طالب مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج سوريا بتطبيق قرار مجلس الامن 1559 الذي يدعو ضمنا الى انسحاب القوات السورية من لبنان داعيا دمشق الى مزيد من التعاون حول العراق. وقال ارميتاج في مقابلة نشرتها صحيفة «النهار» أمس ان «عدم قبول سوريا بالقرار 1559 يشكل تحديا لارادة المجتمع الدولي». وكان مجلس الامن صوت في الثاني من ايلول - سبتمبر على القرار الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة وفرنسا وهو يطالب بشكل ضمني بانهاء التدخل السوري في الشؤون الداخلية اللبنانية ونزع سلاح حزب الله. واضاف ارميتاج «بموجب القرار 1559 فان للبنانيين الحق في ان يكونوا متحررين من النفوذ الاجنبي». وشدد ارميتاج على «ان القرار يعكس ارادة مجلس الامن بكامله.. والمسالة ليست مسالة مواجهة مع الولاياتالمتحدة ونحن نطالب فقط بان يترك لبنان للبنانيين وان يتولى اللبنانيون انفسهم تقرير مستقبلهم من دون نفوذ اجنبي». وحول العراق قال ارميتاج ان الولاياتالمتحدة «سلمت سوريا في ايلول - سبتبمر لائحة باسماء بعثيين عراقيين سابقين يتحركون بحرية في سوريا ويبدو لنا انهم مسؤولون عن تمويل الهجمات في العراق». واضاف «طلبنا من سوريا ان تقفل هذه الحنفية». وتابع «على سوريا ان تدرك ان جارها العراق سيكون حرا وديمقراطيا واعتقد انه سيكون من الافضل لسوريا ان تكون لهذا الجار ذكريات جيدة مع علاقات ودية». لكن ارميتاج اشار الى ان سوريا «نفذت بعض المطالب المتعلقة بصون الحدود وبعض الحسابات المالية». واعرب المسؤول الاميركي اخيرا عن الامل في الا تتدهور الامور اكثر مع سوريا مشددا على ان ذلك «يتوقف على الرئيس الاسد وزملائه». من جانبه، أكد مهدي دخل الله وزير الإعلام السوري أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جورج بوش والتي قال فيها إن سوريا دولة ضعيفة «تصريحات اعتدنا عليها وهي تشير للأسف إلى استمرار الضغوط على سوريا» وقال وزير الإعلام في تصريحات صحفية إن بلاده تريد الحوار مع واشطن وهي تنادي به وتسعى إلى فتح قنوات لأجله وشدد بأن هناك دوائر معادية لسوريا في الولاياتالمتحدة الأميركية تؤثر على الإدراة الأمريكية فتخرج بين وقت واخر بمثل هذه التصريحات. ونوه دخل الله أن ما يهم سوريا هو المواقف الأساسية التي أعلنها الرئيس الامريكي بعد انتخابه مباشرة عندما قال إنه يعتبر مسألة السلام في الشرق الأوسط من بين أولوياته، واضاف الوزير بأن سوريا تعتبر هذه التصريحات تطورا إيجابيا «ونرجو أن تبقى الولاياتالمتحدة عند هذا التعهد لأن في السلام الشامل خلاصا للمنطقة وأيضا تعزيز للسلام العالمي وفي استمرار التوتر بالمنطقة آثار سلبية على الجميع بما فيها الولاياتالمتحدة». وفي معرض رده على سؤال حول تصريحات بوش التي أشار فيها إلى أن أمريكا تهتم حاليا بعملية السلام بين إسرائيل وفلسطين ومن ثم يأتي دور سوريا أكد دخل الله أن السلام الشامل هو السلام الوحيد الممكن و في جوهر هذا السلام بالتأكيد القضية الفلسطينية وأشار إلى أن سوريا لا تلعب على المسارات ولا تفضل هذا المسار أو ذاك المهم الرغبة الحقيقية في التوجه نحو السلام. وحول تصريحات المسؤولين العراقيين التي تتهم سوريا بالتدخل في الشأن العراقي الداخلي شدد وزير الإعلام السوري أن هذه التصريحات محاولة لتصدير الأزمة للخارج ونوه بأن هذه التصريحات تشتد كلما تزداد الأزمة والتوتر في العراق. وأضاف أن سوريا مع وحدة الشعب العراقي أرضا وشعبا منوها إلى أن استقرار العراق ينعكس على سوريا وعلى المنطقة والتوتر سلبا في العراق ينعكس سلباعلى سوريا والمنطقة وكل شيء موجه ضد الشعب العراقي فلا شك أن وراءه أصابع اسرائيلية.. فاسرائيل وسياستها هي وراء كل شر يصيب المنطقة.