لولا ذلكم القفص لما استطاع أي شخص السباحة مع واحد من أكبر التماسيح البحرية الضخمة بيد أن موقعاً سياحياً استرالياً جديداً أتاح الفرصة للمغامرين الشجعان الذين يرغبون في مواجهة تمساح ضار عن كثب تحت حماية صندوق من الأكرليك الشفاف وهو صندوق يسمى "قفص الموت". إن ما يفصل من ينشدون المتعة والإثارة عن فكي التمساح "تشوبا"، وهو تمساح يعيش في المياه المالحة، لم يكن سوى أكريليك مقاس 4سم وزوج نظارات واقية للعينيين وسترة سباحة. أما القفص، فهو بدون قضبان على خلاف الأقفاص المستخدمة في الغطس لأسماك القرش والتي تحول دون قضمات القرش الكاسر. بيد أن آثار الخدوش التي أحدثتها عضات الأسنان تظهر بوضوح على جنبات القفص - الأمر الذي قد يزيد المترددين تردداً. أما السياح الذين درجوا على المغامرة، فإنهم يتسلقون إلى داخل القفص الشفاف قبل أن يتم إنزالهم إلى الموقع الذي يوجد به التمساح؛ حيث يمضون ربع ساعة داخل القفص الذي يبلغ ارتفاعه تسعة أقدام لمشاهدة التمساح الضخم. لقد كان الإقبال شديداً على موقع الجذب السياحي في قلب مدينة داروين بالمنطقة الشمالية من استراليا. وقد وصفه ملتمس المتعة والإثارة مارك كليتون من داروين بأنه يمثل ما ظل يسعى إليه من قبل؛ وذلك بعد أن أمضى 20دقيقة أمام التماسيح وجهاً لوجه. وتحدث قائلاً: "إنني أغطس مع أسماك القرش وسمك الأنقليس الضخم والشفنين البحري.. لكنني لم أقترب منها كما حدث حالياً. إنه لأمر مبهج أن تصبح على مثل هذا القرب من تمساح بهذه الضخامة". يشار إلى أن التماسيح التي تعيش في المياه المالحة تعد أضخم أنواع التماسيح حيث يصل طول الذكور منها إلى (19.6) قدما ويصل وزنها إلى 2204أرطال. وهي توجد على نطاق جنوب شرق آسيا لكن أكثرها يوجد في شمال استراليا. ويقول مايكل سكوت الذي افتتح الموقع السياحي مؤخراً إن هنالك إقبالا منقطع النظير على طلب المتعة والإثارة على غرار ما يتيحه موقعه. وأردف يقول: "في المنطقة الشمالية يعد التمساح البحري بمثابة أيقونة وهو يمثل جزءاً من منظومة حياتنا حيث توجد التماسيح دائماً ضمن نشرات أخبارنا سواء في أحواض السباحة بمنازلنا أم لإقدامها على قتل الحصان المفضل لدى أحدنا". وبرغم أن التمساح البحري خطير ومميت فإن هجماته الفتاكة على بني البشر تظل في حكم النادر في استراليا حيث لا تتجاوز حادثة أو حادثتين في العام إذ أن آخر حادثة تم الإبلاغ عنها وقعت مؤخراً في كوينزلاند عندما تم العثور على ما يشتبه في أنه بقايا جثة رجل بريطاني في بطن تمساح. فقد كانت آخر مرة شوهد فيها آرثر وكر عندما كان يقوم بفحص بعض أنواع السمك في نهر يعج بالتماسيح في شمال الولاية. فضلاً عما تقدم فإن علامات التحذير توضع في الأنهار والبحيرات والشواطئ بالمناطق التي تعيش فيها التماسيح. أما أشهر تمساح محجوز في حديقة فهو بيرت الذي لعب دور النجومية في فيلم "كروكودايل دندي" والذي أوشك على التهام شخصية ليندا كوزلوسكي في الفيلم.