أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس جاهزية الجانب الفلسطينى لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي مع اسرائيل،مشترطا ان توقف نشاطاتها الاستيطانية. وقال في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس مع وزير الشؤون الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير: "ان موضوع استئناف المفاوضات هو الشغل الشاغل للولايات المتحدة ، ولكل أصدقائنا في أوروبا وربما نصل الى نتيجة في هذا الموضوع مع حلول اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة". واوضح عباس ان اللقاء المقترح من الإدارة الأميركية مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يأتي بعد الاتفاق على تجميد النشاطات الاستيطانية مؤكدا انه حين الوصول الى حل هذه المشكلة سوف تستأنف المفاوضات. وتطرق الرئيس الفلسطيني الى الحوار مع حركة المقاومة الاسلامية حماس وقال إنه من الأفضل ان تجري الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الرابع والعشرين من يناير المقبل وقال "هذا استحقاق دستوري لا بد من ان نواجهه، وان تقبل به حركة حماس". موضحا ان الانتخابات ستجري تحت إشراف عربي وإسلامي ودولي. إلى ذلك قال مساعد لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه سيسمح ببناء منازل جديدة للمستوطنين قبل ان يبحث في تجميد النشاط الاستيطاني والذي يمكن ان يؤدي الى استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين. وتضغط ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما على اسرائيل لوقف البناء الاستيطاني وتأمل ان تعلن عن استئناف المحادثات الفلسطينية الاسرائيلية هذا الشهر لكن البناء في المستوطنات يظل عقبة على الطريق. وفي الوقت نفسه يتعرض نتنياهو لضغوط من جانب كثير من النواب البرلمانيين في حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه حتى يرفض اي تجميد للبناء في المستوطنات. وصرح داني دانون وهو من أكثر المتشددين في حزب ليكود لراديو اسرائيل بأن الحزب لن يصبح مجرد حزب "يبصم" على القرارات التي يتخذها نتنياهو وان اعضاء الحزب سيعارضون اي اعلان لتجميد النشاط الاستيطاني. وقال مساعد نتنياهو الذي طلب عدم نشر اسمه انه بعد الترخيص ببناء المئات من الوحدات السكنية سيكون رئيس الوزراء الاسرائيلي مستعدا لبحث فرض حظر على البناء يستمر بضعة أشهر. وتبني اسرائيل نحو 2500 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية التي احتلتها في حرب عام 1967 وهي الان في مراحل بناء عدة. وأعلن المسؤولون الفلسطينيون انهم لن يستأنفوا محادثات السلام إلا اذا أوقفت اسرائيل كل اشكال البناء في مستوطنات الضفة الغربية بموجب خارطة الطريق لعام 2003 التي تحث ايضا الفلسطينيين على وقف الهجمات التي تشن على الاسرائيليين. وقال نبيل ابو ردينة: " نحن بانتظار ان نسمع من المبعوث الامريكي السناتور جورج ميتشل الى اين وصلت الامور بخصوص تجميد الاستيطان." وأضاف "الموقف الفلسطيني والعربي والدولي بما فيه الامريكي يطالب بالاعتراف بحل الدولتين وتجميد الاستيطان بما فيه النمو الطبيعي. ما يسمى بالوقف الجزئي (لتجميد الاستيطان) لا يكفي ولا بد من الالتزام بقواعد عملية السلام التي وضعها الرئيس اوباما." وطالب الرئيس الامريكي اسرائيل علنا بوقف كل الانشطة الاستيطانية بموجب اتفاق "خارطة الطريق". ويقول فلسطينيون ان المستوطنات التي بنيت في الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 تحرمهم من اقامة دولة قادرة على البقاء. وتحاول الولاياتالمتحدة التقريب بين الموقفين واقناع الدول العربية باتخاذ خطوات نحو تطبيع العلاقات مع اسرائيل. والتقى ميتشل مبعوث أوباما الخاص في الشرق الاوسط مع مساعدي نتنياهو في نيويورك هذا الاسبوع للتوصل الى اتفاق لاستئناف محادثات السلام للاعلان عنه في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تعقد في أواخر الشهر الجاري. من جهة أخرى اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الخطة الاسرائيلية التي تتضمن تسريع الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة قبل اقرار اي تجميد جزئي له "غير مقبولة على الاطلاق". واضاف عريقات "الامر الوحيد الذي سيتم تعليقه بعد هذه الاعلانات هو عملية السلام".