لا شيء يستهوي المرأة قدر معرفتها المتزايدة بأمور الطبخ وأنواع الأطعمة ، وأرقام مبيعات كتب الطبخ تشهد على ذلك وهو توجه فطري بالطبع حتى وان لم تشارك كل النساء بهذا الرأي. ومنذ فترة لفت نظري إعلان طريف وذكي عن احد تلك الكتب نشر في جريدة الرياض مؤخرا تصدر خطاب " أكبر كتاب طبخ باللغة العربية ومترجم للغة الاندونيسية " ولا تنسوا " ألأكثر مبيعا أيضا" والواقع انني أريد هنا أن ارسم سمايلي فيس أولا قبل أن استرسل لا تعاونا مع نبرة الإعلان الواعدة وإنما تفاعلا مع اختراع الترجمة المصاحبة للكتاب بلغة أشهر عاملات المنازل في البيوت السعودية وأكثرهن تميزا في أمور الطبخ .... وقد نستطيع تخيل صاحبة منزل وهي تحاول تعليم عاملتها طريقة إعدادها للطعام وبوجود صعوبة التفاهم اللغوي سيكون عامل سوء الفهم وسوء الإعداد واستياء الزوج واردا بجدارة ولكن أن تشهر سيدتها الكتاب مؤشرة على لغة العاملة فهذا في منتهي المرونة العولمية. بقي أن نشير لحالة تفرد كثير من سيدات المجتمع بطبخ طعام الأسرة غير ان في مرحلة إعداد المكونات وتحضير عناصر الوجبة يتم الاستعانة بمساعدة العاملة ، وقدشاهدت ربة منزل - وسواسة - وهي تجادل عاملة محلية حديثة العمل في بيتها، وقد جرى بينهما هذا الحوار "لا تقتربي من المطبخ " ! " ولا أغسل الصحون ؟" " ولا تغسلي الصحون..المطبخ علي أنا " " طيب أقطع خضار ودجاج ؟" " ولا تقطعي خضار ودجاج " " أسوي سلطة مدام ؟ " وصرخت المرأة بانفعال " إلا السلطة ! " طبعا تلك التفاصيل ليست غالبة في البيوت ولكنها تحدث. غير إن الاستعانة بمخاطبة الطرفين – صاحبة المنزل والعاملة في آن واحد في موسوعة طبخ عربية التفاتة ذكية ومثمرة لا شك ، هذا محليا ولكن على المستوى العالمي الصورة مختلفة وقاتمة بعض الشيء كما هو متوقع لاختلاف عادات الأكل واعداده ولتدني الوضع الاقتصادي هناك ففي أغلب إشارات الإعلام العصرية من صحف ومجلات وحتى برامج مرئية هناك دوما تبني لنبرة الاقتصاد في مصاريف إعداد الأطعمة والحث على تناول أكلات رخيصة الثمن حتى إن بعض التقارير الصحفية ذكرت مواضيع نشرت في مجلات راقية متخصصة بالغذاء عن ما يمكن فعله ببقايا الطعام ! ويشعر أصحاب ذلك التوجه بأن الناس باتوا يحتاجون تعلم الطبخ من جديد على مستوى أوفر للتكاليف وغالبا ما يكون بيتيا وتقارير أخرى كانت قد ذكرت بأن مطاعم الوجبات السريعة قد ازدهرت في الآونة الأخيرة نظرا لإقبال الناس عليها رغم ما يقال عن نسبة الدهون فيها توفيرا للمصاريف على مايبدو بعد أن هجروا المطاعم الفاخرة وحتى المتوسطة بينما تحولت فئات أخرى لإعداد الطعام في المنزل أيضا لانعكاس الوضع الاقتصادي العالمي المتأزم مما يعني في الحقيقة مزيدا من كتب ومجلات الطبخ التي توائم تلك الحالة . ومن باب المشاركة في هوس الإعداد الغذائي العصري دعونا نقترح ابسط وارخص الطرق لإعداد وجبات غذائية صحية بتقديم طبق الكبسة السعودي أو المشبوس الخليجي بكل فخر كأفضل طبق محبوب من الصغار والكبار يحتوي على كل العناصر الغذائية المهمة - الأرز واللحوم والطماط والبصل وان شئتم إضافة بعض الخضروات أيضا توفيرا للمصاريف والطاقة ...بدلا من طريقة الإعداد الغربية المعهودة بطبخ كل نوع بمفرده الخضار و البروتين والكاربوهيدرات الخ ... أما من ناحية الإعداد الصحي فكل ما هو مطلوب استخدام زيت الزيتون بدلا من الدهون الاخري في تحمير البصل وهكذا تفوز الكبسة في مسابقة الأطباق العالمية في كل مرة أما نحن كمجتمع مازال يتعرف ويستهويه التنوع الغذائي وما زال في نعمة والحمد لله فإن اقتناء كتب الطبخ العربية خاصة والآسيوية عموما ظاهرة صحية وحالة مقبولة خاصة إن تزامنت مع سهولة الفهم لكل من في البيت .