هددت كوريا الشمالية امس بشنّ "هجمات نووية غير مسبوقة" ضد أي جهة تحاول الإطاحة بالنظام الحاكم في البلاد. وتأتي التهديدات الكورية الشمالية وسط تقارير تفيد أن الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول تخطط لدراسة سيناريوهات احتمال حصول تمرد في كوريا الشمالية. وذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية أن صحيفة محلية أفادت الأسبوع الماضي أن مؤسسات دراسات حكومية في كلّ من الصين وكوريا الجنوبية ستجتمع مع القيادة الأميركية في المحيط الهادئ الشهر المقبل في العاصمة الصينية، بكين لمناقشة سبل ردة الفعل في حال حصول انهيار للنظام الحاكم في كويا الشمالية أو في حال وقوع حالة انشقاق واسعة هناك. وقد انتقدت كوريا الجنوبية هذه الخطط ووصفتها بأحلام "مجنون يتمنى أن تسقط السماء". ونقلت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية عن متحدث، لم تكشف عن اسمه، في الجيش الكوري الشمالي قوله إن "تمردا مماثلا سيحصل في كوريا الجنوبية" بدل كوريا الشمالية. واضاف المتحدث أن أي جهة متورطة في الإطاحة بالحكم في بيونغ يانغ "سيقع ضحية للهجمات النووية غير المسبوقة التي سيقوم بها الجيش الذي لا يقهر". وكانت النقاشات بشأن احتمال سقوط الحكم في بيونغ يانغ قد تزايدت بعد إصابة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل بسكتة في العام 2008 ووسط شحّ المواد الغذائية في البلاد بسبب عقوبات الأممالمتحدة. وقال الجنرال وولتر شارب، قائد القوات الاميركية في كوريا الجنوبية، في شهادة أدلى بها أمام لجنة في مجلس النواب الاميركي ان احتمال حصول حالة عدم استقرار في كوريا الشمالية يستحق الانتباه، مشيراً إلى عوامل عدة تساهم في حدوث تغير مفاجئ في القيادة. على الصعيد ذاته اعلن الاميرال روبرت فيلارد قائد الكتيبة العسكرية الاميركية في اسيا الخميس في واشنطن ان الصين، الحليف الاقرب للنظام الكوري الشمالي، زادت ضغطها لحض بيونغ يانغ على التخلي عن برنامجها النووي. وقال فيلارد خلال جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب "نحن مقتنعون بان الصينيين، على غرارنا، مصممون على اقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي". واكد ان بكين بذلت خلال العام الفائت "جهودا لزيادة تأثيرها" لدى القادة الكوريين الشماليين، داعية بيونغ يانغ الى العودة للمفاوضات السداسية حول تفكيك ترسانتها النووية والتي تشارك فيها الكوريتان واليابان والولاياتالمتحدة وروسيا والصين. وبدأت هذه المفاوضات في اب/اغسطس 2003 وانسحبت منها كوريا الشمالية في نيسان/ابريل 2009. واضاف فيلارد "في النهاية، فان قرار عدم استئناف المفاوضات السداسية يعود الى كوريا الشمالية". وتشترط بيونغ يانغ لاستئناف هذه المفاوضات ان يتم رفع عقوبات الاممالمتحدة وان توقع اتفاق سلام مع الولاياتالمتحدة. والصين هي الحليف الاقرب لكوريا الشمالية. لكن بعض الخبراء يرون ان بكين قلقة من تدفق اللاجئين الكوريين الشماليين على اراضيها اكثر من قلقها حيال البرنامج النووي لبيونغ يانغ. واكد النائب الجمهوري مايك كوفمان ان الصين "قادرة من دون شك" على تصعيد ضغطها على كوريا الشمالية.