قال علماء إن الحبوب المضادة للاكتئاب التي كان يتناولها الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة إبراهام لنكولن والتي كانت تحتوي على نسبة عالية من الزئبق ربما كانت السبب وراء نوبات الغضب الشديدة التي كانت تنتابه بين حين وآخر. وذكرت صحيفة الدايلي تلغراف أن لنكولن كان يتناول تلك الحبوب الزرقاء اللون " بلو ماس" من أجل مساعدته على الخروج من "كهف الكآبة" الذي كان فيه كما وصف ذلك أحد معاصريه. واكتشف علماء مؤخراً بعد الاطلاع على عينات من هذه الاقراص أنها تحتوي على نسبة تزيد بحوالي 120 مرة عن الكمية المسموح بتناولها يومياً. وقال علماء في الجمعية الوطنية الملكية للكيمياء في بريطانيا حيث تم تحليل بقايا تلك الاقراص إن النسبة العالية من الزئبق فيها ربما يفسر الاهتياج اللفظي والبدني الذي كان يعاني منه الرئيس الأميركي الراحل. وذكر مؤرخون إن لنكولن أمسك مرة بأحد مساعديه وهزه بعنف حتى "اصطكت أسنانه من الخوف"، فيما قال أحد الذين عاصروه بأنه عند ثورانه كان غضبه "مهيباً ومخيفاً". واستخدمت حبوب " بلو ماس" في القرن التاسع عشر لأوجاع الأسنان والامساك والأوجاع التي تسببها الولادة والكآبة. وقال أطباء إن الزئبق مادة سامة ومن العوارض التي تصيب المريض بعد تناولها الشعور بالغثيان والتقيؤ والإسهال وهي تجعل المرء حاد الطباع وميالاً للعنف. وقرر لنكولن التوقف عن تناول هذه الحبوب عند اندلاع الحرب الأهلية في أميركا عام 1861 لأنها جعلته " نزقاً وغاضباًُ" واستعاد هدوءه خلال الحرب بعد تركها.