طالبت مصر امس حكومة حركة حماس في قطاع غزة بالاعتذار عن مقتل جندي مصري على الحدود مع غزة والذي تقول القاهرة انه لقي مصرعه على يد قناص اطلق النار من داخل القطاع. ودعا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط "المعنيين على الجانب الفلسطيني للمسارعة بتقديم الاعتذار اللائق للشعب المصري عن مقتل الجندي الذي وقع أمس". واضاف ابو الغيط في تصريح صحفي "ان مثل هذا الاعتذار ينبغي أن يكون بديلا عن حديث البعض الذي لا يفهم حول حدود مصر والأمن القومي المصري". وطالب بمحاكمة الجناة او تسليمهم الى مصر لمحاكمتهم. وتابع "يتوقع أن المعنيين على الجانب الفلسطيني من الحدود يمكنهم إن يخدموا مستقبل علاقاتهم مع مصر من خلال إجراء تحقيق جاد وذي مصداقية في واقعة إطلاق النار من القناصين الفلسطينيين والقبض على هؤلاء الذين خانوا قضية شعبهم وأطلقوا النار على أخوانهم، وتقديمهم للمحاكمة أو تسليمهم إلى مصر لمحاكمتهم ". من جهته، حذر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية حسام زكي من سماهم الذين أساؤوا الى مصر بأن "لصبرها حدودا، وأن أية محاولة أخرى لاستفزاز الأمن المصري سوف يكون لها عواقبها". وأضاف زكي "بالنسبة لهؤلاء الذين كالوا كل هذه الإساءات لمصر على الجانب الآخر من الحدود مع فلسطين فسيأتي قريباً اليوم الذي يدفعون فيه ثمن إساءاتهم من قبل شعبهم نفسه". وقال"سوف يكون لنا معهم وقفة جادة حول أفعالهم تجاه هذا البلد الكريم وقواته المسلحة"مضيفا "ان مصر تحذر كل هؤلاء بأن لصبرها حدودا وأن أية محاولة أخرى لاستفزاز الأمن المصري سوف يكون لها عواقبها". وفي غزة دعا اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال للقاء عاجل مع القيادة المصرية لمناقشة التطورات التي وقعت الاربعاء على الحدود الفلسطينية المصرية. وقال هنية في كلمة خلال حفل لتكريم قافلة "شريان الحياة 3" "أدعو للقاء عاجل ومباشر بيننا وبين القيادة المصرية لمناقشة هذه الاوضاع وتحديد المفاهيم ووضع التصورات لطبيعة العلاقات وماذا يجب على الاشقاء في مصر تجاه غزة وشعبها المحاصر". واكد هنية ان "غزة لم تكن يوما سببا في تهديد الامن المصري ولم تكن يوما سببا في الاعتداء على السيادة المصرية ان الذي يهدد السيادة المصرية والامن القومي هو العدو الصهيوني". وتابع "نعرب عن أسفنا الشديد لما تعرضت اليه هذه القافلة اثناء تواجدها في العريش ونستنكر الاعتداء على المشاركين الذين وصلوا الى غزة وعليهم آثار من هذا الاعتداء". وأعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة أنها ستجري تحقيقاً في أحداث العنف قرب بوابة صلاح الدين الحدودية التي أسفرت عن مقتل الجندي المصري وإصابة 35 فلسطينيًا بينهم خمسة في حالة خطرة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إيهاب الغصين في مؤتمرٍ صحافي "نعبر عن حزننا وأسفنا لسقوط ضحايا في هذه التظاهرات ونحن سنفتح تحقيقا في الأحداث ونتائجها وندعو الأخوة في الجانب المصري لفتح تحقيق كذلك لوضع معالجة جذرية وضمان عدم التكرار". وأعلنت حركة "حماس" أمس أنها تجري اتصالات مع القاهرة، لاحتواء الأزمة. ونقلت وكالة "صفا" المحلية عن عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار تأكيده وجود اتصالات بين قيادة "حماس" والقيادة المصرية لتوضيح الحقائق والمواقف. وقال الزهار إن "الوضع ساخن ويحتاج إلى شيء من الوقت للتغلب عليه"، مضيفاً "هناك توتر شديد، ونحاول جاهدين أن نفكك الأزمة". وشدد على أن "حماس" معنية تماما أن تنتهي الأزمة التي نشبت مع مصر على ضوء "الأحداث المؤسفة" التي وقعت على الحدود.