يدخل المنتخبان التونسي والكاميروني اليوم (الاربعاء) المنافسة في النسخة السابعة والعشرين من نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم المقامة حاليا في انغولا، وكلهما أمل في تفادي المفاجأة امام زامبيا والغابون على التوالي في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الرابعة. وشدد كل من مدربي المنتخبين التونسي فوزي البنزرتي والفرنسي بول لوغوين على ضرورة استخلاص العبر من المباريات الافتتاحية للمجموعتين الاولى والثانية خصوصا الفوز الساحق لمالاوي على الجزائر 3-صفر، وسقوط ساحل العاج المرشحة بقوة لاحراز اللقب في فخ التعادل امام بوركينا فاسو. ويعتبر المنتخبان التونسي والكاميروني مرشحين بقوة للظفر ببطاقتي المجموعة، بيد ان ادارتهما الفنية لها رأي آخر. يذكر ان الخسارة امام موزامبيق في الجولة السادسة الاخيرة من تصفيات المونديال كانت سببا في استغناء الاتحاد التونسي عن المدرب البرتغالي هومبرتو كويليو والتعاقد مع البنزرتي. وتكتسي البطولة اهمية كبيرة بالنسبة الى البنزرتي كونها تعتبر فرصة جيدة امامه لترسيخ مكانته في الجهاز الفني لمنتخب بلاده، علما بأنه فشل في التأهل الى انغولا مع المنتخب الليبي. ويملك البنزرتي خبرة كبيرة في التدريب فهو صنع امجاد الترجي في التسعينيات عندما قاده الى عدة القاب محلية وافريقية وافرواسيوية منها كأس الأندية الافريقية (دوري ابطال افريقيا حاليا) عام 1994، كما قاد النجم الساحلي وقاده الى اللقب المحلي ايضا. ويهدف البنزرتي الى قيادة تونس للتألق مجددا في العرس القاري على غرار ما فعلته على ارضها عام 2004 حين توجت باللقب للمرة الاولى في تاريخها على حساب المغرب 2-1. وتبدو كفة المنتخب التونسي راجحة امام زامبيا لانه في 11 مباراة جمعت بينهما حتى الان كانت الغلبة لتونس 6 مرات بينها مرتان من اصل 3 في النهائيات القارية (4-2 عام 1996 و4-1 عام 2006 وتعادلا صفر-صفر عام 2002. فيما فازت زامبيا 3 مرات، وفرض التعادل نفسه مرتين. وتعلق امال التونسيين على لاعبي الخبرة في صفوفه وتحديدا شوقي بن سعادة (نيس الفرنسي) ورضوان الفالحي (ميونيخ 1860 الالماني) وكريم حقي (هانوفر الالماني) وحسين الراقد (سلافيا براغ التشيكي) وهدافه في التصفيات عصام جمعة (لنس الفرنسي) وامين الشرميطي (اتحاد جدة السعودي). بيد ان المنتخب الزامبي لن يكون لقمة سائغة للتونسيين ويعول على الخبرة التي اكتسبها مدربه الفرنسي هيرفيه رينار كمدرب مساعد للفرنسي كلود لوروا في نهائيات كأس الامم الافريقية الاخيرة في غانا عام 2008. وتسعى زامبيا الى فك النحس الذي لازمها في التصفيات خصوصا في خط الهجوم حيث سجلت 4 اهداف فقط في 10 مباريات. العودة إلى الانتصارات وفي المباراة الثانية، لم تختلف تصريحات لوغوين عن نظيرن التونسي، واكد على ضرورة احترام المنتخبات المنافسة وسمعتها على الصعيد القاري. ونجح لوغوين في اعادة الكاميرون الى سكة الانتصارات بعد بداية متعثرة في التصفيات وتحديدا في المباراتين الاوليين امام توغو صفر-1 بقيادة المدرب الالماني اوتو بفيستر والمغرب صفر-صفر بقيادة حارس مرماه الدولي السابق توماس نكونو، فنجح لوغوين في قيادته الى الفوز في المباريات الاربع التالية والمتبقية وحجز بطاقة المجموعة الى النهائيات، بينها فوزان على الغابون 2-1 و2-صفر على التوالي. وتملك الكاميرون الاسلحة اللازمة للقبض على الكأس القارية في مقدمتها احد افضل الهدافين في العام مهاجم انتر ميلان الايطالي صامويل ايتو هداف الدورات الثلاث الاخيرة للنهائيات القارية وحامل الرقم القياسي في عدد الاهداف في تاريخها عندما رفعه الى 16 هدفا في غانا. وسيكون نجم ارسنال الانكليزي الكسندر سونغ والمخضرم جيريمي نجيتاب واشيل ايمانا العمود الفقري للاسود غير المروضة خصوصا الاول الذي حقق عروضا رائعة مع فريقه اللندني في الاونة الاخيرة في الدوري. في المقابل، سيكون الثأر هدفا اساسيا للغابون ومدربها الفرنسي الان جيريس لانتزاع احدى بطاقتي المجموعة الى الدور ربع النهائي. وبدوره نجح جيريس في مهمته على راس الادارة الفنية للغابون ويكفي انه قادها الى الكأس القارية بعدما كان قاب قوسين او ادنى من المونديال، علما بانه لم يكن مرشحا حتى للتواجد في انغولا بالنظر الى قوة المجموعة التي وقع فيها والتي ضمت الكاميرون وتوغو والمغرب. واعتمد جيريس على خبرته في المغرب عندما قاد الجيش الملكي، وتمكن من الفوز على اسود الاطلس ذهابا وايابا واسقط توغو لينفرد بصدارة المجموعة، ولولا تعثره مرتين امام الكاميرون لكان احد الممثلين الخمسة للقارة السمراء في المونديال. يذكر ان المنتخبين الكاميروني والغابوني التقيا 15 مرة حتى الان، ففازت الكاميرون 6 مرات وخسرت مرة واحدة، وتعادلا 8 مرات.