زهت الديار بحسنها وجمالها واستبشرت بالعز روس رجالها وبه القلوب قد اطمئنت بعد ما كثرت وشات السو في نزالها والغيث جاوبها الحقوق وجررت فيها مباكير السحاب أذيالها وربت بامر الله بعد تزلزل وطابت معيشتها وزان ظلالها إلى غريري ٍ(1) من أولاد المضا راعي عطايا ما يمن جزالها شيخ العشيره مقرن ٍ زاكي الوفا حمال من جل الخطوب ثقالها قد شاف بالاعمام مالا يرتضي بالدار واقفى زاهدٍ باعمالها متضايل ٍ عن ديرته واصحابه خوف القطيعه بالصديق اوقا لها ويقال ياستر العذارى قد بقي قطع بايدي الظالمين جلالها أجابها الحر القطامي قدره من شوفته زريقةٍ يدعى لها فحول محل الملك وانقادت له اهل الشروق وغربها وشمالها بالسيف حل الدار كره ٍ والقنا وبنا بيوت المجد فوق احلالها يابو مبارك لا بليت بسيه ياستر بيض قد اذهلن دلالها يامنوة الخطار وان طرقت بهم قودٍ من البيدا تحط رحالها يا زبن تالي المرهبين الى جذت بالبيض من رهق الخصيم جمالها وقامت جياد الخيل تحجز بينهم بروس القنا وتناطحت بابطالها بمنتوقٍ يا طول ما لحقت به والعز و النوماس في غربالها متقلدٍ صافي الحديد الصارم شرثٍ ليا ناش الظريبه شالها ومن القنا ثلث اربعين براسه كالنجم يوضي بالظلام اشعالها ومضافر كالفهد رزن ٍ راسه يشلق بهاك اليوم عين ارجالها ويمنى غريريٍ من اولاد المضى مرخص ذبيل الروح عند قتالها ما تلحق السفاه قصايا سده يوم ٍ ولا كل الرجال تنالها الشاعر: اسمه الكليف ويسميه البعض الجليف وربما يكون هذا لقباً اشتهر به،ولم أجد للشاعر أي نص آخر غير هذا النص،وهو من شعراء القرن العاشر الهجري بدلالة ممدوحه مقرن بن زامل بن أجود، وهناك من يقول إن الممدوح هو مقرن بن قضيب ابن زامل بن هلال . مناسبة القصيدة: لقد حدد الشاعر غرض قصيدته في قوله: مدح وتشريف وبذل نصيحه ما تختفي عن ذا الرواة امثالها نشت عن فؤاد ناصح بمحبته ما هوب محتاج ٍ يريد نوالها ويبدو بين الشاعر والممدوح علاقة قوية ووفاء ومن خلال هذه القصيدة يعلن انه لن يتخلى عن صديقه وهو على استعداد للمساعدة بالمال كناية عن غناه: وانا لحالات الصديق مساعد ان شحت اولاد العمام بمالها ما نيب من يعطي رفيقه قافي ان صكته دنياه عقب اقبالها دراسة القصيدة: وردت القصيدة في أغلب المصادر ولم اجد ان هناك اختلافاً يذكر سوى بعض التصحيف او التعديل نتيجة عدم وضوح المعنى لبعض الجماع إلا أن ما جاء في مخطوط مجموع شعر نبطي لجامع مجهول يعتبر النص الأقدم والأسلم من حيث خلوه من تعديل الرواة وبعض الزيادات الخارجة عن سياق النص، والقصيدة تعتبر من القصائد المطولة وتبلغ عند جامع مجهول خمسة وتسعين بيتاً وتتجاوز في بعض المصادر المائة بيت، وهنا أوردت ما قد يكون له دلالات معينة وتجاوزت بعض الابيات، والقصيدة قسمها الشاعر إلى قسمين الأول أختص بوصف الديار والمدح والثاني اختص بالنصيحة وسنقتصر اليوم على مايختص بذكر الديار ووصف الاستقرار الذي سادها مشبهاً ذلك بالغيث الذي يحيي الأرض، ويذكر أن هذا جاء بعد فترة من القلاقل والمحن نتيجة تنازع الأقرباء على السلطة ، ثم يعرج الشاعر على ذكر مناقب الممدوح ويصف ما يتحلى به من شجاعة وفروسية وللشاعر مقدرة عجيبة في رسم صورة الفارس المقاتل في ذلك الزمن حتى ان القارئ ليتخيل ذلك الفارس يقف أمامه بكامل زيه الحربي ويشاهده وهو يخوض غمار المعركة. الهوامش: 1-غريري:لا تدل على انتساب مثلها مثل القول أنت حاتمي أي كريم،وهنا يقصد بها الشاعر وصف الممدوح بالكرم الخيالي نسبة إلى المشتهر بذلك غرير بن الفضل العيوني احد حكام الدولة العيوينة في القرن السادس الهجري.