لم يتردد الكثير من المواطنين عن التأكيد على فشل السياحة الداخلية كما عبروا بذلك حيث وجد الكثير منهم بأن الثقافة السياحية الداخلية مغيبة تماما ولم تستطع أن تضاهي ولو جزءا بسيطا من السياحة الخارجية التي تقدم الكثير من الإمتاع والتميز والفن السياحي الممتع حيث وجدوا بأن المحاولات البسيطة في إثراء السياحة الداخلية من إقامة بعض الأنشطة والمهرجانات لم تكن كافية لإثراء السياحة بل أكد البعض بأنها يسودها الكثير من قلة التنظيم وربما اتسمت بالعشوائية والتزاحم والضوضاء غير المدروسة . ذلك ما أوضحه خالد الناصر أحد المواطنين الذين يجدون بأن السياحة الداخلية لاتقارن بالسياحة الخارجية معبرا عن ذلك بقوله « لايوجد لدينا سوى سياحة مجمعات « وحتى سياحة المجمعات مازال ينقصها الكثير حتى تضاهي بعض الأنشطة الترفيهية الموجودة في المجمعات الخارجية ، فحينما نقرر أن نستاح داخليا فذلك يعني السأم دون منازع فلا توجد أماكن ترفيهية سوى قليل من المطاعم التي يحتشد فيها الآلاف وساحل من البحر لم يفعل سياحيا كما يجب ومجمعات تعيسة تقيم المهرجانات غير الفاعلة فالسياحة لدينا للأسف معدومة . سياحة نموذجية ويقول المدير العام التنفيذي لسفريات « كانو» في الشرق الأوسط عبد الله بوخمسين: لانستطيع أن نجزم بأن السياحة الداخلية أغنت المواطن عن السياحة الخارجية إذا ماقارنا ذلك بالأعداد التي تسافر طلبا للسياحة سابقا وكم وصل عددها في الوقت الحالي، إلا أننا لابد أن نعرف بأن السياحة الخارجية لايمكن أن تلغي السياحة الداخلية وكذلك السياحة الداخلية ليس لها أن تلغي السياحة الخارجية فالمواطن يحب أن يستمتع بالنوعين من السياحة أما إذا تحدثنا عن فترة الصيف فلازالت هناك عوامل عدة تدفع المواطن إلى السفر للخارج ، ولكن ربما يكون هناك ضبابية في تحديد الأعداد المسافرة طلبا للسياحة إذا ماوضعنا في الاعتبار بأن هناك أعدادا كبيرة من الوافدين يسافرون في وقت إجازاتهم الرسمية مما يضفي على الموضوع تعقيدا أكبر ويصعب تحديد أعداد المقبلين على السياحة الداخلية ، فلازلنا في بداية الطريق للوصول لسياحة نموذجية أو ربما جيدة فوسائل الترفيه لازالت دون الحد المطلوب بمراحل كثيرة والطريق في التميز السياحي طريق طويل سواء من تحسين الخدمة والارتقاء بها وكذلك على مستوى تغيير السلوك .فالمستوى الخدمي المقدم لدينا في السياحة الداخلية ينقصه الكثير وذلك يبدأ من معاملة سيارة الأجرة التي يركبها السائح من المطار ووصولا إلى معاملة النادل في المطعم ، حتى القدرة على الاستمتاع في فعالية ما كمجموعة فتلك عوامل ومؤثرات تحد من إثراء التجربة السياحية فلا بد من تحسين تلك الخدمات حتى نصل إلى مرحلة الجزم بأن السياحة الداخلية بدأت تغني عن السياحة الخارجية ، ولذلك لابد أن لانلقي اللوم في ذلك على بعض الجهات الاستشارية كاللجنة السياحية في الغرف التجارية والتي تمثل جهة استشارية وليست تنفيذية فهي لاتملك الميزانيات ولا السلطة ولا القدرة على التنفيذ فهي جهة تقدم الاستشارات للجهات الحكومية التي تكون قادرة على التنفيذ وفي النهاية لابد من إيجاد جهة عليا لها سلطة التنفيذ تعود إليها الجهات المسؤولة عن السياحة فذلك سيعمل على القفز بالسياحة الداخلية دون شك فهناك قسم لدى الأمانات وقسم لدى الداخلية وقسم لدى هيئة السياحة والآثار وقسم لدى وزارة التجارة فذلك مايضعف الرؤية السياحية بينما وجدت تجارب في الدول الأخرى لديها جهة مركزية لها القرار الأخير بكل مايتعلق بالسياحة وتجارب ناجحة في إيجاد نتائج ملموسة فالهدف ليس الحد من سفر المواطن للسياحة الخارجية وإنما الهدف تنمية نشاط اقتصادي يساعد على تنويع مصادر الدخل وكذلك يعمل على إيجاد وظائف لأعداد الشباب من الخريجين الباحثين عن وظائف وأيضا تنمية الجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بالسياحة وتطوير المدن وأحياء الآثار