التأهيل يعني أن يكون الشخص أهلا لما يناط به، وهذا يقتضي الإعداد الجيد لتحمل المسؤولية أيا كانت عليا أو دنيا، فنية أو إدارية، محلية أو دولية، وهذا الإعداد ينبغي أن يكون صناعة، أي لا بد من المرور بخطوات ومراحل متتابعة تكمل بعضها البعض (process) وبمستوى يتلاءم مع طبيعة ومستوى المسؤولية المحتملة، من اجل هذا يعد التأهيل شرطاً أساسياً لدرء وقوع مفاجآت مربكة وتقلبات غير محسوبة يفضي إلى هدم ما هو موجود وإعادة البناء على الأنقاض بدلاً من استكمال البناء وتعديل الاعوجاج وتصحيح المسار وإسراع لوتيرة الإنجاز بعد ضخ الدماء الجديدة. إن الزج بالشخص في أتون المسؤولية من دون تأهيل وتدرج يشكل قفزه في الهواء إلى المجهول يصاحبها انعدام في الوزن وهذا يؤدي إلى قرارات ارتجالية ومتناقضة وتقريب غير المؤهلين والوثوق بالمجاملين، ويصبح المعيار مبنياً على الانطباعية وظواهر الأمور ناهيك عن التعامل مع جهاز العمل بقليل من العمق وكثير من السطحية، حيث يكون جل الاهتمام وتسخير الإمكانات منصباً على كيفية الاحتفاظ بالمنصب بدلاً من التخطيط للعمل وقيادة فريق التطوير واستثمار الإمكانيات المادية والبشرية مهما ضؤلت بأساليب إبداعية في اتجاه الارتقاء.