ان تسوق لتفاحة او لشاحنة.. لافرق جوهري ابداً من حيث المبادئ المتبعة والافكار الاساسية، فالتسويق هو التسويق اينما اتجهت، وانما الاختلاف يكون في التفصيلات وطبيعة الشيء المراد تسويقه. فالمبدأ التسويقي يقول "ابحث عن ماذا يريد العميل وحقق له.. ولا تنس ان تربح من ذلك كله" وهذا المبدا قائم وقابل للتطبيق في كل مكان تقريباً وليس حكراً على المؤسسات التجارية بل يتعداها ليصبح مؤثراً ايضاً حتى في المؤسسات الحكومية وغير الربحية والخيرية (ونستغني بالطبع عن الربح ونستبدله بأهداف أخرى). التسويق ليس مجرد قسم في شركة بل فكر في ادمغة من يديرون الشركة وممارسة لمن يقدمون المنتجات والخدمات للعملاء، فان تسوق عصيراً او ان تسوق كتاباً اوان تسوق حتى طائرة تجارية ضخمة فانك ولابد سوف تمارس بعضاً من (أو كل) المواضيع التسويقية التالية: محاولة اكتشاف ماذا يريد العميل، البحث عن افضل الطرق لارضائه واسعاده، محاولة التفوق على المنافسين، التفكير جديا في ان تكون مختلفاً وان تصنع اسماً تجارياً مميزاً، والتفكير المتأني لشرائح السوق المختلفة وحاجاتها المختلفة، البحث المستمر عن الجودة في المنتج والخدمة، التفكير في اسم المنتج وحجمه وتصميمه ولونه ورائحته..، التأكد من ان اسعار ما تقدمه ذات قيمة للعميل وانها تعكس فعلاً صورة المنتج لديه، الاسعار التنافسية، الخصومات، اختيار افضل الطرق لتوزيع المنتج او الخدمة، استغلال ثورة الانترنت في التوزيع والترويج، اختيارالمزيج الامثل للترويج من اعلان وبيع شخصي وعلاقات عامة وتسويق مباشر وغير ذلك.. هذا ليس كل شيء بل جزء بسيط من المواضيع التي يطرحها التسويق لتحقيق الهدف الاكبر وهو (الرضا والربح). نستطيع القول وبدون تحفظ ان ليس هناك ما يسمى بتسويق عقاري او تسويق مستشفيات او تسويق فنادق او تسويق عصيرات او تسويق ادوية.. فالتسويق مفهوم واحد ويحاول بعض الكتاب اقتباس افكاره ومفاهيمه ونقلها الى صناعة معينة ثم الادعاء بان ذلك تسويق خاص بالصناعة ذاتها دون غيرها.. لقد استغل الكثير من الكتاب والاكاديميين الغربيين منهم والشرقيين جهل بعض المهنيين في صناعات كالخدمات الطبية والضيافة والعقار استغلوا جهلهم في اصول التسويق بان (باعوا) عليهم التسويق ووضعوه في قالب الصناعة التي يعرفونها. ان جمال التسويق ومشكلته في الوقت ذاته انه (قابل للتطبيق) في كل مكان تقريباً. @ أكاديمي متخصص في التسويق