قال مسؤولون عسكريون ان حكومة الرئيس الامريكي باراك اوباما تدرس انشاء صندوق خاص لتجهيز قوات الامن اليمنية ودعمها وتدريبها من أجل مكافحة تنظيم القاعدة. وقد يكون الصندوق المقترح الذي تجري دراسته في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) على غرار صندوق انشئ العام الماضي لتعزيز قدرات باكستان لمكافحة الارهاب لكن لم يتضح هل سيلقى منهج مماثل لليمن تأييدا في الكونغرس. ويقول منتقدون ان اجهزة الامن الداخلي والمخابرات اليمنية التي قد تتلقى الدعم متهمة بانتهاك حقوق الانسان وان توسيع دور البنتاغون قد يذكي المشاعر المعادية لامريكا ويعزز موقف القاعدة. وإلى جانب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تحارب الحكومة اليمنية المتمردين الحوثيين في شمال البلاد وانفصاليين في الجنوب مما يثير تساؤلات في الكونغرس حول كيف سيتسنى للبنتاغون مراقبة كيفية استخدام المعدات بعد تسليمها. وقال كريستوفر بوكيك الخبير في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي " هناك عدد من المخاوف منها ضمان ان يتجه التدريب والمساعدة على مكافحة الارهاب الى قتال القاعدة في جزيرة العرب لا ان يكون موجها الى اولويات اخرى للحكومة اليمنية. سيتطلب هذا دبلوماسية مختلفة جدا مع صنعاء." وحثت واشنطن اليمن على التوصل الى حل مع الحوثيين عن طريق التفاوض. وأدت محاولة فاشلة قام بها متشدد دربته القاعدة في جزيرة العرب ومقرها اليمن لنسف طائرة أمريكية كانت متوجهة لمدينة ديترويت يوم الميلاد إلى زيادة الدعم في واشنطن لاتخاذ إجراءات أقوى لمكافحة الارهاب. وإنشاء صندوق لمكافحة التمرد في اليمن سيعطي البنتاغون صلاحيات أكبر لتدريب وتزويد عدد أكبر من القوات اليمنية بالمعدات ومن بينها وحدات خاصة لمكافحة الارهاب تابعة لوزارة الداخلية اليمنية. وقال مسؤول في الجيش الامريكي "أعطتنا باكستان مثالا يحتذى به." وأبرزت تقارير سنوية لوزارة الخارجية الامريكية حول حقوق الانسان في اليمن مزاعم تعذيب مارسه أفراد في الداخلية اليمنية. وقال مسؤولون إن واشنطن قامت بزيادة المساعدات غير المعلنة التي قدمتها إلى اليمن في الشهرين الماضيين وقدمت لصنعاء صورا التقطتها أقمار صناعية واتصالات تتبعها لمساعدة قوات الامن اليمنية على شن غارات على أهداف للقاعدة. وتقدم قوات أمريكية خاصة تدريبات ومساعدات أخرى. وبموجب برنامجها الرئيسي المعلن للمساعدة في مكافحة الارهاب يقتصر التمويل الامريكي إلى حد كبير على تدريب وتزويد قوات الامن التابعة بشكل مباشر لوزارة الدفاع اليمنية بالمعدات وليس قوات وزارة الداخلية. واقترح الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية في الجيش الامريكي زيادة المساعدات العسكرية لليمن لاكثر من الضعف لتصل إلى نحو 150 مليون دولار. على صعيد متصل أعلن تكتل اللقاء المشترك وهو اكبر تكتل للمعارضة أن نتائج وقرارات مؤتمر لندن الذي عقد الأربعاء قرارات غامضة لم تمس جوهر الأزمة اليمنية بمظاهرها المختلفة عدا الجانب الأمني وأنقذت السلطة بدلا من إنقاذ البلاد. وقالت المعارضة في بيان لها مساء الخميس ان هذه الصورة لنتائج هذا الاجتماع وضعت شراكة المجتمع الدولي من اليمن على المحك، حيث تقرأ القرارات والمداولات بأنها اتجهت نحو إنقاذ السلطة السياسية في اليمن بدلا من إنقاذ الدولة التي تتعرض لتدهور خطير بسبب سياسات هذه السلطة نفسها. وأشار المشترك الأعلى إلى أن هذا الغموض رافقه محاولة رديئة من قبل السلطة اتجهت بعد هذا الاجتماع نحو الاستقواء بالخارج في مواجهة الأوضاع الداخلية المتردية شديدة الخطورة والحياة الديمقراطية بشكل عام، وهو ما قال بأنه سيفتح الأبواب نحو استنفاد آخر ما تبقى لليمن واليمنيين من آمال في مساعدة جادة وحقيقية يقدمها المجتمع الدولي والإقليمي تعزز من شراكة اليمن مع هذه المحيط. وقال: إن ما فعلته السلطة وتعاملها اللامسؤول مع اجتماع لندن سينتهي بالبلاد نحو وضعها تحت الوصاية، وهو ما حذر منه المشترك والقوى الوطنية الأخرى، الذي يعد شراكة المجتمع الدولي الحقيقة مطلباً جوهرياً لها، متهماً السلطة بالسعي نحو تحويل هذه الشراكة إلى خدمة لها على حساب البلاد بأكملها. وأكد المشترك بأن هذا التغير في مجرى علاقة اليمن الخارجية وشراكته مع المجتمع الدولي والإقليمي لن يكون لصالح اليمن وإخراجه من أزماته وإنما لصالح تعزيز عدم الاستقرار والفساد الذي لا يعول عليها في إجراء أية إصلاحات. مؤكدا بأن تضليل الرأي العام الذي لجأت إليه الوسائل الإعلامية يخفي حقيقة السير نحو وضع اليمن تحت الوصاية الدولية ما لم يتدارك اليمنيون ويقفون صفاً واحداً ضد المسارات التدميرية للسلطة وسياستها اللامسؤولة تجاه المصالح الوطنية العليا والمصالح الإقليمية والدولية المشروعة. وكان مؤتمر لندن عن اليمن اقر خمسة نقاط أساسية على اليمن والمجتمع الدولي الالتزام بها لما من شأنه دعم اليمن ومساعدته على محاربة القاعدة.