عُني الإسلام باليتيم و جاءت آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كلها تحث على العناية باليتيم, ومن أوائل ما نزل من القرآن سورة الضحى، وفيها يقول الله تعالى : ( فأما اليتيم فلا تقهر ) أي لا تقهر اليتيم ولا تذله, ولا يشعر بذلك الإحساس ذوي القلب القاسي الذي يعامل اليتيم بعنف ولا يشعر أن هذا إنسان حساس حيث إن اليتيم بوضعه حساس من نظر الناس إليه ولذلك ينبغي أن يعامل برفق, لا يقهر ولا يدع, ولا يكلم بسوء، هذا ما يريده الإسلام ولذلك قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين و أشار بأصبعه السبابة والوسطى) أيان كافل اليتيم اقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هنا ظهر في البلاد الإسلامية مؤساسات وجمعيات ودور اجتماعية ترعى الأيتام ومن في حكمهم وكانت المملكة العربية السعودية هي الرائدة لرعاية الأيتام من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية من حيث توفير الدور الإيوائية أو الجمعيات الخيرية التي توفر من خلالها الرعاية الشاملة لليتيم ( اجتماعية, تعليمة, صحية, شاملة) وتشمل كلا النوعين من الذكور والإناث. كما أن المجتمع تقع عليه مسؤولية نحو الأيتام يجب توفيرها بهؤلاء الأبناء منها توفير الحنان والعطف للأيتام وعدم توجيه إساءة إليهم حيث يولي الإسلام اهتماماً كبيراً للمشاعر والاحاسيس قال تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر ) سورة الضحى الآية 9. وإهمال الأيتام دليل على أن المجتمع غير صادق في تدينه قال تعالى ( أرأيت الذي يكذب بالدين {1 فذلك الذي يدع اليتيم {2 )الماعون الآية 1-2 , أي يهمله بدفعه دفعاً شديداً وهذا الفعل يكشف عن قسوة القلب وتبلد العاطفة, بينما قد لا يحتاج اليتيم إلى شيء سوى المواساة القلبية, ليعوض بعض ما فقده, قال الإمام علي ( ما من مؤمن ولا مؤمنة يضع يده على رأس يتيم ترحماً إلا كتب الله له بكل شعرة مرت يده عليها حسنه). وقال أيضاً في وصيته الأخيرة قبيل وفاته ( الله الله في الأيتام, فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم ) ويشير الإمام علي بهذا إلى الحاجة المادية :لا تغبوا أفواههم ( كما يشير إلى الرعاية الشاملة الكاملة بعدم تضييعهم ). وتعتبر تلبية المتطلبات والاحتياجات المادية التي يحتاجون إليها. فقد تكون الاحتياجات سكناً ملائما أو ثياباً مناسبة, أو طعاما صحيا , أو ما شابه ذلك . يقول: ( من عال يتيما حتى يستغني عنه اوجب الله عز وجل له بذلك الجنة ) وقال بإصبعيه: السبابة والوسطى. ومن هذا المنطلق نجد أن توفير الإرشاد والتوجيه الثقافي والسلوكي, لعله الأمر الأكثر أهمية, وأشد خطورة, فالولد ذكرا كان أم أنثى, بحاجة إلى التوجيه والإرشاد, في حداثة سنه, ومقتبل حياته, خاصة فترة المراهقة, فعلى ذوي الأيتام أن ينتبهوا لهذا الجانب المهم, فيصرفوا قسطا من جهدهم واهتمامهم لتوفير التوجيه التربوي والسلوكي لهؤلاء الأيتام ويلزم على ولي اليتيم أن يصونه عما يفسد أخلاقه فضلا عما يضر بعقائده. وقد كان لتوجيهات معالي وزير الشؤون الاجتماعية د. يوسف العثيمين دورا مهما في توفير جميع ما يتطلب توفير الراحة والاستقرار النفسي والاجتماعي للأبناء الأيتام. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه * مدير التربية الاجتماعية للبنين بالرياض .