الكساح هو مرض يشوه العظام ويعوق نموها نمواً طبيعياً عند الأطفال، وسببه الرئيسي هو عدم حصول الجسم على فيتامين د (D) أو حرمانه من أشعة الشمس. وتشتد الإصابة به إذا كان الغذاء يفتقر الى عنصري الكلسيوم والفسفور، وهما عنصران أساسيان لنمو العظام وتشكيلها ولكن توفرهما لا يكفى لمنع الاإصابة بالكساح بل يجب أن يتوفر معهما فيتامين ( د ) لأنه هو الذي يساعد الجسم على امتصاصهما والاستفادة منهما. وأهم المواد الغذائية التي تحتوى على الكلسيوم هي اللبن ومنتجاته والبيض وبعض الأسماك وخصوصاً الأسماك الصغيرة التى تشوى أو تطهى ، كما يوجد بنسب أقل في بعض الخضروات والمواد الغذائية الأخرى. أما لين العظام فهو نفس مرض الكساح عندما يصيب الكبار وينتشر بصفة خاصة بين النساء في مرحلتي الحمل والإرضاع، حيث تتضاعف في هاتين المرحلتين حاجتهن إلى الكلسيوم الذي يلزم لهن ولأطفالهن في نفس الوقت. وبالإضافة إلى الأسباب الرئيسية لمرضى الكساح ولين العظام وهي نقص فيتامين د والكلسيوم والفوسفور فإن انتشارهما يزداد في بعض الظروف البيئية الخاصة ومن أهمها بيئة المدن وخصوصاً المدن الصناعية حيث يحول ارتفاع المباني وضيق الشوارع في كثير من الأحيان، وكثرة الدخان في الجو دون وصول ضوء الشمس المباشر إلى كثير من المساكن كما أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية للسكان وعاداتهم الغذائية وطرق تربيتهم لأطفالهم وترك أطفالهم في أماكن مغلقة طول الوقت وعدم توفر الألبان الطبيعية والفقر والجهل كلها تعتبر عوامل مساعدة على ظهور المرض، وانتشاره. وقد كان المعتقد أن الأقاليم الحارة والدافئة بما يتوفر فيها من أشعة شمسية لا تعاني كثيراً من هذين المرضين إلا أن الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية في هذه الأقاليم أثبتت أنهما موجودان فيها ينسب لا يستهان بها لأن الحياة تكون دائماً في الظل وفي مساكن متلاصقة لا تدخلها أشعة الشمس بصورة مباشرة، فالمعروف أن أهمية هذه الأشعة بالنسبة لهذين المرضين تكمن في ضرورة سقوطها على الجلد مباشرة وليس مجرد وصول ضوئها فقط ولهذا فإن الإصابة بهما ترتفع إلى معدلات عالية في معظم الدول النامية الواقعة في العروض المدارية والمتوسطة وخصوصاً بين سكان المدن المزدحمة.وتتم معالجة ذلك المرض بإعطاء جرعات كافية من فيتامين د وعنصر الكالسيوم مع تعريض الطفل لوقت بسيط لضوء الشمس المباشر وقت الاشراق او الغروب. تقوس الساقين