إن المرأة الناجحة هي التي تسعى دائما للعطاء من أجل إسعاد ذاتها، ووطنها والعالم، ولذلك لا يبهرها السطح من الأشياء بل يجذبها العمق والفاعلية والتأثير بكل أسراره وإيحاءاته التي تحفز طاقاتها للبذل والتطوير التنموى الدائم. من أهم مميزات المرأة في العمل الوطني الطموح -الذى يحيي فيها روح الشبابية والمستقبلية- فهمها لذاتها وتحديدها لأهدافها، ورسالتها، وانطلاقها من خلال آفاق قيادية عالية وقوية، فنراها تتحرك دائما ببهجة، وخفة، وروح قوية ومتفائلة. إن عالم المرأة ليس مليئا بأسرار الجمال والأناقة، والعلاقات المجتمعية، والوطنية فقط فالمرأة الآن تزاحم عالمها الواسع في التكنولوجيا، والابتكار والإبداع، والرقي والجمال بفنونه المختلفة، وحين تتحرك المرأة بروح إبداعية فإنها تكتشف كثيرا من أسرار ذاتها وأحلامها، وخطوط سعادتها، وتفاصيل الحياة من حولها، وتنسج لعالمها كثيرا من روائع وفنون الحاضر والمستقبل، وتجلب له المواقف السعيدة، والأيام الجميلة معا. إن جوهر المرأة الجريء يتمثل في أسلوبها الاستثنائي، وأن تظل زهرة متألقة تتمتع بالصحة، والقوة، والجاذبية، وستظل المرأة تلهم الإنسانية إلى الأبد، وتساهم في صناعة القرارات والمواقف التي تقوي الحياة وتطورها وإن تعددت الاتجاهات التي تناهض حقوقها، ومكانتها، ومستقبلها في عالم الغد أيضا. إن المرأة القوية لا تهمل تفاصيل حياتها الشخصية، أو حاجاتها المجتمعية، أو المستقبلية، وإذا كانت المرأة الطموحة تصنع كثيرا من التوازنات المجتمعية، والتنموية التي يفشل فيها بعض الرجال فحياتها أيضا تمتلئ بالربيع الداخلي، المزدهر، والأناقة الشخصية التي تجعل منها زهرة متألقة في كل مفردات أنوثتها وشخصيتها. وعندما يأتي الحديث حول حسناء الكون (المرأة السعودية) فسنرى أن عطاءها الوطني والعالمي ينمو ويزدهر يوما بعد يوم في ظلال مجتمع معرفي ابتكاري سعودي يقدس الإنجاز، والطموح، والإيجابية، ويفسح الطريق لكل القدرات النسائية الطموحة لتبنى مجدها التنموي، والإبداعي، والعالمي بكل جدارة، ولذلك فحياتها مليئة بالأعمال التطوعية، والمواقف الإنسانية، والضمير الوطني اليقظ، والمعرفة القوية التي تؤهلها دائما للريادة العالمية، ويتشرف بها العالم كله. إن العالم من غير أن تنبض أنوثة المرأة بالحركة والحب والعطاء هيكل عظمي يسير نحو الفناء، وحكومات العالم اليوم مطالبة باحتضان الرسالة التنموية الحضارية للمرأة بكل الإمكانات والوسائل الواعية والمتطورة -رسالة الحب والسلام والعطاء- لتقوم بدورها على أكمل وجه بلا عراقيل لا تسمح بدور المرأة المتغير. وفي يومك العالمى كوني أكثر صراحة مع جمالك، وأناقتك، وقوتك، فالعوالم من حولك جميلة وأنت أجملها، والجواهر من حولك ثمينة وأنت أغلاها، وأنت أقوى الكائنات على الإطلاق، فواصلي مسيرة العطاء فمن جد وجد، ومن زرع حصد، ومن استبشرت روحه بالأمل والتفاؤل نال أعلى مراتب الارتقاء، أما إهمال الذات فإنه قد يجرد الإنسان من كل ما يصنع له أمانه، راحته وسعادته. د. محمود حسن محمد