عرض مرشح الرئاسة الاوكراني فيكتور يوشينكو غصن الزيتون على أقطاب الصناعة الذين يعارضونه أمس الاول قائلا إن «99 في المئة من النشاط التجاري في بلادنا يتسم بالامانة». وكانت التصريحات التي أدلى بها يوشينكو في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع أقطاب الصناعة هي الاكثر وضوحا حتى الآن حيث ذكر أنه في حال انتخابه فإنه يعتزم تفادي إجراء تعديلات واسعة بشأن ملكية أكبر الصناعات في البلاد وذلك على الرغم من الشروط المشكوك فيها التي تتعلق بخصخصتها خلال فترة التسعينيات. يذكر أن أكثر أقطاب الصناعة ثراء في أوكرانيا والذين يطلق عليهم (الاوليجاركيين) المؤيدين لحكومة القلة الغنية باتوا أغنياء في معظم الحالات من خلال شراء الصناعات السوفيتية إبان التسعينيات. ويؤيد هؤلاء منافس يوشينكو رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش والذي عرف عنه دفاعه منذ فترة طويلة عن مصالح أقطاب الصناعة ورجال الاعمال كوسيلة لانعاش النمو الاقتصادي في أوكرانيا.وقال يوشينكو إنه إذا ما انتخب فإن حكومته ستتحدى فقط عمليات الخصخصة المشبوهة «الاكثر مخالفة للقانون» في البلاد. وأعطى مثالا على ذلك ببيع أكبر مصنع للصلب هذا العام في أوكرانيا إلى شركة يملكها رجل أعمال أوكراني على صلة وثيقة بالرئيس ليونيد كوتشما مقابل نصف قيمتها السوقية تقريبا وبرغم أنه كانت هنالك عروض أعلى للشراء من مستثمرين دوليين.وانتقد يوشينكو الواثق من نفسه تقارير نشرتها وسائل الاعلام الروسية مفادها أن فوزه في انتخابات الاعادة من شأنه أن يقسم أوكرانيا إلى معسكرين معاديين: الاول يتحدث سكانه الروسية والآخر يتحدث الاوكرانية. وقال يوشينكو «أعرف مرشحين رئاسيين سابقين فازوا في الانتخابات في 13 مقاطعة فقط أو في 15 مقاطعة ولم يحدث رغم ذلك أن تقطعت أوصال أوكرانيا» وأضاف «لا أرى ثمة سبب يدعو لانقسام أوكرانيا إذا ما أيدتني 19 أو 20 من المقاطعات. ولقد ضقت ذرعا بهذه التقارير التي تزعم أن البلاد ستنقسم في حال انتخاب يوشينكو». وتوقع يوشينكو بأنه سيفوز في 20 إقليما وعلى الاقل بستين في المئة من الاصوات. وأكد منافسه يانوكوفيتش في مؤتمر صحفي في وقت لاحق أمس أنه مازال قادرا على الفوز بالانتخابات. وأرجع الازمة الاقتصادية الحالية المزعومة في البلاد إلى خطأ يوشينكو وسياسي المعارضة الذين أنزلوا الجماهير إلى الشوارع على حساب المؤسسات التجارية والتعليمية.وذكرت وكالة أنباء انترفاكس في تقرير لها أن فيكتور تشيرنوميردين السفير الروسي لدى أوكرانيا أعلن وفي إشارة تعد أوضح ما صدر عن الكرملين حتى الآن بشأن إذعانه للواقع في حال فوز يوشينكو تأييده لاجراء انتخابات حرة ونزيهة في 26 ديسمبر وتأييده أيضا لحكم القانون في أوكرانيا. كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفي خضم الاستعداد للانتخابات الاخيرة أيد صراحة يانوكوفيتش ثم عاد ليسحب تأييده له بعدما أدان المجتمع الدولي كله بلا استثناء فوز يانوكوفيتش. وقال يوشينكو إنه في حال فوزه فإنه يتوقع علاقات عملية وواقعية مع روسيا. وفي إشارة أخرى إلى أن الحياة في البلاد بدأت تعود إلى طبيعتها بعد ما يربو على ثلاثة أسابيع من المظاهرات غير المسبوقة التي شهدتها أعلن البنك الوطني الاوكراني أمس الاول أنه يعتزم أن يلغي بحلول نهاية الشهر جميع القيود التي فرضها على عمليات السحب النقدي من مصارف البلاد. وكان البنك فرض هذه القيود في بداية هذا الشهر على عمليات السحب وعلى التحويلات إلى العملات الاجنبية في محاولة لوقف سحب الودائع بالعملة المحلية (هرفنيا). ورغم أن هذا القرار ساعد في دعم العملة إلا أنه أدى أيضا إلى انتظام طوابير طويلة أمام البنوك في أنحاء البلاد حيث أراد المودعون إقفال حساباتهم. وأمر الرئيس الاوكراني ليونيد كوتشما بإعادة المدعي العام السابق سفياتوسلاف بيسكون لمنصبه الذي طرده منه كوتشما منذ عامين بسبب فشل بيسكون في التحقيق في حادث قتل لصحفيين معارضين ومشاكل أخرى في هيئة تطبيق القانون الوطني.ويرى المحللون السياسيون هذه الخطوة بأنها محاولة من كوتشما للسيطرة على جهاز تطبيق القانون في البلاد بقدر الامكان حتى يتولى السلطة يوشينكو الذي يعتبر بصفة عامة الاوفر حظا في سباق الانتخابات في 26 ديسمبر.وقال يوشينكو إن تعيين بيسكون لن يؤثر على الانتخابات المقبلة في 26 ديسمبر لان التعديلات الدستورية والتغييرات في قانون الانتخابات التي أقرها البرلمان في وقت سابق من هذا الاسبوع سيجعل من الصعوبة على الحكومة المشاركة في أي تزوير للانتخابات كما حدث في انتخابات 21 نوفمبر.