أهم ما يميز جوائز الغولدن غلوب عن جوائز الأوسكار هو تقسيم الأفلام المرشحة إلى فئتين الأولى للدراما، والأخرى للأفلام الكوميدية أو الموسيقية، وهذا الأمر استحدثته جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود (Hollywood Foreign Press Association) في الحفل التاسع للجمعية في عام 1952، علماً بأن جوائز الغولدن غلوب بدأت في عام 1944.الأفلام الخمسة المرشحة في فئة الأفلام الكوميدية أو الموسيقية هذه السنة يمكن تقسيمها بدورها إلى قسمين أربعة أفلام للكوميديا، وواحد للموسيقى وهو الفيلم الاستعراضي (Mama Mia) من بطولة نجوم متميزون يتقدمهم بيرس بروسنان وكولين فيرث وميريل ستريب، ومن إخراج المخرجة المسرحية البريطانية فيلدا لويد في أول عمل سينمائي تخرجه، ويحكي الفيلم قصة عروس شابة في العشرينات تعيش مع أمها في جزيرة يونانية وتحاول في يوم زفافها اكتشاف والدها الحقيقي بين أربعة رجال كلاً منهم يدعي بأنه هو والدها، أما أغاني وموسيقى فرقة (أبا) الشهيرة فتتمثل عبر الأحداث والمواقف المختلفة في الفيلم. أما الأفلام الكوميدية فيأتي في مقدمتها الفيلم الجديد للمخرج الكبير وودي آلن (فيكي كريستينا برشلونة - Vicky Cristina Barcelona ) الذي يجدد التعاون فيه مع ملهمته الجديدة الممثلة الشابة سكارليت جوهانسون في ثالث تعاون بينهما، ويحكي الفيلم قصة صديقتين أمريكيتين تقضيان عطلة الصيف في مدينة برشلونة الإسبانية وهناك تتعرفان على رجل إسباني وسيم (يلعب دوره الحاصل على الأوسكار العام الماضي خافيير بارديم)، والمفارقة أن كلتاهما تقعان في حبه، ولكن هناك مشكلة كبيرة تتمثل في الزوجة السابقة لهذا الإسباني (تلعب دورها بينلوب كروز) التي تعقّد القصة وتعرف كيف تحجز هذا الحب!. وقد ترشح كلاً من ريبيكا هال وخافيير بارديم وبينلوب كروز عن أدوارهم المتميزة في هذا الفيلم. وبعد حصولهما على الأوسكار العام الماضي عن فيلمهما (لا وطن للعجائز - No Country For Old Men) يعود الأخوين كوين إلى أجوائهما الساخرة والغريبة في فيلم الكوميديا السوداء (احرقها بعد القراءة - Burn After Reading) الذي يبدأ بتعرض عميل (يلعب دوره جون مالكوفيتش) يعمل لحساب وكالة المخابرات الأمريكية لابتزاز من جهة لا يعلمها ولا يستطيع الوصول إليها، والمفارقة هنا أن هؤلاء المبتزين هم ليسوا أشراراً كالعادة، بل ألطف شخصين يمكن أن تراهما في حياتك (يلعب دوريهما براد بيت وفرانسيس مكدورماند)، ويدخل في الخط صديق زوجة العميل (الذي يلعب دوره جورج كلوني) وتتعقد الحبكة وتمر بانعطافات لا يمكن لأحد الإمساك بخيوطها ببراعة مثل الأخوين كوين لتنتج في النهاية فيلماً كوميدياً من طراز رفيع. وفي تجربته السينمائية الأولى يقدم المخرج البريطاني الشاب مارتين ماكدوناك فيلمه المتميز (في بروجز - In Bruges) و"بروجز" هنا هي مدينة صغيرة وهادئة في بلجيكا يأتي إليها قاتلان بريطانيان (كولين فاريل وبراندون غليسون) من أجل مهمة قتل كلفهما بها رئيسهما المجنون والأرعن (يلعب دوره رالف فاينز)، وقد ترشح كل من فاريل وغليسون لجائزة أفضل ممثل بدور كوميدي. أما الفيلم الأخير في قائمة الغولدن غلوب فهو للمخرج البريطاني الكبير مايك لي الذي اختار أن يكون فيلمه الجديد كوميدياً لا يخلو من لمسة درامية إنسانية كما هي عادة سينماه، وجاء بعنوان (المحظوظ السعيد)، ويحكي الفيلم قصة فتاة شابة (تلعب دورها سالي هوكنز) ونظرتها المتفائلة والمندفعة للحياة بشكل يدعو للاستغراب، فهي لا تريد لأي حدث يقع في حياتها أن يثنيها عن متعتها وسعادتها. والغريب فعلاً أن تأتي هذه النظرة وهذا العمل من مخرج (أسرار وأكاذيب) و(فيرا ديرك) المليئة بالكآبة والنظرة السوداوية للحياة.