ديفيد باتريوس جنرال أمريكي حقق الكثير من الإنجازات، وذو تأثير كبير في واشنطن، وإليه يعود الفضل في خفض مستوى العنف في العراق، والضربة التي تلقتها منظمة "القاعدة" هناك منذ 2007. وهو يعمل منذ 2008 قائدا لمنطقة المركز، ومسؤولا عن الشرق الاوسط ما عدا اسرائيل، يعتقد اولئك الذين التقوه انه صديق لاسرائيل. في الاسبوع الماضي عرض باتريوس تصوراً مهماً خلال شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، فقال ان العداوة بين اسرائيل وعدد من جاراتها تعتبر تحديا لمصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة، فهذا النزاع يؤجج مشاعر الكراهية والعداء لاميركا، بسبب الدعم الاميركي الكبير لاسرائيل، كذلك فان والغضب العربي الناشئ من المشكلة الفلسطينية، يحد من الشراكة مع حكومات في المنطقة، ويضعف شرعية نظم الحكم العربية المعتدلة ويساعد القاعدة على كسب التأييد، وعليه فان جهدا اميركيا صادقا لحل النزاع العربي الاسرائيلي سيضعف السياسة الايرانية العسكرية، والتقدم في المسار الاسرائيلي السوري سيشوش على تأييد ايران لحزب الله وحماس.يجب ان نقول ان كلام باتريوس يظهر على انه جزء من عرض طويل لتهديدات وتحديات يجب على الولاياتالمتحدة ان تواجهها في المنطقة، وهو لا يشير ايضا الى اسرائيل على أنها مسؤولة عن الوضع، بل يعرض المشكلة وآثارها، الى ذلك عرض باتريوس في السنة الماضية صورة مشابهة على اللجنة نفسها ولم تثر أقواله انتباها، اما هذه المرة فهي تبدو متناسقة مع ضغوط ادارة اوباما على اسرائيل، واستمرارا لصلة تحاول الادارة خلقها بين التقدم في المسيرة السلمية وعلاج القضية الايرانية.يصعب في الحقيقة ان نرى كيف يساعد التقدم في مسيرة السلام على وقف التهديد النووي الايراني، فمن الواضح ان ايران لن تتخلى عن سعيها للحصول على السلاح النووي الذي لا علاقة له بالقضية الفلسطينية، بل ان التأثير قد يكون في الاتجاه المعاكس، فايران التي تعارض تسوية القضيتين الفلسطينية والسورية، قد تحاول استعمال نفوذها على المنظمتين ترعاهما (حزب الله و حماس) لعرقلة المسيرة السياسية.يصعب ان نفترض ايضا ان التقدم في المسار الفلسطيني سيجعل المعسكر الاسلامي – العربي المعتدل يتحد ويعمل في مواجهة التهديد الايراني، برغم انه قلق جدا من سيناريو كون ايران نووية، فالعالم العربي يتميز بالضعف والشقاق ولو كان قادرا على العمل المشترك في مواجهة ايران لما انتظر التقدم في القضية الفلسطينية.ايضاً هناك تقدير يتعلق بالجدول الزمني، فالمتفائلون ايضا لا يتوقعون احراز تقدم سريع في القضية الفلسطينية، ولما كانت الجماعة الاستخبارية الاميركية ايضا تقدر ان ايران من وجهة تقنية، تستطيع انتاج قنبلة نووية خلال عام واحد تقريباً فان التقدم في القضية الفلسطينية لن يوقف ايران، ولا يتكلم باتريوس ايضا على منع ايران من الحصول على القدرة النووية بل عن اضعاف سياستها العسكرية. في نهاية الامر ستنشىء تسوية للقضية الفلسطينية جوا افضل بين اسرائيل والدول العربية المعتدلة وبينها وبين الولاياتالمتحدة، وقد تساعد شيئا ما في عزل ايران في المنطقة. لكن يجدر بادارة اوباما ألا توهم نفسها، فالشارع العربي لا يحب الولاياتالمتحدة لعدة اسباب،والصراع الفلسطيني الاسرائيلي واحد منها فقط، وعليه فان مشكلات الولاياتالمتحدة مع ايران والعراق وافغانستان والقاعدة لن تحلها تسوية بين الفلسطينيين واسرائيل. افرايم كام نائب رئيس معهد أبحاث الأمن القومي صحيفة هآرتس