تحتفي المملكة كل عام في مثل هذه الأيام بذكرى مجيدة عزيزة على نفس كل سعودي، ومحب مخلص لهذه البلاد وأهلها.. ألا وهي ذكرى توحيد هذا الوطن الطاهر تحت اسم (المملكة العربية السعودية)، بعد كفاح استمر قرابة (32 سنة ) اعتباراً من عام 1319ه وحتى 1351ه من رجل فذِّ محنّك، وقائد مظفر، وداعية إلى توحيد الله وعبادته ،وتطبيق شرعه في أرضه.. وباني نهضة، وموحّد أمة.. ألا وهو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه الذي وَحَّد هذه البلاد بعد تفرق وجمع شمل أهلها بعد شتات، ونبذ العنف والتطرف والتشدد، ودعا إلى الوسطية والاعتدال، والعمل الجاد من أجل البناء والإنتاج.. حتى قام هذا الكيان الشامخ، والوطن الآمن الواسع الأطراف. وتأسيساً على هذه الأهمية للأمن أدرك الملك عبدالعزيز يرحمه الله مكانته السامية والحاجة إليه ، فأولاه جل اهتمامه ورعايته، وعمل جاهداً على استتبابه وكان يؤمن إيماناً مطلقاً أنه لا عز لهذه العقيدة، ولا انتشار لهذا الدين إلا في ظل مجتمع آمن، ودولة مطمئنة ترعاها، وتبلغها وتذود عنها.. فكان له بحمد الله ما أراد .. فكان هو، ثم أبناؤه من بعده حماة لهذا الدين، وقادة في الدعوة إلى الله، مقتدين بذلك بسيرة سيد البشر في تبليغ دعوته عن ربه عز وجل.. ولم يقتصر رحمه الله في مفهومه للأمن على شقه المادي فحسب.. بل إنه أدرك بثاقب بصره، وبعد نظره أن تقدم الأمم واستقرارها مرهون بسلامة عقول أفرادها، ونزاهة أفكار أبنائها وبناتها.. ومدى ارتباطهم بمكونات أصالتهم وتقاليدهم، وأئمتهم وولاة أمورهم وعلمائهم.. ومن ثم أولى هذا الجانب اقصد الأمن الفكري اهتمامه، موجهاً وحاثّاً ومحذراً من الجنوح عن جادة الاستقامة والوسطية والاعتدال.. واعتناق مذاهب باطلة، أو أفكار ضالة. وهذا كله بحمد الله لم يكن غائباً عن ذهن أبنائه من بعده، فها هي تعيش نمواً وحضارة في هذا العهد الزاهر عهد ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً . *وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات