استشهاد أربعة فلسطينيين في غارة إسرائيلية على مدينة غزة    "الشركة السعودية للكهرباء توضح خطوات توثيق عداد الكهرباء عبر تطبيقها الإلكتروني"    العضلة تحرم الأخضر من خدمات الشهري    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    د.المنجد: متوسط حالات "الإيدز" في المملكة 11 ألف حالة حتى نهاية عام 2023م    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية بالكويت يزور مركز العمليات الأمنية في الرياض    النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية بدولة الكويت يزور الهيئة الوطنية للأمن السيبراني    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    فعاليات يوم اللغة العربية في إثراء تجذب 20 ألف زائر    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين يغادرون لمكة لأداء مناسك العمرة    لا تكتسب بالزواج.. تعديلات جديدة في قانون الجنسية الكويتية    الشرقية تستضيف النسخة الثالثة من ملتقى هيئات تطوير المناطق    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع فبراير القادم    سلمان بن سلطان يدشن "بوابة المدينة" ويستقبل قنصل الهند    رضا المستفيدين بالشرقية استمرار قياس أثر تجويد خدمات "المنافذ الحدودية"    افتتاح إسعاف «مربة» في تهامة عسير    بلسمي تُطلق حقبة جديدة من الرعاية الصحية الذكية في الرياض    وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    1% انخفاضا بأسعار الفائدة خلال 2024    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    تجربة مسرحية فريدة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    لمحات من حروب الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القوات الأمريكية استبدلت البزة العسكرية باللباس المدني .. وإيران موجودة في العراق سياسياً وامنياً وتأثيرها واضح
أكد أن الانسحاب خلّف وراءه مليوني شهيد ومليوني أرملة وخمسة ملايين يتيم ... حارث الضاري ل « الرياض »:
نشر في الرياض يوم 17 - 09 - 2010

انقسم العراقيون كعادتهم على انسحاب الوحدات المقاتلة الأمريكية من العراق ما بين مؤيد ومعارض مثلما انقسموا في بداية احتلال بلدهم؟ وقد اعلنت القوات المقاتلة الأمريكية الرحيل من العراق مخلفة وراءها مليوني شهيد ومليوني أرملة و5 ملايين يتيم وملايين المهجرين والمعتقلين، فضلا عن انعدام الأمن والاستقرار وتخريب البنية التحتية وانعدام الخدمات الانسانية الضرورية كالماء والكهرباء إضافة الى تقسيم المجتمع العراقي الى طوائف ومذاهب وأحزاب متناحرة ومتنازعة، الدكتور الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق خص (الرياض) بهذا الحوار الذي يوضح به الوضع الراهن والمتأزم في العراق فالى نص الحوار:
* نبدأ بالتطورات الأخيرة على الساحة العراقية لاسيما انسحاب القوات الأمريكية المقاتلة، ما قراءتكم للمشهد الراهن وهل تعتقدون أن هذا الانسحاب هو انسحاب حقيقي فعلي ام هو شكلي وذر للرماد في العيون؟
- نعتقد أن هذا الانسحاب الجزئي الأمريكي جاء نتيجة ضرورات والتزامات اقتضت هذا الانسحاب وهي وضع أمريكا الاقتصادي الحالي وأزمتها السياسية والعسكرية التي تمر بها اليوم من خلال حروبها العبثية العدوانية في المنطقة والعالم ولاسيما في العراق أيضا ناتج عن التزامات التزم بها الرئيس الأمريكي الحالي باراك اوباما، إذ طرح في جدول حملته الانتخابية أو على رأس هذه الحملة هو انه إذا فاز يسحب قوات بلاده من العراق، وعلى هذا الأساس حصل على الأغلبية التي مكنته من أن يلي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وحينما انتخب رئيسا كان من المتوقع أن أول عمل يقوم به هو سحب القوات من العراق سحبا جزئيا أو كليا ليفي بهذا الوعد لناخبيه، ولكن أبدل الانسحاب بجدوله في أول خطاب له بعد توليه الرئاسة، فوزع هذه الجدولة إلى مرحلتين المرحلة الأولى في شهر أب 2010، والثانية في نهاية 2011، ولما جاء هذا الموعد 2010 قرر سحب بعض قواته وفي الواقع بدأ سحب هذه القوات منذ بداية العام الحالي وأعلن عن نهاية الانسحاب الأول نهاية شهر أب الماضي، أما السؤال هل الانسحاب حقيقي أم شكلي فهو حقيقي من حيث انه سحب عدة قطعات عسكرية مقاتلة من العراق وهو شكلي من حيث انه أبدل هذه القوات بقوات أخرى من نوع أخر وهي الشركات الأمنية التي تعاقد معها، التي ينوي التعاقد معها في الأيام القادمة والتي يقدرها المتابعون للشأن العراقي إنها تزيد على 120 ألف عنصر من عناصر هذه الشركات الأمنية المرتزقة، التي آذت الشعب العراقي وفعلت ما لم تفعله أحيانا القوات العسكرية النظامية الأمريكية وهي معروفة لأبناء شعبنا بمواصفاتها وبأفعالها البشعة الإجرامية لهذا أقول: من هذه الناحية الانسحاب هو انسحاب شكلي حيث أبدلت الملابس العسكرية الزرقاء بملابس مدنيه من نوع آخر.
الاعتماد الامريكي على المالكي عرقل ولادة الحكومة العراقية
* كيف ينعكس هذا الانسحاب على الحراك السياسي بين الأحزاب المتنازعة على السلطة والتيارات المتناحرة؟
- هذا العنوان له مدلولان: الحراك السياسي الموافق للاحتلال الذي عمل في ظل الاحتلال كان غير راضٍ عن هذا الانسحاب بل إن جهات من هذا الحراك السياسي توسلت بالأمريكيين ألا ينسحبوا ولكنهم قرروا سحب ما سحبوه من قواتهم نتيجة للأسباب التي ذكرناها، وما داموا معتمدين على القوات التي أبقوها لحماية هذه الجهات من الحراك السياسي الموافق لهم أو الحليف لهم في العراق فإنهم يرون في إن هذا الخليط كاف لتأمين مصالحهم أو شيء من مصالحهم في العراق، أما الحراك السياسي الوطني المناهض للاحتلال والمقاوم له فأعتقد انه لم يتأثر بهذه الدعاية دعاية الانسحاب هل هو كلي أم جزئي، وهل هو واقعي أم غير واقعي لم يتأثر كثيرا؛ لأن كل المناهضين للاحتلال العارفين بسلوكه خلال السنين الماضية من احتلال العراق يعتقدون أن الاحتلال لازال موجوداً في العراق ومازال متشبثا بالبقاء فيه وهو لا يريد الخروج الفعلي الذي يمكن أن يتحرر به العراق من احتلاله لذالك هم سائرون في طريقهم طريق المناهضة السياسية الجادة و المقاومة العملية المؤثرة بكل ما أوتوا من أسباب القوه.
* نائب الرئيس الأمريكي بايدن ألقى كلمة في بغداد وقال جئناكم وحررناكم وانا احدثكم من هذا القصر الذي كان يحتله صدام حسين يوما من الأيام، ما رأيكم بهذا الخطاب في عاصمة الرشيد أمام القوات الغازية وأمام مجموعة من العراقيين؟
- والله إذا قال بايدن هذا فهو يتكلم بنشوة المنتصر ظاهريا المهزوم داخليا، ومن قصر هو قصر عراقي وهو يتكلم من هذا القصر ومن بغداد عاصمة الرشيد، ويقول هذا الكلام بينما هو أجنبي ودخيل وهو المحتل الحقيقي للعراق ولبغداد وهو الذي جلب للعراق وبغداد الخراب والدمار الشامل بأكذوبة: أسلحة الدمار الشامل.
* هل المقاومة الوطنية عجلت بهذا الانسحاب؟
- نعم وبكل تأكيد إن المقاومة هي السبب الرئيسي في نهاية بوش والإتيان بأوباما، لو لم يعد اوباما الشعب الأمريكي بالانسحاب من العراق فلا نعتقد انه يلي رئاسة الولايات المتحدة في هذه الفترة إذ الفضل عليه بالذات للمقاومة العراقية لان الشعب الأمريكي ما طالب برحيل هذه القوات من العراق وأعادتها إلى أمريكا إلا بعد أن أحس بفداحة الخسائر التي ألمت بهذه القوات من جراء المقاومة العراقية، لهذه القوات فنحن مؤمنون إيمانا راسخا بان هذا الانسحاب هو نتيجة للخسائر التي خسروها في العراق: الخسائر البشرية والخسائر المادية التي أوصلت أمريكا إلى هذا المستوى المتراجع سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
وليست العملية السياسية أو رموزها البائسون الذين توسلوا ووسطوا لبقاء هذه القوات في العراق ولم يفلحوا، لان مصالح أمريكا مقدمه على مصالح غيرها ولو كانوا من حلفائها أو عملائها.
أمريكا وإيران التقتا في العراق من خلال مصالح الحلفاء المزدوجين
* انقسم العراقيون بعضهم على بعض حول الانسحاب كما انقسموا على أسماء الاحتلال، بين مؤيد ومعارض، هل تعتقد ان العراق اصبح بلدا محررا وغير محتل أو منقوص السيادة؟
- الشعب العراقي كغيره من الشعوب الأخرى انقسم أمام هذه الكارثة كارثة الاحتلال غير المتوقع في هذا العصر الذي لم يستند إلى مبررات حقيقة، فالعراقيون انقسموا فمنهم من كان يرى في الاحتلال تحريرا ومنهم من كان يرى إن مواجهة الاحتلال غير ممكنة لان المحتل هو أمريكا ومنهم من جارى الاحتلال لأنه كان يتوقع أن هذا الاحتلال سيغير الأوضاع التي كانت سائدة في العراق سواء السياسية أو الاقتصادية إلى أوضاع مثالية كما كان بعضهم يبشر، لذلك مالت هذه الأصناف وغيرها إلى المهادنة والمجاملة ومنهم من مال إلى التعاون والمشاركة في الوضع الجديد الذي فرضه الاحتلال على العراقيين، ومن العراقيين بالمقابل من رفض الاحتلال من البداية لأنه كان يرى أن الاحتلال ما جاء لمصلحة العراق ولا العراقيين، وما جاء الاحتلال للتحرير المزعوم لان الشعب العراقي لم يكن محتلا حتى يحرر، ولا جاء لكي يعطي العراقيين الحرية المفقودة في زعمه لان المحتلين على مدى التاريخ لم يأتوا للشعوب بحريه إنما جاؤوا بالاستعمار والاستعباد والهيمنة على هذه الشعوب كذلك لم يأت للمنطقة بالأمن كما كان يزعم من التهديد الأمني الذي كان يشكله النظام السابق لما كان لديه من أسلحة دمار شامل مزعومة اثبت الواقع أنها غير موجودة وكذبة كبيرة صدقها العالم وروجت لها بعض الدوائر المشبوهة ووسائل الإعلام المرتزقة، فهذا الفريق من العراقيين كان يخالف الفريق الأول في الرؤية وفي التوقعات وهو الذي كان يعرف أهداف الاحتلال ومقاصده ودوافعه التي دفعته لاحتلال العراق، وفي مقدمتها تدمير العراق كقوة رئيسية في المنطقة إلى جانب الأهداف الأخرى الاقتصاديه والسياسية وغيرها لذلك هذا الفريق من أبناء الشعب العراقي المتمثل في القوى الوطنية المناهضة للاحتلال وفي المقاومة العراقية البطلة، وقد أثبتت الأيام وأثبت الواقع العملي صواب رؤية الجهات الوطنية العراقية المناهضة والمقاومة من أن الاحتلال لم يأت لمصلحة العراق والعراقيين وإنما جاء لتدمير العراق وتمزيق أوصال شعبه وإسالة دماء أبنائه على أرضه الطاهرة، وقد بلغ شهداء العراق اليوم ما يقرب من مليونيين شهيد بالإضافة إلى مليوني أرملة عراقية وخمسة ملايين يتيم وأكثر من أربعة ملايين مهاجر خارج العراق، ومهجر داخل العراق، وما يزيد على ستمائة أو سبعمائة الف أسير ومعتقل في سجون الاحتلال والحكومة العميلة أضافه إلى الجوع والعرى والخوف ونقص الخدمات الإنسانية الضرورية التي يشكوا منها ثلثا الشعب العراقي اليوم لذلك، فرؤية القوى المناهضة للاحتلال بكل مكوناتها من أبناء الشعب العراقي هي الرؤية الصائبة، وهي الرؤية الحقيقية التي تدعمها كل الوقائع والأحداث المأساوية المشاهدة في واقع العراق اليوم في ظل الاحتلال الأمريكي.
المقاومة عجلت بانسحاب واشنطن .. والصحوات ولدت ميتة
* تتحدث بعض وسائل الإعلام أنه بعد الانسحاب الأمريكي ستترك القوات المنسحبة فراغا كبيرا وأن هناك دولا مستعدة وجاهزة لملء هذا الفراغ، وهل العراق وعاء فارغ ومن يملأ هذا الوعاء؟
- نعم هناك وسائل إعلام تتحدث عن هذا الموضوع وهي كثيرة وتنقسم إلى قسمين: قسم مطلوب منه أن يتحدث في هذا الاتجاه لخلط الأوراق ولتخويف الشعب العراقي وتخويف بعض دول المنطقة وتهيئة الأجواء لمثل هذا التدخل تحت عنوان ملء الفراغ، وهناك إعلام جاهل أو ساذج يردد مثل هذا الموضوع، موضوع ملء الفراغ وان الطرف الفلاني هو الذي سيملأ الفراغ، وغالبا ما يشار إلى إيران لذلك أقول: إن الفراغ لا يملؤه إلا أبناء العراق مباشرة أو بعد حين، أما ما يقال بان إيران هي ستملأ الفراغ فإيران الآن موجودة في العراق سياسيا وامنيا ولها تأثير واضح على القرار السياسي والأمني وغير ذلك، ولكن لم تكن موجودة عسكريا أنما هي موجودة من خلال حلفائها في العراق وهم كثر وهؤلاء الحلفاء الذين هم في نفس الوقت يعدون حلفاء لأمريكا وتعتمد عليهم أمريكا اعتمادا كبيرا في تنفيذ مخططها ومشروعها في العراق، لذلك اجتمعت أمريكا وإيران من خلال الحلفاء المزدوجين ويقينا إن أمريكا إذا انسحبت من العراق فان التواجد الإيراني سينتهي من العراق لان من تعتمد عليهم أمريكا سينتهون وإذا انتهوا سينتهي المشروع الإيراني عاجلا اواجلا لأنه إذا كانت أمريكا لم تصمد في العراق أمام رفض الشعب العراقي ومقاومته فان إيران لا يمكن أن تصمد كثيرا في العراق مهما أوتيت من قوة ومن الأساليب والحلفاء في العراق فإنها ستخرج من العراق في النهاية، ولذا اكرر إن الفراغ في العراق إذا حدث لا يملؤه إلا أبناء العراق إن عاجلا أو أجلا، بعون الله تعالى: والمشروع الإيراني مهما بلغ من النفوذ والسعة في العراق فانه مشروع هزيل ومشروع مؤقت لان شعب العراق رافض للاحتلال ولكل التدخلات وبكل أطيافه وأصنافه ومكوناته وفي مقدمتهم شيعة العراق الذين عرفوا مؤخرا أطماع إيران وهم أكثر الناس عداءً اليوم لإيران ومشاريعها في العراق.
* هل ثمة علاقة معلنة أو غير معلنة بين الإدارة الأمريكية وإيران ألان فيما يخص العراق؟
- تحدث الناس عن هذا الموضوع كثيرا منهم من يقول هناك اتفاقة، ومنه من يقول هناك تحالف وان لم يكن معلنا وأنا أقول: قد لا يكون هناك تحالف حولنا بمعنى التحالف والاتفاق على أمور معينة في العراق ورئيسيه فيه، وإنما هناك التقاء مصالح: فأمريكا سمحت لإيران من خلال حلفاء إيران أن تدخل سياسيا واقتصاديا وامنيا لأسباب منها هو رد الجميل لإيران؛ لان إيران كانت من المساعدين لأمريكا على احتلال العراق ومن المروجين لهذا الاحتلال ومن المؤيدين لأمريكا في العملية السياسية التي غطت بها أمريكا مشروعها السياسي؛ إذ إن إيران اعترفت بكل أنواع الأنظمة التي شكلت في العراق بعد احتلاله من مجلس الحكم إلى يومنا هذا وإيران هي التي وافقت على الدستور وباركته وإيران هي التي أوعزت لحلفائها بالموافقة على الاتفاقية الأمنية بعد أن كانت متحمسة ضدها إعلاميا ودعائيا، فكانت هي الإمرة لحلفائها ومن يسمع كلمتها بالموافقة على الاتفاقية الأمنية وإيران تساعد أمريكا في مناطق أخرى في أفغانستان وفي تقديرنا حتى في باكستان لذلك أمريكا سكتت عن إيران في تدخلها وأملا منها أيضا أن تستجيب إيران في بعض قضايا الخلاف بينها وبين أمريكا: مثل مسالة المفاعل النووي ومسالة لبنان وغيرهما من الأمور الأخرى، وبالمقابل إيران أرادت أن تستغل كل هذه المعطيات لمصلحتها ولانتفاشها في المنطقة وتمدد مشروعها تحت أغطية كثيرة، منها: حرصها على فلسطين، وحرصها على حماية المنطقة من النفوذ الاستعماري ولاستكباري الأمريكي وغيره.
حارث الضاري يتحدث إلى الزميل علي القحيص
* ابطحي قال: لولانا لما احتلت أمريكا أفغانستان والعراق.
- نعم ابطحي قال هذا وقبله هاشمي رافسنجاني بعد احتلال أفغانستان حينما قالت لهم أمريكا لا تتدخلوا في شان أفغانستان قال: لولا إيران لم تدخل أمريكا كابل لان قواتنا الخاصة هي أول من دخل كابل.
* هل هناك علاقة بين إعلان الانسحاب الأمريكي وعدم ولادة حكومة عراقيه الى حد الآن؟
- نعم العلاقة واضحة لمن تتبع ذلك فأمريكا يبدوا من خلال هذه الفترة التي احتلت فيها العراق ظنت أن خير من يحمي لها مصالحها ويحرس لها مشاريعها هو السيد نوري المالكي، لأنها رأت فيه الشخص الذي لا يتردد عن تنفيذ أي رغبه لها في العراق وذلك من خلال توليه لرئاسة الوزراء على مدى السنين الأربع الماضية، حيث وجدته رجلا مؤهلا لان ينفذ كل مطالب الأمريكيين ولعل من الأدلة على ذلك انه حين زارهم قبل أكثر من عام قال لهم إنني على استعداد لتجديد الاتفاقية الأمنية ووعدهم بوعود منها ما هو معلن، ومنها ما هو غير معلن وأيضا من خلال سياسته الأمنية في العراق وإسالته لدماء الكثير من أبناء الشعب العراقي ومن كل أطيافه ليحقق للأمريكيين شيئا من الأمن الذي ادعوه في العراق، وكان من أكثر الحكام الذين سبقوه إسرافا ونهبا للأموال وعدم اكتراث بها إذ جمع إلى جانبه الكثير من الوزراء وغير الوزراء من المسؤولين الفاسدين الذين حماهم حتى بعد خروج بعضهم من مسؤولياتهم، وهذا يعرفه الأمريكان وقد سجلوهُ عليه وعلى غيره كما سجلوا الممارسات الأمنية الإجرامية من قتل واعتقال واغتصاب وتصفيات على الهوية وغيرها، كل ذلك مسجل على المالكي وحكومته، وأيضا لما لديه من استعداد شخصي وذاتي لان يقوم بمثل هذه الأفعال ومن كل ذلك علموا أن الرجل يمكن الاعتماد عليه في هذه المرحلة لذلك فسحوا له باب المناورات في أن يؤخر تشكيل الحكومة إلى هذا الوقت الذي انسحبوا فيه وقد يناور إلى وقت ربما يطول؛ لان الأمريكيين لهم مصالح في هذا وأيضا يأملون من أن تأخير التشكيل والمناورة فيه قد يتعب الأطراف الأخرى التي تتمسك الآن بما تدعيه من حقوق، والتي قد تصل يوما إلى مرحلة اليأس والإحباط فتستجيب في النهاية إلى المشروع الأمريكي الذي يقضي بان يعود المالكي لفترة جديدة ليكمل مشوار تدمير العراق وتغييبه، وتغيير معالمه وهويته.
* متى وكيف تتوقعون تشكيل الحكومة العراقية المتعسرة ولادتها؟
- تشكيل الحكومة قد يأخذ أسابيع أو أشهراً قادمة نتيجة الإحباط كما قلت لدى الكتل الأخرى التي علم بعضها إن الأمريكيين لا يريدون إلا المالكي؛ لان المالكي هو الذي اجتمعت فيه المواصفات التي يمكن أن تؤمن للأمريكيين مصالحهم في العراق في هذه المرحلة والتي اشرنا إلى بعضها قبل قليل.
* بعد دوركم الوطني المشهود ضد الاحتلال وإعلانكم الوقوف ضد الاحتلال، ما أجندتكم في هذه المرحلة الراهنة؟
- بارك الله فيك: هذه المرحلة هي مرحلة الاحتلال لأننا نعتقد أن الاحتلال لازال موجودا، وهو لازال فعلا موجوداً عسكرياً وامنياً وهيمنياً لذلك مشروعنا لم يتغير، ألا وهو مناهضة الاحتلال وكل المشاريع التي يريد تنفيذها في العراق هذه المشاريع التي تريد أن تجعل من العراق بلداً ممزقاً ضعيفاً بلداً لا يمكن أن يكون له شأن في المنطقة أي غائباً عن المنطقة وعن حراكها غائباً سياسيا وغائبا امنيا وغائبا تأثيراً وغائباً هويةً وهذا ما يريده الاحتلال الأمريكي وتريده إسرائيل وإيران وقوى أخرى كثيرة، وهي القوى التي لم يعجبها خروج من خرج من قوات الاحتلال من العراق، خوفا على نفوذها ومصالحها التي حصلت عليها في ظل الاحتلال وخدمته ومشاركته في تدمير العراق وتقطيع أوصاله، ومحاولات تمزيق نسيجه الاجتماعي.
* على من تعولون أن يؤازركم، ومن يساعدكم على طرد آخر جندي غازي؟
- نعول بعد الله تعالى على شعبنا العراقي الذي وعى اللعبة اليوم وبعد ما يزيد على سبع سنين من الاحتلال، شعبنا اليوم والحمد لله في غالبيته العظمى ومن كل مكوناته شيعة وسنة، عربا وأكرادا وتركمانا، مسلمين ومسيحيين، هو اليوم كاره للاحتلال، وكاره للتدخلات الخارجية، وفي مقدمتها التدخلات الإيرانية والإسرائيلية، شعبنا اليوم أكثر حماسا لخروج الاحتلال القوى المتدخلة والمتنفذة في العراق من أي وقت مضى، بل شعبنا اليوم هو على استعداد لأن يثور في وجه الاحتلال وفي وجه الظالمين، إذا أتيحت له الفرصة وقد تتاح له الفرصة في المستقبل القريب بعون الله تعالى وسيكون مدعوما بقواه الوطنية والمقاومة على الأرض، لأننا نعتقد أن العراق لا يمكن أن يتحرر تحررا حقيقيا وكاملا من الاحتلال والتدخلات الأجنبية إلا بالثورة الشعبية العارمة التي تنهي الاحتلال وأتباعه، وكل قوى الشر الطامعة فيه.
* ماذا عن دور الصحوات التي انتهت مهمتها وهي الآن مستهدفة من بعض القوى؟
- الصحوات ولدت ميتة كما يقولون، وقد ذكرنا ذلك في بداية أمرها حينما نبهنا هؤلاء الناس الذين انخرطوا على علم أو من دون علم في هذا الاتجاه السيئ الضار، ونبهنا إلى خطورة ما يفعلون عليهم وعلى العراق وعلى المقاومة ولكنهم لم ينتبهوا ولم يسمعوا نصيحة ناصح، وقد شنعوا بنا وتكلموا علينا وهاهم يحصدون اليوم النتائج بعد أن قدموا للاحتلال ما قدموا من معونات ومساعدات وقدموا لحكومة الاحتلال حكومة المالكي ما قدموا من خدمات أمنيه وتجسسية ساعدته على البقاء إلى هذا اليوم، وان يكون رجل أمريكا التي عولت عليه في هذه المرحلة، وأيضا قدموا للمشروع الإيراني الشيء الكثير، لان استمرار حكومة المالكي كان استمرارا للمشروع الإيراني بل وغطاء له في العراق، إذن الصحوات فعلت كل هذا ضد أبناء شعبها خدمة للاحتلال وحكومته وخدمة لمشاريع التدخل في العراق، وفي مقدمتها المشروع الإيراني ومن المؤسف انه لا هذه الصحوات استجابت لما ناشدناها به من عدم الانخراط في هذا المشروع التآمري على العراق وشعبه ومقاومته ولا الدول العربية للأسف الشديد التي كانت تساندها استجابت لما ناشدناها به من أن هذا المشروع فاشل وسيئ ونتائجه خطيرة على الشعب العراقي وعلى المنطقة كلها، وكانت النتيجة كما توقعنا وحصدت الصحوات نتائج أعمالها وكان جزاؤها جزاء "سنمار"، كما يقول المثل: المطاردة من الاحتلال ومن المالكي ومن المخابرات الإيرانية ومن القاعدة ومن أصحاب الانتقام والثأر الذين أوذوا من قبل بعض أعضائها، وبالمناسبة الصحوات جمعت كل الجهات التي لعبت أكثر من دور ولبست أكثر من ثوب في هذه المرحلة.
* يقول بعضهم أنها تشكلت من قبل العشائر العربية، هل هذا صحيح؟
- نسبت هذه الصحوات إلى العشائر، والعشائر منها براء لان العشائر، ولاسيما في المنطقة الوسطى كانت الحاضنة للمقاومة الباسلة فأراد الاحتلال وحكومته وبعض من انخرطوا في العملية السياسية من السنة أن يجروا هذه العشائر إلى هذه العملية المشينة والخطيرة، ومنهم من أراد أن يشوه سمعتها عمدا ويلطخ تاريخها المشرف والواقع أن العشائر العراقية عشائر وطنيه وكان لها دور بارز في المقاومة في السنين الأولى ولم ينخرط من العشائر ورؤساء العشائر إلا الساقطون والنكرات وغير المعروفين والمتطلعين إلى المصالح والى النفوذ والى حب الظهور، ولم يكن من بين من سموا برؤساء العشائر رئيس عشيرة معروف أو ذو سمعة طيبة وتاريخ نظيف بل كانوا من أبناء العشائر أو العوائل الرئيسة في هذه العشائر ومن ذوي السلوك غير السوي وغير الحميد للأسف الشديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.