أبدى عدد من العاملين بمستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة ومن زملاء الممرض المقتول عبدالقادر سعود المهابي " للرياض" حزنهم العميق على ما تعرض له زميلهم فجر أمس من طلق ناري من احد الجناة وهو في مقر عمله مما نجم عنه وفاته في الحال . وأثنى جميع زملائه على تعامل الراحل وسمو خلقه وتفانيه في أداء عمله مشيرين إلى أنه كان مثالاً يحتذى ويقتدى به . وقال مدير المستشفى الدكتور علي الأحمري والحزن يتملكه أننا نؤمن بالقضاء والقدر والموت حق ونهاية كل مخلوق ولكن ما يحز في النفس الطريقة التي قتل بها الزميل وهو في مقر عمله حيث دخل الجاني للمستشفى وهو يحمل سلاح رشاش مخفيه خلفه وتقدم حتى وصل لقسم الصحة النفسية وأشهر سلاحه في وجه الزميل وأطلق عليه وابلاً من الرصاص ليرديه قتيلاً في الحال دون أي وجه حق . وأضاف الدكتور الاحمري : كان الزميل عبدالقادر من خيرة الزملاء وزاملته عدة سنوات لم يشتك منه أحد وطيلة فترة إدارتي للمستشفى التي بدأت منذً عامين ونصف لم أتلق أي شكوى ضد الزميل رحمه الله بل كان الجميع يشيد فيه وبتعامله سواء مع زملائه أو مع المرضى في كافة الاقسام التي عمل بها. من جهة اخرى التقت الرياض بمدير المستشفى المناوب الاستاذ عثمان كامل والذي ذكر ان الفاجعة كانت كبيرة جداً ولم يصدقها حتى هذه اللحظة مؤكداً أنه بعد وصوله للمستشفى وقع عليه الخبر كالصاعقة حتى أنه قتل ساعات الفرح التي يعيشها بمناسبة زواج أحد أقاربه. واستطرد قائلاً : لقد كان الزميل عبدالقادر من خيرة الزملاء الذين عملت معه لمدة تزيد عن 8 سنوات ابتداء من قسم الطوارئ وحتى قسم الصحة النفسية ولم يكن له رحمه الله أي عداوات مع أي زميل ونسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته . كما التقت الرياض بالدكتور محمد عبدالله وهو احد الاطباء العاملين في قسم الصحة النفسية بمستشفى الملك عبدالعزيز وزميل الراحل حيث قال في البداية نعزي انفسنا قبل ان نعزي اسرة الفقيد في هذا المصاب الجلل فلقد كان رحمه الله من خيرة الزملاء الذين تعاملت معهم وكان يقوم بعمله على أكمل وجه آثار الرصاص يشير إليه الزميل السويهري على جدار المستشفى ويؤدي العمل المناط به بكل امانة واخلاص حتى انه يمضي ساعات طويلة بعد انتهاء فترة دوامه وذلك لتقديم كل الرعاية للمرضى المنومين والمحتاجين للعلاج مشيرا الى أن هذه الحادثة غريبة جدا ولم تحدث من قبل ولكن الله شاء وقدر . وفيما يتعلق بحالة الجاني قال بأنه كان يتلقى العلاج سابقا في القسم، ويشاركه الرأي خالد الحسيني اخصائي تمريض بقسم الصحة النفسية وزميل المجني عليه حيث يقول انني لازلت اتذكر كل لحظة قضيتها مع الزميل اثناء قيامنا بعملنا حيث امضيت معه سنين طويلة في العمل داخل اروقة المستشفى ولم اتذكر بانه في يوم من الايام قد جرح مشاعر او اساء التعامل مع أي احد بل كان مثالا للزميل المخلص ولكن ما حدث فجر امس كان مؤلما لنا جميعا ونسأل الله ان يرحم عبدالقادر وان يسكنه فسيح جناته . الجدير بالذكر بأن الجاني كان قد تلقى العلاج في قسم الصحة النفسية بمستشفى الملك فيصل قبل حوالى 8 اشهر ومن ثم حول إلى مستشفى الصحة النفسية بالطائف وتشير التحقيقات الاولية إلى أنه حصل على السلاح من الرياض حيث استولى عليه من شقة شقيقه. ومن جهة اخرى كان المجني عليه عبدالقادر سعود المهابي وهو في العقد الثالث من عمره يعيش ايام فرح بعد ان رزق بمولودة قبل اسبوع من وفاته حيث انضمت الى شقيقيها . وكان الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان أوضح أنه عند تمام الساعة الثانية صباحا أمس الجمعة اقتحم شاب سعودي في العقد الثاني والنصف من العمر مستشفى الملك عبدالعزيز بحي الزاهر بمكة المكرمة وأطلق النار من سلاح رشاش كان بحوزته على ممرض سعودي في العقد الثالث من العمر وأرداه قتيلا على الفور بعد إصابته بعدة طلقات . وافاد أن الجاني لاذ بالفرار بعد فعلته مبينا أنه فور تلقي غرفة العمليات بشرطة العاصمة المقدسة البلاغ تم الانتقال السريع إلى موقع الحدث حيث تم رفع البصمات وجمع المعلومات والتحريات اللازمة ومن ثم تكثيف الدوريات الأمنية آثار الدماء والطلقات النارية على الأرض بمتابعة شخصية من مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء تركي القناوي بعد التعميم على مواصفات الجاني والسيارة التي كان يستقلها . وأكد أنه تم في وقت قياسي العثور على سيارة الجاني وبداخلها السلاح الرشاش المستخدم في الجريمة حيث عمد الجاني إلى ترك السيارة في موقع قريب من مسرح الحدث والفرار منها لافتا النظر إلى أنه تم بفضل من الله وتوفيقه ثم بجهود رجال الأمن تتبع الجاني والترصد له والقبض عليه بالقرب من منزله بمكة المكرمة في غضون ساعات قليلة . وبين الرائد الميمان أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الجاني يعاني من مرض نفسي حيث يوجد له ملف بالعيادة النفسية بمستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة مشيرا إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث .