر حالها والى وليت فكن حفي ٍ ريف فالنفس لابد الإله يسالها وحذرا محاسبة الإله بموضع فيها النفوس رهاينن بعمالها واعدل وخف ملك عليك عقوبه وانظر قدات السو كيف جرالها الشاعر: اسمه الكليف ويسميه البعض الجليف وربما يكون هذا لقباً اشتهر به،ولم أجد للشاعر أي نص آخر غير هذا النص،وهو من شعراء القرن العاشر الهجري بدلالة ممدوحه مقرن بن زامل بن أجود، وهناك من يقول إن الممدوح هو مقرن بن قضيب ابن زامل بن هلال، واستبعد ذلك لان هناك خبراً عن قضيب بن زامل بن هلال في عام 942ه ولم أجد ذكراً لابنه مقرن. دراسة القصيدة: وردت القصيدة في أغلب مجاميع الشعر الشعبي ،ولم أجد ان هناك اختلافاً يذكر بين الروايات سوى بعض التصحيف او التعديل نتيجة عدم وضوح المعنى لدى بعض الجمَّاع إلا أن ما جاء في مخطوط مجموع شعر نبطي لجامع مجهول يعتبر النص الأقدم والأسلم من حيث خلوه من تعديل الرواة وبعض الزيادات الخارجة عن سياق النص،والقصيدة تعتبر من القصائد المطولة وتبلغ عند جامع مجهول خمسة وتسعين بيتاً وتتجاوز في بعض المصادر المائة بيت،وقد أوردت ما قد يكون له دلالات معينة وتجاوزت بعض الأبيات،واليوم نستكمل دراسة الجزء الثاني منها حيث ركز على النصح وتحريض الممدوح على الوقوف بحزم وقوة في وجه الأعداء،وقد بدأ نصحه بهذه الجملة(فان كنت ذو حلم وعقل ٍ كامل)والتي تدل على جراءة الشاعر في مخاطبة الممدوح كما اشرنا لها في الجزء الأول مما يوحي بعلاقة قوية بينهما حتى انه يعرض عليه المساعدة المالية اذا احتاج لها،فالشاعر يرى انه من الحكمة وكمال العقل للممدوح أن يشاور الآخرين وان يمعن الفكر قبل الدخول في خضم المعمعة وهو باب النجاة من الغوائل التي لا يحسب لها حساب،كما أن إعجاب المرء برأيه والتفرد به يعتبر سبباً للفشل والهلاك،ثم يحذره من تقريب منزلة عدو الأمس حتى وان بدا عليه الولاء وصفاء النفس والمحبة فإنما هو عدو يتحين عليك الفرص وهو أشبه بالسراب الذي لا يدل على حقيقة،كما يحذره من التنكر لأعوانه القدماء الموالين له وألا يقطع فيهم وهم بمثابة اليد له وان فعل فسيندم على ذلك عندما يحتاجهم مستقبلا فمن لا يدرك العز بقومه فان الذل مدركه قليله والكثير،ثم يحرض الممدوح على الضرب بيد من حديد لاستتباب الأمر في بلده وان الملك لا يأتي هكذا هيناً وإنما يحتاج تعباً وتضحيات ومعارك طاحنة يختصر الشاعر كل ذلك بهذه الكلمات ذات الدلالات العظيمة(قطايع،قلايع،وقايع،صرايع،صنايع،صدايم،صرايم،عظايم،هضايم،غرايم)بل ان الشاعر يرى استخدام الظلم الذي يدل على القوة أحيانا،ويشبه الدار بالفتاة الجميلة التي يتنافس الجميع للحظوة بها مالم يكن لها زوج غيور يدافع عنها فستفقد هذا الجمال وتسوء حالتها،ليختم النصيحة بأنه متى دانت لك الأمور واستتب الوضع فكن رحيماً عطوفاً بالناس قبل أن يسألك الله عن ذلك وعليك بالعدل والخوف من عقوبة الله عز وجل.